06 - 05 - 2025

كلنا جاحدون بحق نيرمين نور

كلنا جاحدون بحق نيرمين نور

مثلي مثل كثيرين من معارفها وأصدقائها  .. استيقظت صباح اليوم علي خير مؤلم أحزنني كثيرا واعتصر قلبي ..

أن أحد المقربين من السيدة الفاضلة نيرمين نور .. ذهب لزيارتها في منزلها للاطمئنان عليها بعد أن اكتشف غيابها فجأة  وانقطاع اخبارها  تماما وهي واحدة من كبار سيدات العمل الخيري التطوعي في السنوات العشر الأخيرة و سليلة واحدة من العائلات العريقة المحترمة ..  ليبلغه جيرانها بالخبر الصدمة .. أنها  ماتت وحيدة في منزلها  وصعدت روحها الي خالقها منذ 6 شهور دون أن يشعر بها أحد .

..الغريب والصادم لنا أن يكون هذا هو المشهد الختامي لحياة هذه السيدة صاحبة القلب الرحيم

فلقد كنت واحد  من الذين يعرفون جيدا بما تقدمه هذه السيدة  من  تضحيات وجهد ومال لأجل فقراء وبسطاء ومهمشين هذا  الوطن .

لم تكن السيدة  نيرمين نور  تفعل شيئا في حياتها سوي السؤال والاطمئنان الدائم عن أحوال المحتاجين والسعي لمساعدتهم   وإغاثة أطفالهم  المرضي بالسرطان  ..

رأيتها وكنت معها في كثير من المواقف وهي لاتترك فاعل خير..  طبيبا عالما  كاتبا .. صحفيا  الا وذهبت إليه تطلب منهم المشاركة في تقديم يد العون الي هؤلاء والأخذ بأيديهم ومساعدتهم  اينما كانوا في القري والنجوع في الصعيد أو ريف الوجه البحري

المهم لديها الا تنام الا وهي مطمئنة  أن هناك فاعل خير سيرعي  كل محتاج ومعذب طلب مساعدتها  علي أرض هذا الوطن وما أكثرهم ..

كانت سعادتها تزيد كلما زادت اعداد  من وثقت بهم أنهم سيشاركون معها ويتفاعلون معها بصدق في مبادرتها ومشوار قلبها الرحيم

دعوني اصارحكم  أن الشعور بذنب التقصير  يتملكني  لعدم  السؤال عنها خلال هذه الفترة الماضية ومنذ انتشار جائحة كورونا  والذي اعتقد انه شعور  تملك غيري من الاصدقاء والزملاء الذين يعرفونها وتواصلوا معها ..

بصراحة لم اعد اعرف  هل ماحدث من اهمال وتجاهل بحق غياب السيدة نيرمين نور 6 شهور كاملة  دون أن يطمئن أو يسأل أحد منا عنها وعن سر غيابها طوال هذه الفترة..  هو انتشار لظاهرة جحود تغلغلت فينا وتوغلت وقطعت صلات المودة والرحمة بيننا

أخشي ماأخشاه أن نكون و بفعل الغلاء  وسوء الأوضاع المعيشية والنفسية التي نحياها قد أصبحنا أسري وعبيد لمصالحنا الشخصية ..  ولم يعد يشغلنا شئ في حياتنا سوي لقمة العيش والصراع مع فواتير حكومة الجباية والضرائب والغرامات

يبقي أن  الله غفور رخيم بعباده الصالحين ..  فأن تنطلق صباح اليوم وبعد مرور 180 يوما علي وفاتها  كل  هذه الأقلام تتباري بذكر محاسن السيدة الفاضلة نيرمين نور  وكأنها تعتذر عن تقصيرها بحقها وتجاهلها وأهمالها وتطلب الدعاء لها بأن  يتقبل الله منها  حسن أعمالها  بالرحمة والمغفرة ويرزقها الجنة ..

هي رسالة سماوية واضحة تقول إنه مهما تغافلنا واهملنا وانشغلنا وسرقت قسوة الحياة منا إنسانيتنا وقطعت صلة ارحامنا وزادت من وحشتينا وجحودنا  فان الله ابدا لن يضييع اجر من احسن عملا.

---------------------

بقلم: أبوالعباس محمد *

نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك

مقالات اخرى للكاتب

كلنا جاحدون بحق نيرمين نور