بالونة إختبار، أم محاولة لإلقاء حجر لتحريك مياه العلاقات الشعبية الراكدة المرفوضة! أم مشهد مدبر بخبث ممن أرادوا إسقاط انبطاحهم التطبيعى اللاهث بلا مقابل، للنيل من موقف ثابت للشعب المصرى الرافض للتطبيع على مدار عقود مضت، رغم الظروف الضاغطة وكم المؤامرات الدولية والإقليمية المدبرة لإنهاء القضية الفلسطينية، وسحق الشعب الفلسطينى لصالح الكيان الصهيونى المزعوم!
أيا ماكان الدافع وراء ظهور نمبر1 مبتسما إبتسامته العريضة محتضنا المطرب الإسرائيلي "عومير آدام" فالنتيجة واحدة.
سيل الهجوم الغاضب عليه جاء واضحا ليجيب على كل من تعمد إظهار مشهد تطبيع فنان مصرى مع آخر إسرائيلى..انفجرت بالونة الاختبار فى وجه من أطلقها لتؤكد الرفض.. وسقطت الأحجار الصغيرة دون أن تحرك المياة الراكدة كما أراد من ألقاها.. ولم تنل محاولة تشويه الموقف المصرى الشعبى وإضعافه والنيل من ثباته كما يحلم مروجو التطبيع المهرولون بلا مقابل، لخدمة أهداف الكيان الصهيونى ونيل الرضا من الراعي الرسمي لجرائمها من أبناء العم سام.
حجم الرفض دفع نمبر1 للرجوع خطوة للخلف محاولا التبرير.. لكن كعادته طغى الجهل على تبريره فلم يقنع أحدا.
زعم "نمبر وان" كما يحلو أن يسمي نفسه، بأنه لم يكن يعرف جنسية من التقط معه الصورة.. وأنه لا يسأل أحدا عن جنسيته وفقا لقناعته "لايهمنى إسمك ولا لونك.. مكانك.. يهمنى الإنسان ولو ملوش عنوان".
استشهد بحدوتة مصرية، ونسى أن تلك الحدوتة يحفظها كل مصرى عن ظهر قلب.. يخفت وقعها أحيانا فى النفوس، لكنها أبدا لا تغيب عن العقول.. الكل يعلم عدوه الحقيقى مهما تواطأت الأحداث وضغطت الأزمات وكثرت العقبات وزادت ألاعيب الإلهاء والتشتيت وإزاحة الصورة المحفورة بيد ملطخة بالدماء واستبدالها بأخرى تمتد بالمساعدة لمحاربة الكورونا، ومد جسور التعاون الإقتصادى والطبى والسياحي، وغيرها من صور زائفة تروج لعلاقات مشبوهة لا تقنع فى سذاجتها سوى البلهاء والمتواطئين الدخلاء.
لم يفهم مغزى الحدوتة المصرية التي استشهد بكلماتها.. فالإنسان اللى ملوش عنوان لاتنطبق على الإسرائيلى بأى صورة من الصور، لأنه فى الواقع لديه عنوان.. لكنه للأسف عنوان مزيف.. كاذب.. دخيل. عنوان مسروق تحت سمع وبصر العالم الأعمى اغتصبه من أرض عربية.. وحاول لعقود أن يمحو كل أثر لاسمه الحقيقى "فلسطين" لتصبح هى موطنه وعنوانه المغتصب.
لم يصب التبرير الهدف لأن الرسالة أخطأت العنوان.. فحذفها بعدما تأكد من فشل حجته.. اضطر للرجوع خطوة للخلف فنشر فيديو له مع شاب فلسطينى مؤكدا أنها تمت فى نفس يوم وتوقيت صورته مع المطرب الإسرائيلى.
لم يكن صوته فى الفيديو المشار إليه واضحا، وجاءت كلماته مشوشة بفعل صخب الأجواء من حوله، ويبدو أنه حاول القفز على كل الإتهامات وإلقاء الكرة بعيدا عن مشهد التطبيع، فعاد إلى نغمته المكررة الممجوجة بأنه هدف دائم لأعداء النجاح، وأن محاولتهم الأخيرة النيل منه ليس الغرض منها دعم القضية الفلسطينية ولكن قضيتهم الحقيقية هى إيقاف نجاحى وشعبيتى "وهي المحاولة الـ 1000".
نرجسية فاقت الحدود، ووهم بنجاح زائف.. وغرور أعمى خادع للأسف، باتت كلها أكثر ما يميز فنانا راهن عليه الكثيرون بما يمتلكه من براعة وكاريزما وصدق وإتقان وموهبة حقيقية.. لكنه للأسف أضاع كل مقومات الفنان بوعى ربما أو بدون وعى.. بدافع شخصي أو تحت تاثير ضغوط.. بإرادة محضة أو تنفيذا لتوجيهات وتعليمات لمصلحة شخصية أم تحقيقا لمصالح آخرين.. بهدف واضح أم لآخر مشوش مضطرب، بقناعة وثقة وخطوات ثابتة أم بإضطراب وخضوع وإمتثالا لإملاءات يصعب رفضها.
أيا ما كانت الأسباب تبقى النتيجة لما تبقى من فنان فقد بوصلة النجومية وتحول إلى مسخ، ركب موجة الإسفاف والتدنى وأدمن ركوبها، فبدأ بالإسفاف لينتهى بالتطبيع .. ويأفل بزوغ نجم هوى دون أن يترك أثرا ذا قيمة.
راهن "ومن وراءه" على شعبية زائفة، فخسر الرهان وخسر نفسه أيضا.
--------------------------
بقلم: هالة فؤاد