19 - 04 - 2024

"ماكرون" والخيط الرفيع

- لأسباب انتخابية فرنسية متمثلة في صعود اليمين الفرنسي المتطرف يعاني "ماكرون" أزمته -وليس الإسلام الذي يعاني كما جاء على لسانه افتراءً- تمامًا كما يعاني ترامب الآن.. الذي بدأ بتوجيه اللوم لمصر ليحثها على هدم سد "النهضة" وله في ذلك مآرب أخرى ليس من ضمنها بكل تأكيد الخوف على مصر من العطش.

- الصهيونية العالمية ما فتئتْ تتوجس من وجود 6 مليون مسلم يعيشون بفرنسا -وعدة ملايين أخرى بانجلترا وألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية- وما تلبث الاحصاءات تشير إلى أن أوروبا قبل عام 2050 ستكون مسلمة، طبقًا للنمو السكاني المتوقع.

- تَلاقي المصالح الصهيونية مع ماكرون - الوثيق الصلة بعائلة روتشيلد اليهودية الماسونية الصهيونية المتحكمة في اقتصاد العالم.. وزوجة "ماكرون" من نفس العائلة- جعلته يعاود ممارسة حنينة لحقبة فرنسا الاستعمارية في لبنان (راجع انفجار بيروت مؤخرٍا) وتونس والجزائر ومالي وغيرها من الدول الإسلامية.. ولولا جهود فرنسا الإجرامية الإرهابية لكانت "مالي" دولة إسلامية بامتياز.

- اعتاد الغرب والديكتاتوريون الاستثمار الانتخابي وتصنيع الخوف تجاه ما يُطلق عليه "الإسلاموفوبيا".. (راجع حادث شارلي إيبدو). 

- كلما عانى المسؤول من أزمة افتعل عدوًّا جديدًا، فها هو "ماكرون" يُصعّد الكراهية تجاه الإسلام لتمرير قوانين وإجراءات عنصرية ضد الجيلين الثالث الرابع من مسلمي فرنسا.. سواء أكانوا مواطنين من أصل فرنسي أم مهاجرين.. فكان هؤلاء المسلمون هم "الخيط الرفيع" الذي يتمسك به "ماكرون" ولا يريده أن ينقطع أبدًا.. لتبقى لديه الحجة الدائمة للهجوم على الإسلام.

- ولكن لماذا هذين الجيلين تحديدًا؟ لأن ماكرون -ومن سبقه من حكومات- فشلوا في دمجهما بسبب سياسة عزل المسلمين في معازل (جيتوهات) سكنية خاصة بهم على أطراف العاصمة باريس.. عاملتهم كوباء يخشون انتشاره، وجعلتهم مواطنين من الدرجة العاشرة بسبب اللون والعقيدة.. فأقامت لهم مدارس ومشافٍ ومساكن خاصة بهم.

- بريطانيا نبهتْ الحكومات الفرنسية لخطورة تلك المعاملة العنصرية على أمن واستقرار المجتمع (وإن كان الأمر يحدث كذلك في بريطانيا بشكل أو بآخر).

- شيّطنة "ماكرون" الإسلام والمسلمين يُعدّ تمهيدًا لتمرير أي تصرف يندّ عنهم إذا ما تمت إهانتهم آو توبيخ عقيدتهم أو تسفيه دينهم ونبيهم.

- بذلك تكون سياسة فرنسا العنصرية سببًا مباشرًا وراء ظهور "أشخاص" متطرفين.. شأنهم في ذلك شأن أي "أشخاص" متطرفين مسيحيين كانوا أو يهود.

- إذن الأزمة ليست في الدين.. بقدر ما هي في عقول استعماريين عاشوا ينهبون خيرات أوطاننا في فترة الاستعمار بالقرن الماضي وما سبقه، ثم زرعوا بيننا إسرائيل كدولة إرهابية -تلتقي معها مصالحهم- ومؤخرًا احتلوا العراق ودمروه، وخربوا سوريا، وحولوا ليبيا لدولة فاشلة.. وزرعوا جماعات إرهابية في بلادنا، وأوهمونا أنهم منّا وأننا منهم.. هم كاذبون دون شك.. ولكن نحن بدورنا مغفلون.

-مقاطعة المنتجات الفرنسية لا ريب من أهم خطوات الرد على حماقة "ماكرون".. لأن ذلك سيؤدي لقيام أصحاب المصالح الاقتصادية بفرنسا بالضغط عليه ليغير سياساته.. أو يلقون به في أقرب مقلب قمامة انتخابي.
------------------------
بقلم: حورية عبيدة

مقالات اخرى للكاتب

ترنيمة عشق | صفحة من تاريخ الأفاعي الأسود





اعلان