29 - 03 - 2024

شاهد على العصر (11) الإخوان ومرشح الأحرار برفضون تصدري القائمة

شاهد على العصر (11) الإخوان ومرشح الأحرار برفضون تصدري القائمة

كانت الزيارة إلى الاتحاد السوفييتى قد مثلت لى نقلة سياسية وحضارية وثقافية، مثلت بداية لصداقات امتدت طوال العمر وتعمقت مثل صداقتى بالشاعر الأبنودى، وأضافت لى بعدا آخر داخل حزب العمل، حيث كان تواجدى الملموس بين أعضاء الوفد المصرى، فمارست العمل داخل اللجنة التنفيذية ككادر سياسى له خبرة مما جعلنى أمثل رقما عند اتخاذ القرارات. 

اتضح لي الفرق بين اتخاذ القرار فى التجمع والعمل، ففى حزب التجمع يمارس رئيس الحزب (خالد محيى الدين) دوره كعضو مثل باقى الأعضاء، أما فى حزب العمل فقد كان القرار يتخذ فى غالب الأحوال بالطريقة الأبوية (البطريركية) حيث كان رأى ابراهيم شكرى هو الذى يحسم القرار، وهذا لم يكن يريحنى فى أوقات كثيرة، ولكن كان من الطبيعى جدا أن أبدى رأيى بكل حرية دون النظر لآلية اتخاذ القرار. 

لاحظت بوضوح احتفاء الحزب وإبراهيم شكرى بى وبعضويتى لكونى مسيحيا، وقد كانت هذه الملاحظة صحيحة حتى خيل لى أن الحزب يعتبرنى الوردة التى توضع فى عروة الجاكت لتجمله، مما حفزنى على إظهار إمكاناتى السياسية والتنظيمية بعيدا عن تلك النظرة التى لم تكن تريحنى. 

كانت العلاقة مع السودان تمثل لحزب العمل استراتيجية سياسية، ففكرة القومية العربية تمثل ركنا مهما فى برنامج الحزب، ولذا كانت للحزب ولإبراهيم شكرى شخصيا علاقات خاصة بالسودان نظاما وقيادات سياسية من مختلف الأحزاب، حتى أن شكرى كان بتبنى فكرة المثلث الذهبى بين مصر والسودان وليبيا حيث أن العمالة والفكر فى مصر والأرض الصالحة للزراعة والتى يكفى انتاجها  العالم العربى كله في السودان والأموال فى ليبيا، ولذا يمكن أن يحدث التكامل الاقتصادى العربى. 

كان الجيش السودانى فى أوائل ١٩٨٥ قد أطاح بنظام النميرى الذي وصل إلى حالة استبداد سياسى، وللأسف كان هذا الاستبداد باسم الشريعة الإسلامية، أي المتاجرة بالدين، حيث أن هذه هى السمة السائدة لمثل هذه الأنظمة والتى تسيء إلى الدين فى المقام الأول. توافقت الأحزاب والقوى السياسية مع الجيش بقيادة الفريق عبد الرحمن سوار الذهب وأسقط النميرى ليحكم سوار الذهب السودان لفترة عام كمرحلة انتقالية يسلم بعدها السلطة للأحزاب السياسية بعد انتخابات تحدد تشكيل الحكومة مع لجنة رئاسية من أربعة أشخاص يرأس كل منهم المجلس لمدة عام. 

كان قرار سوار الذهب مفاجأة للعالم ولكل الأنظمة السياسية، فهي المرة الأولي التي يسلم قائد ثورة عسكرى الحكم للشعب بعد عام واحد فقط، لذا تقرر سفر وفد من الحزب إلى السودان لتقديم التهنئة للقيادات السودانية ولحضور الانتخابات التى سيتم بناء عليها تسليم السلطة!!. 

سافرنا فى يناير ١٩٨٦ إلى السودان، وبالرغم من الفارق بينها وبين زيارتي السابقة للاتحاد السوفييتى، كنت فى قمة الشوق والسعادة التي لا تتمثل فيما أرى أو أشاهد، ولكن الإحساس وكأنى أسافر إلى أسوان أو الأقصر لأول مرة، فلم أشعر بالغربة على الإطلاق. 

وصلنا الخرطوم فى المساء نزلنا الفندق الكبير وهو فندق انجليزى عتيق ومن دور واحد فقط، فى الصباح كان الإفطار كل انواع الجبن والبيض ولكن لم أتبين هذه الأنواع حيث أن جميع الأطباق لونها أحمر داكن ولا يظهر ما فى الأطباق . وقد كان هذا الاحمر هو لون الشطة السودانى التى تغطى كل أنواع الأكل. 

ترددت لأنى تصورت أن الأكل بهذه الطريقة سيودي بحياتي، كان البرنامج مقابلة زعماء الأحزاب السياسية السودانية، التقينا الصادق الهدى رئيس حزب الأمة وهو حزب لايتوافق كثيرا مع مصر منذ البداية لظروف سياسية وتاريخية، التقينا بزعيم الحزب الاتحادى الشيخ المهدى وهو حزب متوافق مع مصر وسياساتها، ومنذ البداية حتى أنه كان هناك خط لمترو مصر الجديدة يسمى خط الميرغنى. وهذان الحزبان مرجعيتهما دينية وصوفية حيث أن الأغلبية الغالبة من الشعب السودانى صوفيين، ثم التقينا بزعيم الحزب الشيوعى السودانى إبراهيم نقد (بضم النون) ورئيس الوزراء المؤقت د. الجازولى دفع الله (كان أحد الدارسين الذين وجهتهم فى منظمة الشباب الاشتراكى ١٩٧٥)، وكان اللقاء الذهبى مع الفريق عبد الرحمن سوار الذهب. 

ذهبنا إلى القصر الجمهورى فى شارع النيل، عندما مررنا فى الشارع والنيل على شمالنا نسيت تماما أنى فى السودان بل وكأنى كنت فى أسيوط وبلا مبالغة فالشارع والنيل والقصر الجمهورى هو ذات المبنى لمديرية الأمن القديمة بأسيوط قبل أن تهدم. نفس المبنى بكل تفصيلاته فالاثنان بناهما الإنجليز. تقابلنا مع سوار الذهب، بساطة لم أر مثلها مع مسئول، قبول إنسانى، تشع من وجهه سمرة ملائكية، لم نشعر أننا فى حضرة رئيس دولة بل هو مواطن سودانى أدى مهمته الوطنية ويريد الانصراف فى سلام، تأثرت بهذه الشخصية أيما تأثير، حتى أتيحت لى الظروف بتكرار اللقاء معه بعد ذلك فى لبنان وسوريا وتركيا أثناء مؤتمرات سياسية، حتى يمكن أن أقول إننا تحاببنا حتى لو لم نكن قد تصادقنا. 

كان معنا الاستاذ أحمد مجاهد وكان من شباب الحزب الوطنى القديم (حزب مصطفى كامل)، وكانت له علاقات ممتدة على مستوى العالم العربي وعلى رأسها السودان، تمت استضافتنا من قيادات سياسية وفنية وأدبية سودانية، قضينا سهرات ممتعة وكان يتخللها الشراب. أغلبية من التقينا بهم كانوا يتناولون الخمور حتى أننى تخيلت أن هذه عادة منتشرة وقد عرفت ذلك. وقد كانت هذه السهرات تضم وزراء فى الحكومة المؤقتة وقيادات فى الأحزاب (ذات اللمسة الصوفية) بل من أصبحوا بعد ذلك أعضاء فى مجلس الرئاسة أي رؤساء جمهورية ولو لمدة عام .  لم احتس الشرب فى حياتى من أي نوع، ولا أعلم السبب ولا أدعى التدين!! بل كنت أمارس الغناء الفردى والجماعى لأغاني مصرية أو عربية. 

عدنا إلى مصر ولكن كانت هناك ملاحظات لم أستطع تجاهلها، السودان والشعب السودانى لا تشعر معهم بالغربة على الإطلاق، السودانيون يشعرون بالغبن من أشقائهم المصريين للتعامل معهم على اعتبار أنهم الأدنى (من زاوية خاطئة فيها نوع من التعالى تصورا أن السودانيين هم البوابين والسفرجية ....الخ). حتى أن السوداني يعلم ويعرف ويعشق الفنان والسياسى ولاعب الكرة والمطرب المصرى فى الوقت الذى لايعرف فيه المصرى اسم رئيس الوزراء السودانى. الشعب السودانى فقير اقتصاديا مثقف ومسيس ومحاور جيد فى الشئون السياسية السودانية والخارجية. 

(الصورة مع الرئيس سوار الذهب)

مجلس شعب ١٩٨٧

بعد انتخابات مجلس الشعب عام ١٩٨٤وحصولى على مقعد تم اختطافه للحزب الوطني، وبعد انضمامى لحزب العمل الاشتراكي، كان الحزب قد حصل على أكثر من سبعة فى المائة من أصوات الناخبين على مستوى الجمهورية، ولما اختطف الحزب الوطنى مقاعد العمل قام مبارك بتعيين خمسة من قيادات العمل ضمن العشرة الذين يعينهم رئيس الجمهورية وهم إبراهيم شكري، أحمد مجاهد، ممدوح قناوى، سيد رستم، إبراهيم العزازى. ولذا كان حزب العمل قد بدأ يأخذ مكان حزب التجمع فى قيادة المعارضة فى الشارع خاصة أن جريدة الشعب كانت قد أخذت أيضا الطريق الذى أخذته جريدة الأهالى. 

هنا اتسعت حركة حزب العمل على المستوى العربى، وتحديدا فيما يخص القضية الفلسطينية، وتكررت زيارة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات إلى الحزب وإلى منزل ابراهيم شكري، وكانت هناك زيارة لعرفات تضمنت اجتماعا هاما بين عرفات وبين اللجنة التنفيذية العليا لحزب العمل، وكان قد حضر هذا الاجتماع الفنان نور الشريف وزوجته الفنانة بوسى وذلك لاهتمامه بالقضية الفلسطينية خاصة فى الإطار الفنى، قام نور بعدها بدور الفنان الفلسطينى ناجى العلى (فنان كاريكاتير عالمى اشتهر بشخصيته الكاريكاتيرية حنظلة)، حتى أن الرقابة والسلطات المصرية رفضت لشهور عرض هذا الفيلم. 

جاء عام ١٩٨٧وفى أوله تم حل مجلس الشعب لعدم دستورية قانون الانتخابات، حيث أنه يحرم المواطن المستقل حقه من الترشح فى نظام القوائم النسبية، هنا عقدت المعارضة المصرية بكل فصائلها وأحزابها مؤتمرا سياسيا حاشدا فى حزب العمل بحي السيدة زينب فى القاهرة، كان المؤتمر غير مسبوق في الحشد والحماس وطالب بإلغاء شرط الـ ٨ فى المائة وأن يكون القضاء هو المشرف على الانتخابات، كما طالب بتعديل الدستور وتعيين نائب لرئيس الجمهورية ...الخ . 

صدر قانون انتخابى آخر بالقوائم النسبية مع مقاعد فردية تتيح للأفراد والمستقلين فرصة الترشح، فى انتخابات مجلس ١٩٨٤ كان حزب الوفد قد تحالف مع الإخوان المسلمين وذلك حتى يتخطى الوفد حاجز الثمانية فى المائة وحتى تتاح فرصة للإخوان بالترشح فى الانتخابات، حيث أنهم ليسوا حزبا شرعيا وقانونيا، فترشحوا تحت اسم حزب الوفد وقد كان وحصلوا على اكثر من اثنى عشر فى المائة. 

أما حزب العمل فقد كان حامد زيدان رئيس تحرير جريدة الشعب قد سافر للعمل فى أبو ظبى، وحين خلا موقع رئيس التحرير رشح ابراهيم شكرى عادل حسين للمنصب، رفض أعضاء اللجنة التنفيذية ترشيح عادل وأصر شكرى. وافقت اللجنة بالطريقة البطريركية الأبوية وليس بالطريقة الديموقراطية، كان عادل حسين من الكوادر الشيوعية منذ صغره وكان زميلا لرفعت السعيد (توجها سياسيا وصداقة عائلية رغم تغير عادل إلى الاتجاه الاسلامى)، كان عادل حسين عند قيام الثورة الإسلامية فى إيران يعمل فى الصحافة اللبنانية وصديقا لنبيل شعث وزير الخارجية الفلسطينى الأسبق. كلاهما أدرك انه بقيام الثورة الإسلامية فى إيران وبعد نجاحها سيكون التوجه العام للإسلام السياسى. 

أخذ عادل حسين موقع رئيس التحرير وهو يحمل ذلك الفكر البراجماتى ولا أقول الاسلامى (وسيظهر ذلك فيما بعد). هنا كان السؤال داخل الحزب كيف سنخوض الانتخابات ومع من؟ سبق ذلك انتخابات اللجنة التنفيذية وكان التيار الاشتراكى قد اكتسح الانتخابات فقد حصل احمد مجاهد على المركز الأول وكاتب الشهادة على المركز الثانى، فى الوقت الذى كان فيه عادل حسين فى المركز الخامس عشر، ثم حصل احمد مجاهد على موقع نائب رئيس الحزب وجمال أسعد على موقع الأمين العام المساعد حيث كان الأمين العام هو د.حلمى مراد. 

كان عادل حسين يشارك في حوارات ويجهز اتفاقات مع جماعة الإخوان دون علم قيادة الحزب عدا ابراهيم شكرى بالطبع. عندما عرض موضوع التحالف الانتخابى مع الإخوان كما حدث مع الوفد، اقترحت أن يكون التحالف مع كل فصائل المعارضة خاصة التجمع والناصريين والأحرار إضافة للعمل والإخوان، وذلك تأكيدا وتطبيقا لما حدث فى مؤتمر الأحزاب المعارضة فى فبراير ١٩٨٧، إضافة إلى أن هذا التحالف الجامع يخرجنى من حرج  التحالف مع الإخوان ليس لكونى مسيحيا فقط ولكن وهو الأهم لكونى ناصريا ويساريا. تمت مسايرتى فى هذا الرأى وعقد اجتماع فى حزب العمل بين العمل والإخوان والتجمع والناصريين واللأحرار ولكن (واه من لكن هذه) كان هذا الاجتماع ذرا للرماد فى العيون، فقد عرضت نسب اشتراك مخجلة بالفعل للتجمع والناصريين، بهدف التطفيش، واقتصر التحالف على العمل والإخوان والأحرار. 

بعدها عقد اجتماع بين العمل والإخوان والأحرار فى حزب العمل للتفاوض على النسب، كان يمثل وفد العمل فى التفاوض ابراهيم شكرى وعادل حسين وأحمد مجاهد وممدوح قناوى وجمال أسعد، وكان ضمن وفد الإخوان مصطفى مشهور ومأمون الهضيبى (وأصبح كل منهم فيما بعد مرشدا للجماعة)، تم الاتفاق على أربعين للعمل وأربعين للإخوان وعشرين للأحرار. 

قام عادل حسين بإعداد برنامج انتخابى للتحالف من عشرة بنود ذات روح تعبر عن الاسلام السياسى الذى يتبناه وتحت شعار (الاسلام هو الحل)، مبررات عادل حسين حينذاك أن المؤتمر العام كان قد أقر تعديلا لبرنامج الحزب يقوم على فكرة الإسلام الحضارى الذى يجمع المسلم وغير المسلم تحت شعار (لهم مالنا وعليهم ما علينا)، وكانت علاقتى بالبابا شنودة قد اتاحت لى مناقشته فى هذه القضية، قضية الاسلام الحضارى وموضوع التحالف الانتخابى مع الإخوان. 

كان البابا شنودة مؤيدا للتحالف على غرار تحالفهم مع الوفد (حيث كانت ميوله وفدية حتى النخاع)، ومايخص الاسلام الحضارى كان رأيه أنه لا مانع أن تكون وسط الإخوان (لا أعلم هل هذا موقف عن قناعة أم موقف براجماتى نفعي.الله أعلم).

بدأ العمل فى ترتيب القوائم، كان كل فصيل يريد أن يحوز على أكثر الاماكن فى أول القائمة لضمان الحصول على مقعد، حتى أن هذه المشكلة تسببت فى استقالة قيادات بارزة فى حزب العمل مثل ممدوح قناوى وأبو الفضل الجيزاوى وإبراهيم العزازى وكانوا أعضاء فى المجلس السابق، كما كان سيد رستم قد انضم للحزب الوطني. 

حانت الفرصة لمناقشة وضع جمال أسعد، كنت فى الدائرة الأولى أسيوط، وكان فى نفس الدائرة د. محمد السيد حبيب نائب المرشد العام للجماعة، فمن يكون أول القائمة؟ جمال أم حبيب؟ مع العلم أنى حتى لو كنت الثانى فى القائمة كنت سأفوز بالمقعد لكوني مرشح عمال وحبيب مرشح فئات. لكن وللتاريخ أصر المهندس إبراهيم شكرى على أن أكون أول القائمة بلا نقاش، هنا رفض الإخوان أن يكون جمال أسعد المسيحى أول القائمة سابقا لنائب المرشد!، تمسك شكرى بالرأى حيث أن جمال هو الأمين العام المساعد للحزب أي الموقع الثالث فى الحزب. الأمر الثانى أن جمال كان قد حصل على مقعد وبأعلى الأصوات فى مركزه القوصية، وكانت أعلى من الأصوات التى حصل عليها شكرى ذاته فى شربين، الأمر الثالث أن جمال مسيحى فى دائرة بها نسبة كبيرة من المسيحيين، وهذا سيكون فى صالح الإخوان قبل أن يكون فى صالح حزب العمل، تمسك الإخوان وأصر شكرى حتى أنه وضع موقعى أول القائمة فى كفة والتحالف ذاته في كفة. عقدت اجتماعات صعبة كانت تستمر حتى الصباح (حسب قول المهندس أبو العلا ماضى لى وهو كان عضو اللجنة التى تعد القوائم). كان المخرج هو أن يترشح حبيب فى المقعد الفردى ويترك الإخوان قائمة الدائرة الأولى أسيوط للعمل والاحرار ولا علاقة للإخوان بهذه الدائرة على الإطلاق. هنا أصبحت الدائرة لا علاقة لها بالإخوان لا تحالفا ولا تقاسما ولا تعاونا وهذا هو الأهم. (هذه المعلومات جاءت تفصيلا فى مذكرات د. محمد حبيب) قمت بإعداد القائمة، حيث كانت هناك قائمة أصلية وأخرى احتياطية وكان هذا عبئا ثقيلا جدا. أعددت قائمة كنت فيها الأول وكان الثانى يفترض أن يكون من الأحرار والثالث من موشا التابعة لأسيوط، ذهبنا لتقديم القائمة للترشح، ونحن نجتمع فى مقر حزب العمل بأسيوط ونستعد للتوجه إلى مديرية الأمن، حضر مرشح الأحرار وكان شيخا معمما، قال لى بعنجهية شديدة من هو اول القائمة؟  قلت له أنا. قال من انت؟ قلت أسمى جمال أسعد عبد الملاك. قال لى يعنى أنت نصرانى؟ قلت نعم والله أنا نصرانى ياعم الشيخ، قال: كيف أكون أنا الثانى بعد النصرانى الذى يسبقنى؟ انسحب وأسقط فى يدى حيث كان ذلك اليوم هو آخر يوم فى الترشح. فماذا حدث؟ سنرى.
-------------------
بقلم: جمال أسعد عبدالملاك

مقالات اخرى للكاتب

ماذا يريد الشعب (٧)





اعلان