20 - 04 - 2024

نعمان الحذيفي زعيم المهمشين في اليمن: القاهرة حصن الأمة ومواقفها محفورة فى ذاكرتها

نعمان الحذيفي زعيم المهمشين في اليمن: القاهرة حصن الأمة ومواقفها محفورة فى ذاكرتها

- أمثل 12٪ من سكان اليمن واليمنيون يثنون كثيرا على مايحظون به من حسن استقبال ووفادة وتعاون في مصر

فى أول حوار يجريه مع صحيفة مصرية اختص نعمان الحذيفي زعيم المهمشين فى اليمن وعضو الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني صحيفة "المشهد " ليتحدث بوصفه ممثل لواحدة من أكبر التكتلات اليمنية من حيث عدد السكان واصفا مصر بأنها بيت العرب الكبير ومتحدثا عن همومه الشعب اليمنى  وتطلعاته فى المستقبل حول العملية السياسية وكاشفا فى حديثه عن دوره الوطنى فى لم الشمل وتوحيد الرؤى والأهداف خلف الشرعية اليمنية لإستعادة استقرار اليمن، وفيما يلى نص الحوار :

* فى البداية، نسلط الضوء على فئة المهمشين ودورهم فى المجتمع اليمني؟ 

المهمشون هو مصطلح دولي يطلق على الفئات المقصاة، والتي لا تمارس حياتها بصورة طبيعية مقارنةً ببقية مكونات المجتمع كما هو الحال بفئة المهمشين اليمنين، والذين يتميزون عن بقية الفئات الاجتماعية في اليمن بلون بشرتهم السمراء، ويبلغ تعدادهم أكثر من ثلاثه ملايين ونصف مليون تقريباً، أي ما نسبته 12% من إجمالي سكان اليمن، يعيش أغلب أفراد وجماعات هذه الفئة في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد بسبب تدهور أوضاعهم الاقتصادية، والاجتماعية، والحرمان التام من الحق في السكن إذ يعيش غالبية أفراد هذه الفئة بعزلة تامة عن بقية فئات المجتمع اليمني.. وفي تجمعات سكنية عبارة عن اكواخ من بقايا المخلفات البلاستيكية، واطارات السيارات والأخشاب حيث تنعدم تجمعاتهم لأبسط شروط المناطق السكانية الآمنه الصالحة للحياة الانسانية، ناهيك عن حرمان هذه الفئة عن الحق في الحصول على الخدمات الاساسية العامة الي حرمانهم بصورة مباشرة وغير مباشرة من فرص التعليم والصحة والتعليم والتدريب، والحماية، والرعاية الاجتماعية، والالتحاق بالوظائف العامة في الجهازين الإداري والعسكري وتقلد المناصب القيادية والمشاركة في إدارة شؤون الدولة، بإستثناء إشراكهم في الإدلاء بأصواتهم في الإنتخابات العامة، ناهيك عن امتهانهم لمهن وحرف تعد من الأعمال المحتقرة كأعمال النظافة في الشوارع، والمرافق العامة وغيرها من المهن. وهذا الحرمان في حقيقة الأمر هو نتاج طبيعي لما يتعرضون له من سياسة تمييز عنصري على المستوي الإجتماعي والرسمي، بل لا أخفي عن القارئ والمثقف والباحث المصري بأنه مازال هناك العديد من اليمنيين السود الذين يرزحون تحت وطأة العبودية الكامله في المجتمع اليمني.

* كيف ينظر زعيم المهمشين لمستقبل اليمن باعتباره أحد أهم المكونات اليمنية؟

- من المؤسف أن الحديث عن مستقبل اليمن يبدو أكثر ضبابية وسوداوية لاسيما في حالة التجاذبات الإقليمية، حيث أصبحت اليمن ساحة حرب بديلة بين الأطراف الإقليمية الفاعلة بالملف اليمني، تسبب بهذا الوضع الجماعة الحوثية الإنقلابية المدعومة من النظام الإيراني، والذي تمثل له الجماعة الحوثية أحد أدواته بالمنطقة، حيث تمكنت هذه الجماعة بالإستفادة من حالة الانقسام الذي خلفته ثورة التغيير الذي شهدته اليمن عام 2011م وهي الثورة التي سهلت دخول الجماعة الحوثية الانقلابية للعاصمة صنعاء لتنفيذ مخططاتها، وداعمها النظام الإيراني عبر تنفيذه انقلاب كامل على مؤسسات الدولة الشرعية عقب الإنتهاء من أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل والذي كان قد اجمع فيه كل اليمنيين رسم ملامح مستقبل اليمن عبر سلسلة من الخطوات الإجرائية المتفق عليها، أي نحو تحول اليمن الي دولة اتحادية بسته أقاليم وصياغة دستور جديد والشروع في الإعداد والتحضير والاستفتاء عليه، ومن ثم إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية كل تلك الآمال والطموحات انقلبت عليها الجماعة الحوثية الإيرانية والتي تحاول إعادة اليمن لعصر حكم الإمامة، والذي كان قد تم الإطاحة به بمشاركة الأشقاء بجمهورية مصر العربية في 26من سبتمبر عام 1962م . مجمل القول أن مستقبل اليمن غير واضح المعالم حتي الآن.

* ما هى رؤيتكم للعلاقات المصرية اليمنية؟

- في الحقيقة أن العلاقات اليمنية المصرية علاقات وجودية لا انفصام لها وهي علاقة ضاربه جذورها في أعماق التاريخ، ولها خصوصيتها كون أن هناك العديد من العوامل الجيوسياسية المشتركة، ناهيك عن رابطة الدين والعروبة والمصير المشترك بين الدولتين تجعل من العلاقة علاقة راسخة لايمكن تجاوزها في الحاضر والمستقبل. 

* القيادة المصرية لديها اهتمام خاص باليمن كيف تراقب ذلك داخل الأوساط اليمنية ؟

- أعتقد بأن الإجابة على هذا السؤال يمكن للمرء ان يلمسه جلياً بما يحظي به اليمنين من اهتمام خاص من قبل الحكومة المصرية، ممثلة بفخامة الأخ المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والذي أولي الشعب اليمني اهتماما خاصا خلال الحرب الحالية، حيث شكلت  مصر الملاذ الآمن لملايين اليمنين الذين تشردوا من جراء الحرب التي أشعل فتيلها جماعة الانقلاب الحوثية، فكانت مصر هي الوطن الثاني لكل أبناء الشعب اليمني والذين يحظون داخل الأراضي المصرية بكل الاحترام والتقدير من أشقائهم المصريين أن كل هذه المواقف المصرية هي محل احترام وتقدير من كافة أبناء الشعب اليمني والذي مازالوا وسيظلون يعولون كثيراعلى مصر بمساندتهم في إستعادة دولتهم والتي لن تعود إلا بالقضاء الكامل على مشروع الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران ،وهو دور يتطلع إليه اليمنين بأن تلعبه مصر في الحاضر والمستقبل.

* ما هى رؤيتكم حول التفاعل الدولى مع القضايا العربية ؟

- في الحقيقة، شهدت مصر الشقيقة منذ تقلد مقاليد الحكم الرئيس عبدالفتاح السيسي العديد من الإنجازات على مختلف الأصعدة التنموية، بل ان ما تحقق بعهد الرئيس السيسي يمثل اضعاف ما تحقق بعهد الرؤساء الذين تولوا مقاليد الحكم بمصر، وأمام ثورة التاريخ والإنجازات المتوالية لم تعق مصر عن القيام بمسؤولياتها الإقليمية والدولية، باعتبار أن مصر كدولة لها تأثيرها على مستوي السياسة الإقليمية والدولية.

* تعد القاهرة هى بيت العرب الكبير هل هناك توجه لزيارتها فى المستقبل؟

- في الحقيقة، أتطلع بأن أحظي بشرف زيارة بيت العرب الثاني، وإذا ما توفرت لي الظروف بكل تأكيد سوف أقوم بهذه الزيارة لكي أشاهد عن قرب حجم  الاعجاز والانجازات التي تحققت للغالية مصر بعهد قيادته الحكيمة، وآمل أن تتحقق بالمستقبل القريب. 

* ما هى رسالتكم للشعب المصري؟

- من دواعي الفخر والاعتزاز بمستوى الوعي والانتماء الوطني الذي يتسلح به الشعب المصري الشقيق من أصغر مواطن إلي أكبر مواطن مصري تجاه وطنهم وحرصهم على الحفاظ على ما تحقق وسوف تحقق لهذا البلد العزيز ورسالتي للشعب المصري بأن يشكلوامع قيادتهم التاريخية ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر العربي العظيم مزيدا من التلاحم في سبيل المضي قدما نحو تحقيق الرخاء والرفاه الاجتماعي والاقتصادي للشعب المصري والحفاظ المكانة التي تحتلها مصر على المستوي العربي والأفريقي والدولي .

* ما هى أبرز انطباعات اليمنيين حول زيارتهم القاهرة؟

- باعتقادي أن كل اليمنيين سواء الوافدين إليها لغرض الرعاية العلاجية او المقيمين فيها يثنون كثيرا على مايحظون به من حسن استقبال ووفاده وتعاون أخوي صادق من قبل أشقائهم المصريين، وهذا ليس غريبا عن احبائنا بمصر العروبة.

* كيف ترى الدور المصرى الإقليمى فى الحفاظ والاستقرار على دول المنطقة؟

- باعتقادي أن الدور المصري لاغني عنه في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، سواء الدول المطلة على البحر الأحمر أو القرن الأفريقي والعالم، بل إن مصر تمثل محور هذا الاستقرار، فاستقرار مصر هو مصدر استقرار لكل دول المنطقة والعالم.
----------------------------
حوار-  بسمة رمضان






اعلان