19 - 04 - 2024

الأسطى .. جيفارا

الأسطى  .. جيفارا

فى وسط البلد يعيش ويعمل، ميكانيكى شاطر لايعمل الا فى الروسى من ماركة لادا وكافة أنواع الصينى ليس إلا. في أوقات فراغه يجد متعته فى شرب السيجار؛ وهو يمد قدميه على الكرسى الذى اشتراه منذ 50 عاما؛ ومن عارض روسى أيضا. 

يسامرك عن مغامراته التى عاشها لـ 70 عاما ويزيد، وعن الشيوعية والرأسمالية والاشتراكية؛ واليساريين الله يجازيهم طق حنق وبس؛ والناصريين الحنجورى والناس اللى لا ليها فى دول ولا دول؛ إلا ابجنى تجدنى وبكام النهاردة؛ وعن الهتيفة وكدابين الزفة ومحترفى الخناقات والانتخابات وتلفيق القضايا والذى منه. 

ويطوف بك.. كيف فعل ما فعله السياسيون بالبلد وودوها فى ستين ألف داهية؛ وما خلوش لها قيامة بعد كده. 

حدثنى لساعات وساعات.. وعندما سألته عن شهادته التعليمية نظر إلى فى استغراب؛ وقال: قول يا باسط العلم فى الراس مش فى الكراس. قلت له ما تعرفناش على اسم الكريم، قال فى شموخ: محسوبك الاسطى جيفارا. 

وقبل أن أضحك بادرنى بقوله: انت متعرفش تشي جيفارا محرر أمريكا اللاتينية والعالم وأبو الثورات، نهايته ماكانتش حلوة اغتالوه بس فضل عايش فى قلوب الثوار. 

قلت له: انت يسارى إذن قال: ولىَ الشرف. 

وعندما بادرته بالسؤال عن التناقض بين أقواله ومعتقداته اليسارية وكونه يدخن سيجار المليارديرات؛ قال: إنت ماتعرفش واللا إيه؟ ده سيجار كوبى .. يعنى يسارى أصلى!
----------------------
بقلم: خالد حمزة

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | ربع الساعة .. الآخير !





اعلان