قصتنا مع على عبد العال طويلة كثير منها موثق بالصوت والصورة والكلمة، فالرجل كما كتبنا عشرات المرات حين كان رئيسا للبرلمان يعد واحدا من أسوء رؤساء البرلمان في تاريخ مصر، وهو الرجل الذي أقسم على الهواء مرات عديدة أن حكم أعلى سلطة قضائية (محكمة النقض) سينفذ في خلال أسبوع بتصعيدي نائبا في البرلمان، وحنث باليمين، وهو الرجل الذي اجتماع بزميل دراسته (مع الفارق بينهما) ومستشارنا القانوني الفقيه الدستوري عصام الإسلامبولي وأقسم بكل مقدسات الدنيا إن الحكم سينفذ الأسبوع القادم. وطبعا الاسبوع القادم لم يأت. وأعرف ويعرف معي الكثيرون كيف خضع لابتزاز مرتضي وبذاءاته وكان من مدرسة التجويد لصالح النظام السياسي بأداء باهت مهين حتى لو لم يطلب منه. كم الكذب والتدليس الذي مارسه وشكل جلسات المبايعة والتأييد مؤلم، صحيح ان برلماناتنا منذ ثورة يوليو كانت مؤيدة ولكن دائما كان فيها حد أدني من الحرفية واحترام القواعد، ولكنه اختار أن ينسف القواعد شكلا ومضمونا، وتربص بالمخالفين في الرأي وغاب عنه أي مضمون إلا المبايعة والتأييد الأعمى الذي صار من مصوغات البقاء في المجال السياسي. جنحة عدم تنفيذ حكم قضائي التي رفعت علية وقفت امام الحصانة التي لازالت مستمرة. لم يحدث في تاريخ العمل السياسي أن بقيت كراسي والمناصب لأحد إنما تبقي السيرة الحسنة والأداء والكفاءة والنزاهة واحترام القانون، والآن بعد أن تم التخلي عن واحد من أكبر المؤيدين في لحظة وبقيت أفعاله في الخمس سنوات الماضية هي الشاهده علية.
علينا أن نعرف لماذا تتقدم الدول، وأن أمريكا واجهت الفوضي والبلطجة لأنها لم تجد رئيس برلمان يشجعهم ويقول " مانقدرش نستغني عنهم" لأنهم بيربوا المعارضين كما فعل مع البلطجي الأكبر، أو وضع أحكام القضاء في الدرج أو زورها فالأخطاء وارده في كل المجتمعات ولكن الاعتراف بها وتصحيحها شرط التقدم.
ماجري اليوم درس وعبرة لمن يعتبر.
--------------------------
بقلم: د. عمرو الشوبكي
نقلا عن صفحة الكاتب على فيس بوك