16 - 04 - 2024

زواج بقرار عائلي

زواج بقرار عائلي

 بمجرد قراءة هذا العنوان نتذكر جميعاً دراما عبرت عنها أعمال فنية، ومع ذلك لاتزال تحدث في الواقع، حينما يقرر الأهل اختيار شريك حياة لابنهم او ابنتهم، وكأن من سيتزوج هي العائلة وليس طرفا العلاقة الزوجية.

حسابات كثيرة تكون في أذهان الأهل بداعي الحب أحيانا ومعرفة مصالح الأولاد أكثر منهم، وتبدأ المشكلة حينما يصرون على تنفيذ وجهة نظرهم، ويكون الضحايا هم الأبناء لمجرد تصور الأهل أنهم على صواب فى كل شيء،وكأنهم أنبياء لايجوز تخطى قراراتهم التى حسموها ومن الصعب إقناعهم بالتراجع فيها.

والنتيجة، محاكم ممتلئة بقضايا خلع، وحالات قتل لاحصر لها من زوجات وأزواج تم حرمانهم من شريك حياة اختاروه بملء إرادتهم بسبب تدخل الأهل أو رفضهم، لا يمكن القول بأن الأهل يكونون على خطأ فى جميع الأحوال لكنهم أيضاً ليسوا على صواب دائماً، فلا مبرر لإجبار أبنائهم أو بناتهم على شريك أو شريكة حياة لا يشعرون معهم بالأمان والونس والحب، لمجرد انهم يرونه الأنسب، فكم من بيت يشتعل بين زوج وزوجة تم اجبارهما على العيش معاً لإرضاء أهلهم.

 تباً لهذه المصالح التى تحرم بعضنا من الحياة مع من اختاره قلبنا، لمجرد خوفنا من عواقب دينية إذا عارضنا أهلنا، ووقفنا ضد رغبتهم إرضاء لأنفسنا، فتكون النتيجة بكل أسف أننا من ندفع ثمن هذه التضحية وليس الأهل بكل أسف.

مجتمع كهذا لا يمكن وصفه إلا بالمريض لأنه يعتبر سن الثلاثين خطا أحمر، بعدها يطلق عليها "عانسا" وتجبر على تقبل زواج غير راضية عنه لتتجنب نظره المجتمع وفى النهاية يكون مصيرها الطلاق بطفل أو طفلين، وتباً لهذا المجتمع اللذى أجبر الرجل على حياة لا يرضي عنها لتكملة شكل اجتماعى فقط وإرضاء للغير.

وانا أكتب هذا الكلام أسأل نفسي: كم شخصا عاش حياة لا يرضي عنها إرضاء للغير، كم أفنينا من عمرنا لإرضاء من حولنا على حساب أنفسنا، والى متى سنظل هكذا؟

فى بعض الأحيان، لا يمكن للكتابة وصف ما يتعرض له بعض الأشخاص للإجبار على زواج غير راض عنه لإرضاء والديه، والمجتمع الخ.....

فى النهاية نحن فقط من نعيش مأساه هذا الزواج، فينتهى في ساعتين، بعدها يتم وضع الشبكة والفستان فى الدولاب، ونحن من ندفع ضريبة اختيار الأهل لشريك الحياة. 
---------------------
بقلم: بسمة رمضان

مقالات اخرى للكاتب

والغلابة ياريس





اعلان