15 - 05 - 2025

ارحمونا من مهرجان الجونة!

ارحمونا من مهرجان الجونة!

من المؤسف أن تنحصر شهرة المهرجان في الاطلالات العارية والمستفزة للفنانات

استمراراً لمسلسل استفزاز الجمهور والرأي العام، تعمدت نجمات الفن إثارة الجدل من خلال ظهورهن على السجادة الحمراء "الريد كاربت" بفعاليات مهرجان الجونة السينمائي الذي اختتم قبل أيام.

المهرجان أصبح الأهم والأكثر جدلاً وانتظاراً من الجمهور ومن النجوم أنفسهم بسبب ما يحدث فيه من ظهور غير لائق واستفزاز متكرر، وتصريحات جريئة وإطلالات عارية، كما يبحث البعض من خلاله عن الضوء الذي ربما يكون قد ابتعد عنه لفترة أو لفترات، والبحث عن "التريند" في زمن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي التي تصنع نجومية البعض بصورة أو مشهد لا يتعدى بضع دقائق وأحيانا كثيرة لا يتعدى بضع ثوان.

تسابقت النجمات في صنع حالة من الجدل المتعمد للفوز بأكبر نسبة من التعليقات واللايك والمشاهدات، وكذلك الحصول على القدر الأكبر من الأخبار على الخبرية المختصة بالشأن الفني،  الغريب في الأمر وهو ما أصبح معتاداً أن القاعدة الأولى في الانتشار أصبحت ترتكز في المقام الأول على العُري، فكلما أظهرت الفنانة جزءًا أكبر من جسدها كانت أكثر إثارة للجدل وأكثر إنتشاراً عبر مواقع التواصل والمواقع المهتمة بالفن وأخبار أهله.

ولذلك تفننت نجمات الوسط الفني في اختيار الفساتين التي تحقق الهدف المنشود والمتمثل في خطف الأنظار، وكانت أبرزهن الفنانة المثيرة للجدل دائماً والمستفزة لشريحة كبيرة جداً من الجمهور (بسبب ملابسها الشهيرة وتصريحاتها المثيرة)، والتي لم تجد سبيلاً لنيل أكبر قدر من التعليقات إلا ظهورها بفستانها الذي أظهر جزءا جديداً من جسدها جعلها تحصد جائزة التعليقات الأسوأ في المهرجان بلا منازع، مما جعلها تغلق خاصية التعليقات في أحد حساباتها الرسمية بمواقع التواصل بسبب كمية الانتقادات والهجوم الذي وجه لها من جمهورها ومتابعيها، كما انها استطاعت ان تلفت الأنظار أيضًا بفستانها الذي قامت بارتدائه العام الماضي (بدون بطانة)  في نفس المناسبة، ولكن الغريب أنها لم تقم هي بارتداء الفستان ولكن ارتدته ابنتها التي اصطحبتها معها للظهور على السجادة الحمراء لتثير الجدل مرة أخرى، فماذا كانت تنتظر رانيا يوسف من هذا التصرف الغريب؟، وهي من اعتذرت عن نفس الفستان في العام الماضي بعد أن هاجمها الرأي العام بكل قسوة.

من المؤسف أن تنحصر شهرة المهرجان وأهميته في اطلالات الفنانات اللاتي يشاركن فيه، ومن المؤسف كذلك أن ينتظر الجمهور الحدث فقط ليرى الفنانات وكيف سيظهرن ويلبسن ويصرحن، أين قيمة الحدث فنياً وأدبياً ؟ وماذا قدم للفن؟، وما هي مخرجاته؟ ومساهمته في بناء أجيال فنية ومواهب حقيقية وصناع أفلام جدد؟، لماذا لا يتم الترويج بشكل أكبر لهذه النتائج؟، لماذا لا تعلن هذه المخرجات والإيجابيات للجمهور ويتم التركيز عليها؟، وكذلك الاهتمام بالإعلان عنها من قبل إدارة المهرجان التي تتكلف مبالغ هائلة لإبراز هذا الحدث الذي لا يتذكر الجمهور منه سوى (شبه فستان) لفنانة أو إطلالة مستفزة لفنانة أخرى أو تصريحات جريئة من نجمة لا يتذكر لها الجمهور إسم فيلم أو مسلسل.
------------------------
بقلم: محمد مطر
[email protected]



مقالات اخرى للكاتب

ارحمونا من مهرجان الجونة!