18 - 04 - 2024

ماذا لو أخذوا الحصانة؟

ماذا لو أخذوا الحصانة؟

قال: "من فضلك ما تكتبيش أنا خايف، عليكِ طبعا"!! اكتفيت بالصمت.. لكن رغبته في الحكي غلبته، وصف لي تفاصيل مشهد انتخابات الشورى في مطروح.. وها أنا أكتبه موجزا، ودون تعليق، وسأكون الأسعد إذا أثبتت مقارنة نتائج الدوائر كذب كلامه.. ما حدث في مطروح أن مرشح وعد وأوفى بتسليم مبلغ 500 جنيه لكل ناخب، لأنه دفعها عند استلام الرقم القومي للناخب.. وفعلا ظهر طابور الناخبين طويلا قبل سطوع الشمس.. وحيرني سؤال، كيف تأكد الناخب من عدم خيانة الناخبين أمام الصندوق!!

وداهمتني عشرات الأخيلة من عينة "ماذا لو" أقصيتها كلها لكن أبحرت مع هذه، ماذا لو تم الاقتراع الكترونيا!! وأيضا مشاركتنا في حصرها ومواجهة الحقائق معا!! هل كنا فزنا بمصداقية وتناغم بين الشعب وملامح مصر الجديدة!! هل كنا واكبنا تطور الطرق والمدن الجديدة والخدمات الذكية والتعليم عن بُعد!! 

تماديت مع ثمار الانتخاب الالكتروني الخيالي، وأجملها توفير ميزانية تأمين اللجان ومرتبات المنتدبين، ووقت القضاة الثمين، وساعات عمل موظفي الحكومة الشاكرين لرد فلوس التأمينات.. فلم أر شوارع خالية، بل حركة لجان معونة وإغاثة آخر جمال ونشاط وابتسامات، همة في توزيع وتوظيف ملايين مصاريف الانتخابات التي تم توفيرها، والمعلوم أن نصفها مسحوب من ضرائبنا، والنصف الآخر من مدخرات المرشحين وأحزابهم وأحبابهم وأعوانهم داخل وخارج الدوائر.. منظر اللجان يِفرح، خصوصا قوافل إغاثة منكوبي الطبقة المتوسطة يدقون الأبواب تحت أضواء كاميرات التليفزيون كإعلانات خير رمضان.. يقطع إرسال خيالي كليبات المرشحين المتنافرة، كليب جميل رايق لمرشح شيوخ شاب لأنه عاقل، جالس بوقار يعلن رفضه مبدأ الإعانات، ويوصي بتوزيع هذا المال الفائض، والمُستقطع، والُمقترض لدعم التعليم، وتغذية منظومة التأمين الصحي الشامل، هذا المرشح رمزه الشمس وليس أحد أدوات المطبخ، وجهه بدر، وكلامه بلسم.. لكن الوقت المجاني المخصص له لم يمنحني فرصة معرفة اسمه، أو دائرته الانتخابية نتيجة هجوم كليب صاخب راقص لفرقة الناخبين المفرفشين كعادة المناطق الشعبيه، للمرشح رجب ورمزه "الكنكة" ويرقص بها على إيقاع وزغاريد النسوة في شادر الزفة.. المرشح محظوظ بمنطقة شعبية تسمح بتحرر الناخبات من كل حظر، وتسمح باستخدام طرحة الحشمة لهز الوسط تأكيدا لشدة التأييد لمرشح الشيوخ!! وبمشاهدة الملايين في دقائق!!

مجلس الشيوخ عنوان يرمز للوقار، ويوحي بانتقاء نخبة حكماء نوابا عن الشعب، ومعاونين للدولة.. "فماذا لو" كان الشعب كله متعلما ينتخب بالاسم وليس بالرموز!! و"ماذا لو" شاهدنا واقع اللجان وحصرنا عدد الأصوات السليمة لايف إشارة إلى مستقبل وطن واع.. وماذا لو كان هناك حد ادني من الأصوات لإعلان ميلاد المجلس سليما مُبشرا، أو حتمية إجهاضه احتراما لحاجات كتير!! أهمها أن تحيا مصر ُمستحقة.
--------------------
بقلم: منى ثابت 

                   

مقالات اخرى للكاتب

 مدينتي الفاضلة | محاكمة القرن.. دين شنوده إيه؟!





اعلان