19 - 04 - 2024

قبل أن تقاطع وتقطع الرؤوس

قبل أن تقاطع وتقطع الرؤوس

بمناسبة حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية، يجب عليك ان تقاطع منتجاتهم الأخرى مثل علومهم المتقدمة وكتبهم ومطابعهم واقلامهم والانترنت والتليفزيون والريسيفر والاقمار الصناعية والسيارات والأسلحة (بما فيها الطائرات والدبابات والسفن) والموبايلات والأدوية وأجهزة المستشفيات والتكييف وماكينات المصانع الخ. ثم عليك ان تنتج كل هذا بنفسك بدلا من ان تكون عالة عليهم وتنفق وقتك ومالك في التفاهات.

ثانيا قطع رؤوس المخالفين في الرأي او الدين جريمة يندى لها الجبين. من ذبح العمال المصريين المسيحيين في ليبيا وصولا إلى المعلم الفرنسي. الأخير كان يتعامل مع الكاريكاتير كحالة دراسية Case Study من وجهة نظر تعليمية تشريحية، وحفاظا على مشاعر الطلبة المسلمين طلب منهم عدم الحضور ولم يشفع له ذلك. رغم انه في جامعة الأزهر تدرس الملل والنحل والمذاهب والفلسفات المخالفة للإسلام فهل نقطع رؤوس الأساتذة الذين يدرسون موادا مخالفة للاسلام؟!.

النبي صلى الله عليه وسلم لا يحتاج لك ولا لي لندافع عنه بهذه الهمجية، ولا مليار كاريكاتير يؤثر في عظمته ومكانته. وبدلا من أن ترد بجريمة قطع رأس المخالف كانت فرصة تعرفهم بأخلاقه الكريمة.

فالقرآن الكريم والسنة المشرفة ذكرت العديد من الاساءات الجسدية حين سالت الدماء من جسده الشريف يوم أحد وفي الطائف والاساءات المعنوية حيث وصفوه بأنه كاذب وساحر، وكاهن وشاعر ومجنون و أبتر .. الخ حاشا لله كلها باطلة. فقارن ذلك برسوم كاريكاتورية محدودة لا تقدم ولا تؤخر.

ورغم ذلك رفض عرضا من سيدنا جبريل أن يأمر ملك الجبال ليهدم عليهم الأخشبين (وهما جبلان بمكة يحدانها جنوبا وشمالا) بل طلب الرفق لهم "بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا"- متفق عليه.

أما الجهلة المتأسلمون الإرهابيون فيقطعون رؤوس الأبرياء لأسباب واهية مما يجعل حياة ملايين المواطنين المسلمين هناك جحيما.

بالمنطق البسيط، كل دولة حرة في ثقافتها، واذا لم يعجبنا ذلك فما علينا سوى البقاء في بلداننا الديموقراطية ونتوقف عن إلقاء أنفسنا في البحر في قوارب الهجرة غير الشرعية لننال امنية وضع أقدامنا على أرض (الكفار)!.

ليس من المقبول ان تكون مهاجرا مسلما وتفرض على دولة المهجر- التي استضافتك- ثقافتك الخاصة التي لا تتوافق حتى مع أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم. فنحن مثلا نذيع في بلادنا على منابر المساجد والإذاعات وجهة نظر الاسلام في أصحاب الأديان الأخرى ونطلق عليهم ما يكرهون من صفات فهل يحق للدول المسيحية ان تقاطعنا وتمنع عنا وسائل الحياة الحديثة التي نستوردها ولا نصنعها؟!

تعلموا دينكم قرآنا وسنة ولا تسيروا وراء القطيع ولا يكن أحدكم إمعة. فوراء هذه الحملة مخابرات وأعوان #تركيا تريد الانتقام من موقف #فرنسا القوي ضد التدخل التركي في #ليبيا وشرق المتوسط.
--------------------------
بقلم: مجدي صلاح أبوسالم

مقالات اخرى للكاتب

البنوك العامة تمارس التعذيب ضد العملاء المسنين





اعلان