29 - 03 - 2024

كيف نستفيد من انتخابات الشيوخ في النواب

كيف نستفيد من انتخابات الشيوخ في النواب

أوشكت انتخابات مجلس الشيوخ على الانتهاء، فبعد عدة أيام ستجرى انتخابات الإعادة في الداخل بعد أن جرت في الخارج، بعدئذ تعلن النتيجة، ثم يصدر قرار جمهوري بتعيين الـ100، يمثلون ثلث المجلس. يبقى الآن السؤال إلى أي حد يمكن الإستفادة مما حدث في تلك الانتخابات في انتخابات مجلس النواب، التي ستبدأ بعد أسابيع قليلة من الآن؟
لا يناقش هذا الموضوع تقييم النظام الانتخابي، قدر ما يتطرق إلى الإجراءات التي أعقبت تنفيذ هذا النظام، وغيره مما ورد في القانون، وكذلك سلوك الإدارة الانتخابية، وما وراء تلك الإدارة.
الأمر الأول، عاب انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، في الشق المرتبط بالقوائم الانتخابية المطلقة، والتي يأخذ بها فقط أربع دول في العالم، عدم وجود قوائم انتخابية متنافسة، ما جعل الانتخابات تبدو أمام الناخبين وأمام دول العالم كما لو كانت تزكية أو تعيينا. وفي التحليل الأخير يظهر الأمر كما لو كان تعيينا لثلثي أعضاء المجلس وليس الثلث، ومنح حصانة تشابة حصانة نواب مجلس النواب لـ200 من المعينين ضمن 300 عضو.
تأسيس قائمة واحدة، سميت بالقائمة الوطنية للإيحاء للجميع بأنها تضم كافة أطياف المجتمع، وإن ما عداها غير وطني، لم يكن على الإطلاق سببًا مقبولًا لوجود انتخابات غير تنافسية. لذلك مهم عدم تكرار هذا المشهد في انتخابات مجلس النواب، فحتى لو وجدت قوائم منافسة ولم تكن قد استكملت إجراءات تأسيسها وفقًا للقانون، فإنه من المهم التمهل قليلا حتى يتم هذا الإستكمال. بعبارة أخرى، فإن إدارة العملية الانتخابية ممن هم لديهم حس سياسي أمر مهم للغاية، بغية إجراء انتخابات حرة ونزيهة وتنافسية، تأتي بمنتخبين لا معينين.
الأمر الثاني، وفيما يتعلق بالشق الفردي من الانتخابات، فإن الخشية تتمثل في عودة أسلوب احتلال رمزي الهلال والجمل لرأس أوراق الترشيح. ففي تحليل لبيانات المرشحين على المقعد الفردي وفقًا لما ورد بموقع الهيئة الوطنية للانتخابات، فقد جاء ترتيب مرشحي حزب مستقبل وطن في أول المتقدمين للترشيح في المحافظات الـ26 التي تقدم فيها للترشيح، ومن ثم كان أسمهم في أوراق الاقتراع في المرتبة الأولى، وذلك عدا مرشحي الحزب عن محافظة الأقصر ، حيث كان ترتيب مرشحيه فيها الثاني والثالث، ومحافظة شمال سيناء وكان ترتيب مرشحه فيه الرابع.
الأمر الثالث، إن المزيد من رقابة الهيئة الوطنية للانتخابات على الدعاية الانتخابية، خاصة تلك الأساليب غير المشروعة مهم لصورة مصر في الداخل والخارج. في الاقتراعات الأخيرة التي جرت عقب أحداث يناير 2011 كان هناك استغلال واضح لعوز من لهم حق الاقتراع، فباتت تستخدم أساليب الرشى بالمواد التموينية لحث الناس على الذهاب لصناديق الاقتراع. صحيح أنه في انتخابات مجلس الشيوخ قلت تلك الظاهرة، لكن النوع قد اختلف، إذ ظهرت لأول مرة موائد الجمبري. 

غاية القول، إلا أنه من المهم الرقابة على سقف الدعاية في انتخابات النواب، حيث تتزايد فيها حدة المنافسة، وتتزايد الحمية بين المترشحين، وهم راغبين بالفوز بأي طريقة لعضوية مجلس النواب.
الأمر الرابع، من المهم خلال مراحل الانتخابات أن تعلن الهيئة الوطنية نسب المشاركة على مستوى الدوائر الانتخابية ومحافظات الجمهورية، حتى يتبين أي من تلك المحافظات يتسم أداء ناخبيها بالمشاركة، وأي منها يتسم بالعزوف. نفس الأمر مهم بالنسبة لبيانات المصريين بالخارج، ذات التصويت البريدي. ورغم كل ما سبق لا زال من المأمول من الهيئة الإفصاح عن كافة تلك البيانات عقب الانتهاء من انتخابات مجلس الشيوخ بعد عدة أيام.    

-----------

بقلم: د. عمرو هاشم ربيع

مقالات اخرى للكاتب

التطبيع ليس حلا للحد من خطر إيران





اعلان