26 - 04 - 2024

من التهديد إلي الاستجداء ..كيف تعامل رؤوساء مصر مع سد النهضة.. والسيسي يعطي فرصة أخيرة

من التهديد إلي الاستجداء ..كيف تعامل رؤوساء مصر مع سد النهضة..  والسيسي يعطي فرصة أخيرة

سد النهضة أو سد الألفيه الجديد التي عزمت إثيوبيا علي إنشائه رغم تحذريات عدة أطلقها دول حوض النيل ومفاوضات ومناقشات دولية لحل نزاع بين مصر دولة المصب وإثيوبيا دولة المنبع والتي اسفرت كافة الجهود الدولية لطرق مسدودة والتي كان من ابرزها اجتماع وزراء خارجية الثلاثه مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الولايات المتحدة الأمريكية فضلا عن مبادرة برلين وموسكو التي بأت بالفشل وكانت كافة التصريحات التي اطلقتها الحكومه المصرية استخدام كافة الوسائل الدولية والمفاوضات لإيجاد حل يرضي كافة الإطراف ,ولكن كانت هناك تصريحات إثيوبية تلوح باستخدام القوة المفرطة حال المساس بالسد فضلا عن تهديدات بإستخدام القوة العسكرية حال تعرض بلادها الي حرب من أجل الماء .

بالأمس بعد ان فشلت كافة المساعي الدولية لإيجاد حلول أقدمت مصر الي مجلس الامن بالأمم المتحدة بتقديم شكوي رسمية تجاه التعنت والمماطلة الإثيوبية وعدم إرضاخها لاي حلول تنهي فتيل النزاع يعقبها تصريحات الرئيس السيسي لأول مره منذ توليه سدة الحكم الرئاسي عندة بعث رسائل شديدة اللهجة لكل من المليشيات الإرهابية في ليبيبا وإثيوبيا تارة اخري بأن أمن مصر خط احمر والحفاظ علي مواردها من الثوابت الرئاسية للدولة 

وتابع الرئيس السيسي خلال تفقدة عناصر المنطقة الغربية العسكرية ان القوات المسلحة المصرية تحمي ولا تهدد وجاهزة لشن ضربات خارج وداخل الحدود المصري ,مشيراً أن امن مصر القومي خط احمر لا يمكن لاحد المساس به .

تلك التصريحات التي أطقها الرئيس السيسي التي اربكت حسابات العديد من الدول منها تركيا التي تتولي حماية المليشيات المسلحة في ليبيبا وحكومة السراج التي التزمت الصمت تارة والحكومه الإثيوبية تارة أخري التي لم تدلي بأي تصريحات حتي كتابه هذا السطور تعليقاً علي رسائل الرئيس السيسي التي وصفتها صحف عالمية بأنها الأخطر منذ توليه سدة الحكم والتي نالت تلك الرسائل تأييداً من دول عربية الأمارات والسعودية ودول عالمية امريكا وفرنسا والمانيا وبعض العواصم الأوربية.

فكرة إقامة سد النهضة المزعوم لم تكن وليدة او حديثة من الحكومه الإثيوبية بل كانت فكرة إقامة السد منذ تولي جمال عبد الناصر مقاليد سدة الحكم بعد عزل الملك فاروق وبات الحلم الإثيوبي يراود حكوماتهم ولكن بسبب تهديدات مصرية وتلويح بتفجير السد كانت الفكرة مستحيلة حتي تسنت لهم الفرصة أعقاب ثورة 25 يناير التي إطاحت بالرئيس الأسبق محمد مرسي بات الحلم واقعي بمباركة مصرية في عهد تولي جماة الإخوان المسلمين مقاليدسدة الحكم الرئاسي برئاسة محمد مرسي الذي سمح لهم بإقامة السد ,هذا ما اوضحة الرئيس السيسي في أحدي تصريحاته ان إقامة السد الإثيوبي جاء كما وصفها الرئيس السيسي ان مصر كشفت نفسها وعرت كتفها في ثورة 25 يناير مما سمح بإقامة هذا السد .

"المشهد" تستعرض ملف السد الإثيوبي من التهديد بالعنف الي الأستجداء بالعالم وكيف تعامل روؤساء والحكومات مصر مع هذا السد .

عبد الناصر: النيل يعني مصر

في عقبة الرئيس جمال عبد الناصر كانت إثيوبيا تحتمي في عباءه مصر وكان الرئيس الراحل عبد الناصر يدعم الأمبراطور هيلاسلاسي سياسية وأقتصادية وكانت إثيوبيا تعتمد بشكل مباشر علي مصر لما تمثله بحضور قوي أفريقيا ودولياً ,وخلال زيارة أمبراطور إثيوبيا الي مصر للمشاركة في أفتتاح كاتدرئية المرقسية بالعباسية بجانب البابا كيرلس الراحل والرئيس الراحل جمال عبد الناصر ألمح الأمبراطور هيلاسلاسي بإقامة سد علي ضفاف نهر النيل لتوليد الكهرباء ولكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يلتفت الي كلامه علي محمل الجد ولكن سرعان ما عاد الي بلاده شارعاً في إقامه السد وفور علم المخابرات المصرية بنيه الحكومة الإثيوبية عزمها إقامة سد هاتف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الأمبراطور هيلاسلاسي قائلا" النيل يعني مصر وبأسم شعب مصر وجيشها العظيم الأقوي في المنطقة اطالبكم بالتخلي عن فكره إقامة بناء السد ووقف البناء فوراً" مما دفع الامبراطور الإثيوبي بالتخلي عن فكرة إنشاء السد تحقيقاً لرغبة الزعيم المصري جمال عبد الناصر .

السادات يلوح بالقوة المفرطة

بعد رحيل عبد الناصر لم تتخلي الحكومة الإثيوبية عن حلمها في إقامة سد علي ضفاف النيل وشعرت ان برحيل جمال عبد الناصر بات الحلم يصبح واقعيا في عقبه السادات ولكن لم يتعرف الحكومة الإثيوبية انها سوف تصدم وترجع بحلمها الي الأدراج مره اخري , جاءت عقبة الرئيس الراحل انور السادات علاقات مع إثيوبيا ليس كما كانت في عهد الراحل عبد الناصر وذالك بسبب خلافات كثيرة منها تعامله مع الأقباط في مصر وحوادث طائفية كثيرة التي استخدمتها إثيوبيا لتكون بوادر أمل في إقامة السد ولكن فور علم الرئيس الراحل أنور السادات بتجديد فكرة إقامة السد قال في رسالة ارسالها الي إثيوبيا" اذا عملت إثيوبيا اي شئ يعوق وصول مياة النيل الي مصر كاملاً دون نقص قطرة واحدة فلا سبيل من استخدام القوة العسكرية ساخراً انا هخلي اولادي يقيسون النيل يومياً لو لقيت ان في نقص بالحل العسكري علي استعداد تام ".

مبارك : هفجر السد

تعقدت العلاقات بين مصر وإثيوبيا حال محاولة أغتيال الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك بالقرب من مطار أديس ابابا خلال زيارته لإثيوبيا عام 1995 وكانت إثيوبيا تخشي من الرد المصري ,ولكن في عام 2009 شرعت إثيوبيا مخاطبة شركة إيطالية "ساليني أمبريجيرو" التي قامت ببناء السد الأن بتجهيز تصميم وتنفيذ سد وأطلق عليه سد النهضة الإثيوبي,هذه الخطوة جعلت فجوة التوتر مع مصر تتسع مما شكل حالة غضب من قبل الرئيس مبارك ورئيس المخابرات المصرية حين ذاك اللواء عمر سليمان ,ووقعت إثيوبيا اتفاقية مع دول حوض النيل تسمي "عنتيبي " إثيوبيا واغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا لإعادة تقسم المياه متجاهلين مصر والسودان دول المصب ,مما اغضب هذه الأتفقية الرئيس مبارك وطلب من البشير بإقامة قاعدة جوية مصرية في السوادن مهدداً هفجر السد قائلاَ لرئيس المخابرات المصرية عمر سليمان "لوإثيوبيا هتبني السد فجرة رد الأخير تؤمر يا فندم" 

وتابع مبارك خلال تسجيل صوتي له بعد تنحيه عن السلطة في أحدي المسشفيات العسكرية التي كان يخضع للعلاج بها "انا كان عندي طيارات توبولوف هطلع طلعه واحدة افجر السد ".

25 يناير الحلم اصبح حقيقة

بعد ان انتفض العديد من الشعب المصري لإسقاط الرئيس مبارك كانت مصر مرتبكه داخلياً والعلاقات الدولية غير مستقرة بسبب تعدد المظاهرات مما تثني للجانب الإثيوبي استغلال تلك الفرصة التي لا تعوض لإقامة السد وشرعت في بنائه ليلاَ ونهارَا وبات الأمر في اقع ملموس 

محمد مرسي: اعطي الضوء الاحمر لبناء السد

في فترة تولي جماعة الإخوان المسلمين بقيادة مندوبها في رئاسة الجمهورية محمد مرسي اعطت الحق لإثيوبيا بتكمله بناء السد وقال مرسي "سنرفع ايدينا الي السماء ونتعامل بمبدأ المساوة والشراكه ونساعدهم علي النهوض ببلدهم وشرعت إثيوبيا تكملة ما بدأته مما دفع مرسي عقد اجتماعاً استخباراتي مع القوي السياسية لأستعراض ردود القوي وكان الأجتماع علي الهواء مباشراً ولم يعلم الحاضرون بذالك متعمداَ محمد مرسي فضح الأجتماعات السرية المصرية امام العالم وكان هذا الإجتماع بمثابة اضحوكه امام العالم والتي أيقنت إثيوبيا ان مصر ضعفت قوتها ولن تستطيع مواجهتها بعد هذا الأجتماع .

الرئيس السيسي : من المفاوضات الي التهديد

منذ تولي السيسي السلطة كان من ضمن أولوياته ملف مياة النيل وشرع مسرعاً لعقد لقاءات مكثفه ومفاوضات مع الجانب الإثيوبي الذي بات الأمر واقعياً منذ عام 2015 حتي عام 2019 الكثير من الأجتماعات والمفاوضات والأتفاقيات التي أبرمتها مصر مع إثيوبيا والسودان والتي ضربت بعرض الحائط من قبل الجانب الإثيوبي معلله ان مياة النيل حق إثيوبي ولن نضر بمصالح مصر دون شروط او قيود ,وفي كل مره كان الرئيس السيسي يؤكد ان المساس بمياة النيل خط احمر فهي اعتداء علي امنها القومي ,مؤكداً ان مياة النيل هي بمثابة حياة او موت للمصريين ,مما دفع الرئيس السيسي ادخال اطراف عالمية لحل النزاع مشركاً امريكا وروسيا وإلمانيا في التفاوض ولكنت باتت ك المحاولات بالفشل مما دفع الرئيس السيسي الي اللجوء الي المرحلة الأخيرة قبل الحلول العسكرية وهي تقديم شكوي رسمية الي مجلس الامن وعقد أجتماع عاجل من بوقف بناء السد وإيجاد حلول سياسية لحل الأزمة وأعقبها تقديم الشكوي بعث الرئيس السيسي رسائل شديد اللهجة الي إثيوبيا خلال تفقدة العناصر الغربية العسكرية بان الجيش المصري قادر علي حماية أمن مصر القومي ,مؤكداً جاهزية القوات المسلحة لشن ضربات خارج الحدود المصرية ضد العدو الذي يهدد المصريين.


  










اعلان