19 - 04 - 2024

شاهد على العصر (14) حينما أطلعني زكي بدر على صور مخلة لصلاح أبو إسماعيل

شاهد على العصر (14) حينما أطلعني زكي بدر على صور مخلة لصلاح أبو إسماعيل

يمثل المجلس التشريعى قمة المواقع والأداء عالميا لمن يمارس دورا سياسيا، وليس لمن يتخذه موقعا للتباهى والمنظرة الاجتماعية والاستفادة الشخصية والذاتية . 

ولذا أستعرض سمات ومواقف بعض الشخصيات العامة من الوزراء والمسئولين فى مجلس الشعب ١٩٨٧، وصولا إلى د. فتحى سرور. 

كان سرور حينذاك وزيرا للتربية والتعليم (1986 – 1990)، وقبلها كان وكيلا للنائب العام، ثم اتجه للتدريس بالجامعة حتى أصبح عميدا لكلية الحقوق (1983 – 1985)، وعمل فى بعض المواقع الثقافية. ولكن السؤال هل الاختيار الوزارى يكون دائما فى محله وكما يجب أن يكون؟ لاشك أن وزارة التربية والتعليم هى أهم الوزارات حيث هى المنوط بها تربية وتشكيل وتكوين الشخصية المصرية منذ الطفولة .ولكن اعتدنا على أن تترك سياسة الوزارة لاجتهاد الوزير ومن يحيطون به من داخل الوزارة (وهذه هى الكارثة) أو من يأتى بهم من شلته من خارج الوزارة.

ولذا تكون سياسة الوزارة حسب رؤية الوزير وتتغير بتغييره، ونعيش سياسات فى الغالب متناقضة لاعلاقة لها بأى رؤية استراتيجية تعليمية تهدف إلى بناء الإنسان المصرى، فطوال الوقت نعيش في تجارب. 

البرلمان هنا يجب أن يكون جهة الحسم والحزم، ولكن ما العمل إذا كان البرلمان طوع يد الحكومة ووزرائها وليس العكس، خاصة عندما تعتمد هذه الحكومة على ما يسمى الأغلبية الحزبية التى جاءت عن طريق التصنيع الحكومى . هنا يصبح شعار (موافقون.. موافقة) هو الشعار السائد، ومن لايعجبه يخبط رأسه فى اقرب حائط. 

كان من تقاليد الحكومة مع هيئة مكتب المجلس عندما يكون هناك قانون مطلوب تمريره يناقش هذا المشروع فى جلسة مسائية، فيمر دون حوار كاف ويتم تمريره عن طريق موافقة الأغلبية. 

وكانت جلسة مسائية لمناقشة مشروع قانون (إلغاء السنة السادسة من المرحلة الابتدائية). وقف سرور كوزير تعليم لطرح المشروع قائلا: هذا المشروع مهم لإصلاح العملية التعليمية، خاصة أنه يتماثل مع رأى منظمة اليونسكو الدولية. مضيفا: كما أن هذا المشروع مطلوب لسوء الحالة الاقتصادية للبلد. (وبس خلاص)، كنت قد اهتممت بهذا المشروع، خاصة أن ابنى (جون) كان فى السنة الخامسة الابتدائى ومنقول للسنة السادسة، أي أن المشروع يهمنى شخصيا، المصيبة الكبرى أنى لم أر أي رأى يطرح رفضا أو تأييدا للمشروع رغم أهميته. 

والأغرب أن د محجوب طلب رأى المجلس، هنا ثرت ووقفت هائجا وبدون أخذ الكلمة، قلت: كيف يمر هذا القانون وكيف لايناقش؟ أولا: الوزير يقول إن هذا رأي اليونسكو وكأنه يريد ارهابنا وتخويفنا باليونسكو، فاليونسكو هيئة عالمية لها إبداء الرأى وحسب واقعنا نستفيد من هذا الرأى أو لانستفيد، فهو ليس رأيا ملزما لنا.. فما يتوافق مع فرنسا مثلا قد لا يتوافق معنا. ثانيا: يقول الوزير أن السبب الآخر هو الوضع الاقتصادى السيء، هذا لا يمثل حجة للموافقة، بل قد يتسبب في كارثة مستقبلية، هل كلما تتأزم الحالة الاقتصادية نقوم بالغاء سنة دراسية ثم إلغاء مرحلة دراسية.. وهكذا؟. ثالثا: حتى لو وافقنا على ذلك، فيجب أن يكون الالغاء من العام القادم ويطبق على تلاميذ السنة الأولى الابتدائية، حيث أن المرحلة الابتدائية الحالية ممنهجه على أساس ستة سنوات، وليس خمسة بما يعنى أن خللا تعليميا سيحدث لهذه الدفعة. 

انتهيت من الكلمة، وهنا ثارت الأغلبية معترضة  على ما طرحت وتم التصفيق للوزير، هنا وقفت وظللت أحدث د. رفعت منبها لخطورة الموقف، تنبه د. رفعت قائلا: (بتصفقوا على إيه؟ جمال أسعد بيقول كلام مهم ومنطقى. أقف يا سيادة الوزير ورد على سيادة العضو. وقف د.  سرور وقال: سأناقش الموضوع مع سيادة العضو خارج المجلس، وقام بتكرار نفس الكلام!. وافقت الأغلبية على المشروع وعلى إلغاء السنة السادسة الابتدائية. 

ذهبت فى اليوم الذي يحدده الوزير لمقابلة الأعضاء (كان هناك جدول يلتزم به الوزير للقاء الاعضاء أسبوعيا لإنهاء طلباتهم ولايفعل شيئا فيه غير ذلك). دخلت على الوزير فوجدت المكتب مملوءا بالأعضاء، وقف الوزير مرحبا بى قائلا لأعضاء الحزب الوطني: تعلموا من جمال أسعد العمل البرلمانى. (فى محاولة لاحتوائى). جلست أكثر من ساعة مع الوزير ولم يستطع إقناعى بوجهة نظره، أخيرا قال لي: أنت موش ابنك فى خامسة. خلاص أهه هيوفر سنة. قلت له: أنا عاوز ابني يأخذ سنة سابعة. 

ودارت الأيام، وناقش المتخصصون فى التعليم نتائج هذا الإلغاء، ووافقوا على إعادة السنة السادسة مرة أخرى. الغريب فى الأمر أن د. سرور الوزير الذي طالب بالإلغاء هو نفسه د. سرور رئيس مجلس الشعب الذى ناقش وبرر عودة السنة السادسة مرة أخرى! وكان هذا الموضوع حديث الإعلام بكل وسائله، وتم نشر مناقشتى ورفضى للقانون من خلال المضبطة. 

نشرت الصحف ماقلت فى المجلس بعد عودة السنة السادسة، كما أني ذكرت هذه الواقعة فى كتابي (كواليس الكنيسة والأحزاب والإخوان المسلمين)، بعد قراءة سرور للكتاب والواقعة اتصل بى على تليفون المنزل ثائرا وهو يقول: ما الذى تكتبه؟ هل هذه الواقعة حدثت؟ قلت له: يا دكتور أنا أذكر واقعة مسجلة للتاريخ فى مضابط مجلس الشعب ناهيك عن إعادة نشرها فى الصحافة بعد عودة السنة السادسة. فتكرم واطلب المضبطة ونعاود الاتصال. 

كانت هذه المكالمة عام ٢٠٠٣، مرت الأيام والتقى أحد اصدقائى مع د. سرور فى الطائرة أثناء عودتهما من لندن. طلب سرور من صديقى إبلاغى بأن د. سرور نفسه يشوفنى. ذهبت لزيارته، ولم أعد عضوا بالمجلس ولكن كنت دائم الزيارة له. امتد الحديث بيننا، وكان معنا د. عبد الأحد جمال الدين وزير الشباب والرياضة الأسبق. عرفت من الحديث أن سرور كان يعتقد أننى رجل أعمال يمتلك الملايين. بصراحة استغربت هذا، ولماذا تصوره سرور؟ كان ابنى جون تخرج ولم يعمل بعد، ولم اقتنع بالمرة أن أطلب من أحد تعيين ابنى فهذا موقف مبدئى لن أحيد عنه. فلم اطلب فى أي مقابلة لسرور أو غيره هذا الطلب. هنا كان ردى: أنا لست رجل أعمال، وحتى أؤكد هذا وبشكل تلقائى وغير مقصود قلت أنا موظف ولا أملك سوى مرتبي، حتى أنى لا أستطيع تسفير ابنى للخارج أو فتح مشروع له. تساءل: ابنك مابيشتغلش. قلت: لا، استغرب وقام بنفسه ليحضر ورقة بيضاء قائلا: اكتب الأماكن التى تريد تعيين ابنك فيها. كنت أكثر استغرابا وكتبت البترول ثم المالية، واعتبرت أن الموضوع له مسار ممتد. لكنه طلب مديرة مكتبه، وأمرها أن تطلب وزير البترول، طلبت ولم تجده فى المكتب، كما لم يرد على المحمول. قال لها: اطلبى وزير المالية، رد الوزير فطلب منه سرورتعيين ابنى فى الضرائب ذاكرا أسمى ومادحا، وتم تعيين جون الذى لم يدرس السنة السادسة التى ألغيت والذى كان مثار حوار مع سرور الوزير! 

بعدها تم تعيينى فى برلمان ٢٠١٠ (وهذه قصة كبيرة سنصل إليها لاحقا أن شاء الله)، ذهبت إلى المجلس وإلى مكتب سرور للسلام، وعندما رأنى سلم قائلا: أخيرا جئت، أنت كان مفروض تكون هنا قبل ثلاث دورات!

زكى بدر وقاموس الشتائم

فى انتخابات مجلس الشعب ١٩٨٤ كان زكى بدر محافظا لأسيوط، وكان يقود الحملة الانتخابية للحزب الوطنى، وذلك بعقد مؤتمرات شعبية فى قرى ومدن المحافظة، وكانت الدائرة من ديروط إلى مركز أسيوط، وكنت مرشحا على قوائم العمل ولكن كنت عضوا بالتجمع، وكان بدر يهاجم المعارضة خاصة حزب التجمع، مدعيا أنه حزب شيوعي، وكان يقول فى المؤتمرات: لا تنتخبوا جمال أسعد الشيوعى والكافر، وفى مؤتمر بقرية مير التابعة لمركز القوصية، وهو المركز الذى أقيم فيه، قام زكى بدر بمهاجمتي، فذهبت فى اليوم التالي إلى مير وجبت الشوارع والحواري قائلا: إن زكى بدر حرامي، مستندا على تقرير صادر من الجهاز المركزى للمحاسبات يعدد مخالفات مالية للمحافظ زكى بدر، وكنت قد أعددت به تقريرا صحفيا نشره الأستاذ صلاح عيسى المشرف على قسم المراسلين بالأهالى. 

كان هذا الموقف مفاجأة للجماهير ولبدر، حيث أننى كنت شابا صغيرا لا أعتمد على عائلة أو عصبية، مما زاد من الشعبية التى حزت بها مقعدا فى المجلس، أخذه الحزب الوطنى لعدم حصول العمل على نسبة الثمانية فى المائة، في عام ١٩٨٦ أقيل أحمد رشدى وزير الداخلية بعد مظاهرات الأمن المركزى فى شارع الهرم، وجاء زكى بدر وزيرا للداخلية. كان رجال الشرطة يعتبرون زكى بدر من أقوى وأشجع وزراء الداخلية، وذلك لطول لسانه وأسلوبه فى التعامل مع المعارضة المصرية، فبدر كان يعتبر الاعتداء على المعارضة وفى تشويه صورتها وبالباطل، طريقة لإثبات كفاءته.

فعل ذلك طوال الوقت، وهذا سلوك خاطئ لانه وضباطه لايدركون قيمة المعارضة، وأهمية دورها السياسى ويفعلون هذا ممالأة السلطة ونفاقا لها. 

دخلت مجلس الشعب عام ١٩٨٧، وكان زكى بدر يعرفنى واتضح أن موقفى معه فى انتخابات 1984 جعله يسترجلنى (هكذا قال لى عند أول مقابلة فى المجلس).

صارت هناك علاقة شبه إنسانية إلى حد ما مع بدر، نتعامل بمودة وصراحة بلا حواجز، كان يسخر ويقول: أنت شيوعى، وأنا أقول له: وانت لسانك طويل، حتى أن مندوب جريدة الشعب فى المجلس استمع مرة لهذا الحديث، ونشره فى اليوم التالى (جمال اسعد يقول لزكي بدر: انت لسانك طويل). 

كانت جريدة الأهرام تنشر صورة فى الصفحة الأخيرة تحت عنوان بدون تعليق، وفى أحد الأعداد نشرت صورة لي من  قاعة المجلس بجوار سيف الاسلام حسن البنا ويظهر فيها وهو نائم تماما، بينما أنا اتكلم ومنتبه تماما وأحاطوا راس البنا بدائرة بيضاء! الغريب أن بدر أخبرني فيما بعد أنه هو الذى أوعز للمصور بالتقاط الصورة، جاء زكى بدر إلى المجلس وتحت إبطه مجموعة نسخ من عدد الأهرام، وقام بتوزيعها على الأعضاء، ثم دخل القاعة وجلس بجوار عبد الهادى قنديل وزير البترول، ذهبت إليهم وجلست بجوارهم وقلت لبدر: أنا هخلى مصور جريدة الشعب يصورك وانت نائم ونوزع الصورة كما تفعل. رد بدر بأسلوب جنسى صريح (وأنا نايم بيكون بتا.. صاحى) ذهلت أنا وعبد الهادي قنديل، ولم نملك غير الضحك الحزين. 

فى يوم كنا فى حجرة د .المحجوب كالعادة وكان معى زكى بدر، جاء إلينا الشيخ يوسف البدرى، وكان محسوبا على المعارضة، ولكن كان قد تم احتضانه فأصبح معارضا على المقاس المطلوب حتى أنه كان يقدم برنامجا فى التليفزيون المصرى، مال زكى بدر على عمامة يوسف البدرى وأمسك بأنفه متاففا ثم شم صدره قائلا (أنا باشم ريحه وسخة). هنا خجل البدرى، وأمسك بوسط زكى ضاغطا بعنف وغضب شديد، أحسست أن الأمر سيتطور، فقمت بفض الاشتباك ناصحا بدر بأن هذا لا يليق بوزير داخلية. 

في مرة تقدم صلاح أبو اسماعيل عضو المجلس (عن الوفد ولكنه كان محسوبا على الإخوان) باستجواب ضد زكى بدر، عرض فيه أبو اسماعيل ما يؤكد عدم قانونية ممارسات الشرطة ضد المعارضين والصحفيين وانتهى من الاستجواب، ثم صعد زكى إلى المنصة وأخذ يكيل الشتائم لأبو اسماعيل قائلا: إن هذا الرجل لايفهم، هنا رد أبو إسماعيل قائلا: أنت وزير لا تفهم، فوجئنا بزكى بدر يقول لصلاح أبو اسماعيل: أنت ابن كلب، هنا رد أبو إسماعيل: وانت ابن كلب، تكهرب الجو وفض المحجوب الجلسة. 

فى اليوم التالي، قام كمال الشاذلى بدور رجل المطافى، وفى حجرة الوفد بالمجلس اجتمع زكى بدر وأبو إسماعيل وإبراهيم شكرى مع الشاذلى وكنت معهم فى هذا الاجتماع، وفى وسط كلام أبو إسماعيل قال: (أنا مش لابس عمة سودة ولا احنا فى قداس الأحد). هنا أدركت أنه لا يعرف أنى مسيحى، واعتبرت هذا الكلام لا يصح فى إطار مجلس الشعب المصري، غضبت وتركت المنضدة وجلست فى أحد الكراسى بالحجرة، وقام أبو اسماعيل يترنح، لأنه كان ثقيل الوزن جدا، وجاء إليَّ وقبَّل راسى معتذرا، وأدركت أن المناخ الطائفى حاكم فى كل الأماكن. 

كانت حجرة رفعت المحجوب تعتبر هى المطبخ الذى تعد فيه الطبخات السياسية، وفى يوم وجدت زكى بدر يعد آلة عرض سيعرض بها مكالمة مسجلة لصلاح أبو اسماعيل، وهو يمارس الاتجار فى العملة، حيث أن هذا كان ممنوعا، كنوع من التشهير بالمعارضة بشكل عام، أدركت خطورة ما سيحدث والنتائج التى ستترتب عليه، فحاولت منع بدر وإقناع المحجوب، إصرار زكى بدر لا يجعل أحدا يمكن أن يثنيه عما يريد خوفا من لسانه السليط، دخلنا القاعة وتم عرض الشريط وأخذ بدر يكيل الاساءات للمعارضة حتى أنه تحدث عن غرفة نوم فؤاد سراج الدين، هنا وجدنا طلعت رسلان عضو الوفد يهجم على زكى بدر ويصفعه على وجهه، تنبه بدر ورد الصفعة لطلعت ثم خلع الحذاء وضربه به، هاج الجميع وحدثت احتكاكات بين أعضاء المعارضة والوطنى، وفضت الجلسة. 

كنت عندما أريد توقيع طلبات للجماهير من زكى بدر، أذهب إليه بعد الثانية عشرة ليلا، كان هذا طلبه حتى يكون متفرغا يجلس فى ضوء خافت ويستمع إلى أم كلثوم. يوم واقعة طلعت رسلان ذهبت لمعرفة رد الفعل، كعادته أخذ يكيل الاتهامات للمعارضة فقلت له: بلاش ادعاءات، هنا فتح درج المكتب وأخرج مظروفا كبيرا به عدة مظاريف صغيرة أخرج من أحدها صورا لصلاح أبو اسماعيل وهو فى أوضاع مخلة. لم أتمالك نفسى من الخوف قائلا: انت خطير، فقال لي: لا.. أنت صاحبى. قلت له: أمثالك لا أصحاب لهم. 

النهاية بعد غرور مطلق 

فى لقاء مع ضباط المعهد الدبلوماسى فى بنها، عقد زكى مؤتمرا مارس فيه كل إمكاناته فى الشتم والإهانة وكانت (دلاديل. شواذ جنسيا. حرامية . هبل. شيوعيون. نصابون . يقبضون عملات)، صال وجال فى ساحة الشتائم ونسى نفسه، بدءا بالإخوان والبنا ثم باقى المرشدين بالدور، وانتقل إلى المعارضة معرضا بفؤاد سراج الدين وإبراهيم شكرى وخالد محيى الدين، عارجا على الصحفيين بأحمد بهاء الدين والكتاب بيوسف ادريس وفتحى رضوان. هنا كان يمكن أن تمر هذه الشتائم والاساءات غير المحترمة، ولكن بدر انتقل إلى رئيس الوزراء عاطف صدقى والأمين العام للحزب الوطنى يوسف والى وصفوت الشريف وزير الإعلام وحسب الله الكفراوي وزير الإسكان ومحمد عبد الوهاب وزير الصناعة، الأهم أنه أعلن بملء الفم أنه أصدر الاوامر الى العمد والمشايخ والخفراء بتصفية ٥٣٠ ألف إرهابى بطريقة مباشرة تحت شعار (الضرب فى سويداء القلب)، تشاء الأقدار أن يكون أحد صحفى جريدة الشعب المعارضة (صلاح النحيف) حاضرا وكان رئيس التحرير في ذلك الوقت عادل حسين، سجل الصحفى الحديث الخطير، وتم نشره حرفيا، وظلت الجريدة تتابع الآراء وردود الفعل على الحديث من كل الاتجاهات لمدة أسبوعين، هنا تكون رأى عام لا يمكن تجاهله، فذهب إبراهيم شكرى وفؤاد سراج الدين لمقابلة مبارك فى القصر الجمهورى وتسليمه الشريط المسجل، فأقيل زكى بدر وعين عضوا بمجلس الشورى.

آخر لقاء معه تم بالصدفة، كنت مع الأولاد فى الاسكندرية ونحن نتجول فى السيرك شاهدت ابنتى هايدى زكى بدر يجلس فاردا أقدامه إلى الأمام يدخن الشيشة ويقف وراءه الحرس. قالت بشكل عفوي زكى بدر. هنا أشار زكى قائلا: تعالى. سلم على أولادي، قال: أنا كنت فى البلاج ولقيت الواد مجدى حسين ........... اللى..... قلت: أنت مش هتبطل طريقتك؟. أخيرا قال لهايدي:(أبوكى ده راجل ونظيف ولك أن تفتخرى به).
---------------------
بقلم: جمال أسعد عبدالملاك *
* سياسي وبرلماني مصري

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يريد الشعب؟ (٩)





اعلان