28 - 03 - 2024

مِتْ فارغًا

مِتْ فارغًا

سأل يوما أحد المفكرين مستمعيه عن أغنى بقاع الأرض !؟

هناك من أجاب أرض العرب لانها غنية بالبترول، و هناك من أجاب بجنوب افريقيا لاحتوائها علي الماس، و لكن كانت الصدمة لهم عندما أجاب هو: إنه القبر!  .

نعم القبر لان هناك من يذهب اليه حاملا معه ابداعات ظلت حبيسه عقله لم تخرج للبشرية و تغير منها، فلهذا تعدالقبور هي أغنى بقاع الارض لما تحويه من كنوز إبداعية لا نعرف عنها شيئا دفنت مع اصحابها.

إن كان الأمر هكذا فلمن نشير بأصابع الاتهام في أن الإبداع مثواه القبور لم يتلقفه المجتمع ولماذا لم يفصح عنه صاحبه؟

المجتمعات المتأخرة في أسوأ سلوكياتها تطمح الي النمو، و لكنه طموح السلحفاة لبلوغ سفح الهرم، بطء متحير مشوش بلا أدوات مساعدة او أفكار ابداعية إلى جانب عدم الرغبة الحقيقية في تغيير النمط الفكري و التعلم و فتح الطرق لكل من له ملكات إبداعية .

الساسة و ما يسمى القادة و الزعماء وأصحاب المعالي و ذوي المعالي أنفسهم لا يملكون هذه الملكات بل قل صادقا في قولك ولا ترتجف أفقر من تملكها .

قرأت ذات مرة لأحد صحفيي السلطة مقالة يهاجم فيها بكل شراسة عالما يعمل علي بحث لاستحداث عقار طبي يخفف ألام المجتمع من مرض بلا عقار يفترسهم افتراسا، واصفا إياه بأبشع الأوصاف التي يمكن أن يوصف بها إنسان، فما بالك بعالم تجرأ ان يطلق على عقاره الحرف الأول من اسم فخامة الرئيس … يا لجرأته كيف جرؤ على هذا !، ماذا قدم هذا الصحفي للمجتمع و ماذا قدم العالم؟.

مثال فج لرخص القلم و رغبة باحث في موضع قدم، هذا هو حال مجتمعاتنا لا تبالي الا بالرُخص و لا ترفع علي الاعناق إلا مبدعي الرُخص و ليذهب الإبداع إلي مقابرنا، حيثما يليق به المقام الأول و الأخير.
-------------------------------
بقلم: محمد عبادة

مقالات اخرى للكاتب

أحلام ضائعة





اعلان