رغم مرور 47 عاما على ملحمة العبور العظيمة التي غيرت التاريخ بتكتيكها ومخططاتها القوية التي أثارت ذعر إسرائيل وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وخط بارليف المنيع، واستعاد بها الجيش المصري أرض الفيروز، بعد أن رووها بدمائهم الطاهرة، ليسطرون قوة ونجاح حرب أكتوبر المجيدة.
قبل أكثر من 4 عقود، هزت معركة 6 أكتوبر عام 1973، التي انطلقت في العاشر من رمضان، العالم أجمع، الذي تابع عن كثب الحرب المفاجئة، وتهافت القادة والزعماء بالإشادة بها عبر تصريحات خالدة بالتاريخ.
الملك فيصل
بعد دوره القوي في مساندة مصر عقب نكسة 1967، استكمله أيضا الملك فيصل بن عبدالعزيز، بمواقف جليلة بحرب أكتوبر، حيث تبرع بمبلغ 200 مليون دولار للجيش، وحظر صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية وهو ما خلق أزمة طاقة طاحنة بالغرب، فضلا عن جملته التاريخية الشهيرة، التي قال فيها: "إن ما نقدمه هو أقل القليل مما تقدمه مصر وسوريا من أرواح جنودها في معارك الأمة المصيرية، وتعودنا على عيش الخيام ونحن على استعداد الرجوع إليها مرة أخرى وحرق آبار البترول بأيدينا وألا تصل إلى أيد أعدائنا".
الشيخ زايد
كما كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، صاحب دور مؤثر في الحرب، حيث اقترض ملايين الجنيهات الإسترليني من البنوك الأجنبية ليرسلها على الفور إلى مصر وسوريا، ليخلد التاريخ مقولته حينها: "ما تقوم به الإمارات نحو مصر هو نقطة ماء في بحر مما قامت به مصر نحو العرب"، و"نهضة مصر نهضة للعرب كلهم"، وبعد حرب أكتوبر ساند الشيخ زايد مصر في إعادة إعمار مدن القناة، قائلا كلمته الخالدة "ليس المال أو النفط العربي أغلى من الدماء العربية".
الملك حمد بن عيسى
بينما وجه الملك حمد بن عيسى، ولي عهد ووزير الدفاع البحريني وقتها، قوة من الجيش الوطني لدعم مصر، بجانب وقف إنتاج النفط ومنعه عن الدول الداعمة لإسرائيل، حيث قال حينها: "بهذا التصميم، وبهذه الروح المعنوية العالية وجدت كل التجاوب من زملائي حين كنت اجتمع بهم في معسكر الكتيبة الأولى انتظارا لأمر الحركة للمساهمة في ميدان الشرف، لقد كان موقفًا مؤثرًا وحاسمًا بالنسبة لنا، ولا يفوتني أن أبين أن أعمارنا وقتئذ قادة وجنودًا لم تكن تتجاوز الثلاثين عاما، وبينما كنت أشارك في إحدى جلسات مجلس الوزراء وصل أمر الحركة، وكانت لحظة تاريخية مازلت أذكرها وأعتز بها وأصدرت الأمر لقائد مجموعة القتال للحركة".
وفي أعقاب الحرب، أسهمت البحرين في التبرع بالدم لمساندة الجيش المصري، ثم أعلن رئيس حكومة البحرين وقتها، قائلا إنه "بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني انسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية".
قادة أوروبا
تحدث أيضا قادة أوروبا عن حرب أكتوبر التي أذهلت الجميع حينها، ومنهم فارار هوكلي مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني، الذي قال إن "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالأشخاص وقدراتهم أكثر من الآلات التي يستخدمونها، إن الإنجاز المثير للإعجاب الذي قام به المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وشنّوا هجومًا من هذا القبيل الذي جاء بمثابة مفاجأة كاملة للطرف الآخر".
وبعد نهاية الحرب، انتشرت العديد من التصريحات الأجنبية، وقال جيمس شليزنجر وزير الدفاع الأمريكي في عام 1973، إن "الإسرائيليون أدركوا أخيرا أن أمنهم لا يمكن أن يتحقق بمجرد الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية، بعد أن أصبحوا موضع تساؤل".
كما أبدى هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق، مفاجئته الشديدة من نتيجة الحرب، قائلا: "فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعة، ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود خطط محدد لأي هجوم عربي".
علقت أيضا باريس على المعركة المصرية، حيث قال بيير ميسمير رئيس وزراء فرنسا حينذاك، إن "نتيجة حرب أكتوبر أدخلت العالم في مرحلة اقتصادية جديدة ولن تعود أحوال العالم إلى سابق عهدها قبل هذه الحرب".