17 - 07 - 2025

حسن إسميك: الشرق الأوسط لا يزال معضلة للسياسة الخارجية الأمريكية

حسن إسميك:  الشرق الأوسط لا يزال معضلة للسياسة الخارجية الأمريكية

قال حسن إسميك، رئيس مجلس أمناء مركز استراتيجكس للدراسات والأبحاث، إن الشرق الأوسط لا يزال معضلة للسياسة الخارجية الأمريكية، فمنذ أن ابتدأت واشنطن بالالتفات إلى المنطقة ووراثة النفوذ البريطاني وصياغة التحالفات، وهي في مأزق يتعلق بصعوبة وجود نمط ثابث لإدارة علاقاتها مع حلفائِها وخصومها على السواء، مشيراً إلى أن كل حليف لواشنطن له خصوصيته السياسية التي قد تختلف عن خصوصية حلفاء آخرين، كما أن كل خصم من خصومها له قضية قد تختلف عن قضية خصوم آخرين.

وأضاف رئيس مجلس أمناء مركز استراتيجكس للدراسات والأبحاث، أن أزمة كورونا ألقت  بظلالها على أولويات الأمن القومي الأمريكي، فانزاحت أعمق الجهود الأمريكية نحو البحث عن سبل لاحتواء تفشي الفيروس، وتراجع الاهتمام بالسياسة الخارجية كثيراً، فالدولة الأمريكية ستسخر جهودها نحو الداخل الأمريكي، وستحاول الدبلوماسية الأمريكية التعامل مع العلاقات الدولية في مرحلة ما بعد كورونا بنوع من الصلابة، وستمارس نوعاً من إعادة التقييم للملفات التي تنخرط فيها، وقد تتوصل الدولة الأمريكية العميقة إلى قناعة راسخة بوجوب الهيمنة على منطقة الشرق الأقصى الذي تتنافس فيه كل من الولايات المتحدة والصين وبعض النمور الاقتصادية الصاعدة.

ولفت حسن إسميك إلى أن هناك اختلاف في محددات العلاقة التي تربط واشنطن بالدول الشرق أوسطية، وبين ما هي عليه طبيعة العلاقة التي تربط بين الولايات المتحدة وأوروبا، إذ أن العلاقات الأمريكية الأوروبية متسقة ومؤسسية، ويتم تباحث أوجه العلاقات بينهما من خلال مؤسسات راسخة، مثل: حلف الناتو، أو مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأكد إسميك، أن الحليف الأوروبي ناضج على الصعيدين: السياسي والإداري، فواشنطن تقوم بتوفير مظلة أمنية ضد التهديد الروسي والصيني في المقابل توفر أوروبا سوقاً استهلاكياً للسلع الأمريكية.

ونوه بأن نظرة الولايات المتحدة لمنطقة الشرق أوسطية اتسمت بمحددات رئيسية أبرزها؛ ضمان أمن إسرائيل أولاً ثم ضمان انسيابية النفط والسلع عبر المضائق الحيوية، كالخليج العربي وقناة السويس، يليها تلبية المتطلبات الأمنية للحلفاء، رابعاً محاولة "دمقرطة المنطقة" ضمن استراتيجيتها الشاملة في مكافحة الإرهاب والتطرف.

وبين حسن إسميك، أنه ملاحظ تغير تصنيف إسرائيل في العديد من الدول العربية، من خصم تقليدي، إلى حليف محتمل في مواجهة الخطر الإيراني، كما تراجعَ خطر تبني بعض المؤسسات الرسمية للخطاب المتطرف، وانتهجت بعض الدول التي كانت منغلقة، نوعاً من الانفتاح الاجتماعي والثقافي ضمن رؤية تهدف إلى منع تسلل الأفكار المتطرفة إلى جيل الشباب.

وشدد على أن الثابت المقلق في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط هو أنه عندما توضع الأمور على المحك؛ تقوم الولايات المتحدة أحياناً بتضليل حلفائها، أو أنها لا تسندهم مثلما كان متوقعاً، فمثلاً تلا التدخل الأمريكي في العراق عام 2003، تغلغل للنفوذ الإيراني في "العراق الجديد"، وتنامي لحضور إيران الإقليمي، بالرغم من أن هناك دولاً خليجية تحمّلت جزءاً من تمويل الحرب وساهمت لوجستياً في العمليات الدائرة.