16 - 06 - 2024

في ازمة "روز اليوسف" و"الكنيسة "

في ازمة

لم افتح فمي في الحديث عن ازمة روز اليوسف والكنيسة حتى عثرت على "نص التقرير الصحفي كاملا ،، وعليه اطرح النقاط التالية:-
1- اولا يجب الفصل بين الغلاف والتقرير ، الغلاف لم يحالفه التوفيق ، وفي حين اراد التعبير عن فكرة ان "التشدد لادين له" ، ترجمها في التنفيذ بالجمع بين رجل دين مسيحي و"مرشد الاخوان" ، وهو لم يوفق، حتي من باب ان الاخير رمز لجماعة "سياسيو دينية " لها تاريخ عنفي وصراعي وصورة نمطية . هذا اداء غير موفق ، وغير دقيق حتى من زاوية مهنية .

2- التقرير يناقش فكرة خطيرة ، وهي وباء كورونا الذي يهدننا جميعا في محابسنا وارزاقنا وحياتنا وموتنا ، ويناقش جانبا لا يختلف فيه اي إنسان منصف عن ضرورة تناوله ، وهو تماس التجمعات والسلوكيات الدينية مع احتمالات العدوى ، وهو نقاش خاضته كل التجمعات الدينية بلا استثناء بقلب وعقل مفتوح وبأفق انساني ، ناقشه المسلمون واغلقوا المساجد وحرموا من التراويح ، وناقشه اليهود واضطرت السلطات الى اقتحام كنس ودارس دينية لارغام الحريديم على الالتزام، وناقشه المسيحيون في كل شبر واغلقوا كنائس وحرموا من طقوس . نقاش هذا الامر ليس موجها ضد دين او او ملة او مذهب بل هو نقاش انساني في لحظة تتهدد فيها الحضارة الانسانية جمعاء.

3- أن التقرير كتب بلهجة دقيقة ومسؤولة وحساسة، وكان نقاشا مسيحيا - مسيحيا بامتياز بين وجهتي نظر كلتاهما تستند الى الدين ، وكان متوازنا بشهادة رموز تنويرية مسيحية مثل الكاتب والمفكر كمال زاخر، وهو نقاش مفيد للراي العام المصري لأننا لسنا جزرا معزولة .

4- ان انتقاد التقرير "الضمني " لاراء او توجهات رجال دين باعتبارها اقرب للتشدد ، أمر مشروع ، ماتم ذلك في اطار من الأدب والاحترام والتوقير ، وهذا يتم كل يوم حين نشير الى متشددين في أروقة الأزهر كتبا او شيوخا ،، وعلينا أن ندرك أن التشدد لادين له ،، وأنه إذا كان التنوير هدفنا جميعا ، فلايمكن رؤيته من طرف واحد ،، وإذا لم يكن التنوير هذه لحظته في ظل تصور البعض - مسلما او مسيحيا او يهوديا او بوذيا او هندوسيا - أن حياة البشر اقل قيمة، فمتي يكون له قيمة؟.
------------------------------
بقلم: خالد محمود

مقالات اخرى للكاتب

نعم ..





اعلان