الإنسان هو الثروة الدائمة لمجتمعه ووطنه .. فالمال يأتي ويذهب .. أما الإنسان فهو الباقي المستمر الذي تقوم عليه مهمة تطوير المجتمع .. والإنسان يأتي للحياة مجردا عن العلم والمعرفة .. ولكنه مزود بالاستعداد القوي والأدوات التي يمكن بها أن يعلم ويعرف. 

والواقع أن تطور المسيرة التعليمية في مصر يؤكد أنها لا تزال بعيدة عن تحقيق أفاق وتطلعات المجتمع برغم مجانية التعليم بجميع مراحله .. وإتاحة المجال للطلاب والطالبات لتحصيل العلم إلي المستوي الذي يرغبون فيه ويستطيعون تحقيقه .. 

 انتشار التعليم الخاص من مرحلة رياض الأطفال حتى الجامعة .. والذي شهدناه علي مدار سنوات مضت  أحدث انفلاتا في رسومه .. ورحم الله زماننا التعليمي .. كانت القماشة واحدة لجموع المتعلمين .. وكانت أقصي أمانينا تملك دراجة .. وكانت حلما كبيرا.

والانفلات نما بمسمي التبرع .. حتى أصبح واقع التعليم بمصر في خطر لغياب الإطار الدستوري والقانوني له ..والمعاناة من مشاكل التعليم عنوان لغياب البنية الأساسية لصناعة القرار التعليمي الإداري السليم ..والقرارات ليس لها أسس علمية .. ومن انفلات أسعار التعليم الخاص الجامعي وتحول لتجارة مربحة ففي أحدي الجامعات الخاصة دراسة الطب ب 205 آلاف جنيه سنويا. 

والتوسع في الجامعات الخاصة نما في العام 2006 ومع موافقة الرئيس السيسي علي إنشاء 4 جامعات خاصة .. ارتفعت أعداد الجامعات الخاصة ل 24 جامعة .. ويضاف لهم الجامعات الأمريكية واليابانية ..ومن خلال توسعه نشهد تهديد النسيج الاجتماعي في ظل ارتفاع معدلات الفقر .. وشيوع مظاهر اللا مساواة في توزيع الدخل.
--------------------
بقلم: يحيي السيد النجار