29 - 03 - 2024

لنا الشرف والكرامة نموت ونحيا من أجلهما

لنا  الشرف والكرامة نموت ونحيا من أجلهما

يعد استهداف الحكومة بكامل وزرائها وطواقمها المصاحبة لها في مطار عدن، استهدافا لليمن وللأمن والإستقرار وللسلم الإجتماعي المحلي والإقليمي والدولي، ولا تختلف عملية الاستهداف هذه عن سابقتها من العمليات الإرهابية والتي طالت جامع النهدين في العام 2011م وتلتها حادثة السبعين في العام 2012م وتلتها حادثة مستشفي العرضي في العام 2013م  تلاها الإنقلاب على مؤسسات الدولة والشرعية الدستورية في العام 2014م.

ومثلها الكثير من العمليات الإرهابية والتي طالت جغرافية اليمن برا وبحرا وجوا، كما طالت ديمغرافيتها كليا بيتا بيتا، وكأن يد الغدر والخيانة واحدة أو متشابهة، وكل تلك العمليات توصف بالجرائم الإرهابية المنافية لكافة القوانين الدولية والقيم الإنسانية والأعراف السائدة. 

مما تجدر الإشارة إليه هو أن اليمن مازالت تعاني من آفة التطرف والإرهاب ذات المصادر المتنوعة والجهات المختلفة والمسميات المتباينة والشعارات المتفرقة، ومهما تنوعت مصادرها أو اختلفت جهاتها أو تباينت مسمياتها أو تناقضت شعاراتها، فهي واحدة بأفعالها وجرائمها وعدائها وإرهابها وحتى وإن اختلفت في المسميات والشعارات، فهي تتساوى في الأفعال والممارسات. فهذه هي حقيقة الإرهاب والإرهابيين الذين لايريدون للبشرية السلام ولا لليمن الإستقرار ولا للشعب الحياة .

تنفيذ اتفاق الرياض حرك المياه الراكدة وعودة الحكومة إلى عدن كشفت الجهات الحاقدة، ولن تضير الحكومة التهديدات الإرهابية والإرهاصات المفتعلة، ستمضي قدما لمواجهة كافة المخاطر المحدقة وبحسب الأولوية، ومن أولوياتها كبح  خطر المليشيا الحوثية المدعومة ايرانيا واستعادة الدولة. هذه تقديراتي بما يتعلق بالحكومة وعشمي فيها ومايقتضية الحال ، للحظة فارقة والتحديات كبيرة والمعركة مصيرية ، ويجب مواجهتها والعمل على تحجيمها والقضاء عليها، وعلى قدر اهل العزم تأتي العزائم وبالهمم تنتصر الأمم وبالعمل تزدهر الأوطان.

‏ضربة لا تقصم ظهرك تقويك ورب ضارة نافعة، وعاد بعد الحرايب عافية، الحكومة بخير والشعب بخير ومازالت الفرصة مواتية للحكومة للقيام بمسؤلياتها ومواجهة التحديات، ومن موقع الحدث  لن تكون دماؤهم أغلى من دماء الشعب اليمني التي سفكت منذ العام 2014م وما قبله، ومازالت تسفك وعلى الحكومة أن تعي ذلك .

دماء الصحفيين الأبرياء والقيادات العليا في مطار عدن كفيلة بتوحيد قارات ودول ومحيطات، فما بالك بتوحد كيانات وتشكيلات في اطار مكون واحد يسمى الشرعية، واذا لم توحدنا القضية والتضحية والدماء الزكية والهدف والمصير لاخير فينا، وماذا تبقى لنا غير الشرف والكرامة نموت ونحيا من أجلهما.
---------------------------
بقلم: العميد فيصل الشعوري* 
*قائد مقاومة الجبهة الغربية لمحافظة إب، قائد لواء الحسم سابقا ورئيس التحضيرية العليا لتحالف قبائل اليمن


مقالات اخرى للكاتب

لنا  الشرف والكرامة نموت ونحيا من أجلهما





اعلان