24 - 04 - 2024

عجاجيات| الاختيار اختيارى ولكن

عجاجيات| الاختيار اختيارى ولكن

ترددت كثيرا فى الكتابة عن مسلسل الاختيار الذى تابعته بكل اعجاب وتقدير واحترام طوال شهر رمضان وانفعلت بكل احداثه ووقائعه وبكيت بدموع القلب وانا اتابع الحلقة ٢٨ التى استشهد فيها العقيد اركان حرب البطل احمد المنسى ومعظم رجاله الابطال فى كمين البرث.

ترددت كثيرا فى انتقاد بعض الزوايا فى المسلسل...بصراحة ترددت فى ان اسبح ضد التيار الجارف الذى اعتبر المسلسل من اعظم ما قدمته الدراما المصرية...وبصراحة خشيت ان يهاجمنى بعض المتحمسين الغيورين الذين يرفضون اى نقد لاى عمل يبجلونه...وخشيت ان يرانى البعض مرتدا عن حب مصر وجيش مصر العظيم خير اجناد الارض....وخشيت ان يطغى حماس الوطنية على البعض فيذهب الى ابعد مدي فيتهمنى بأننى من الاعداء ومن اذناب تركيا وقطر....بصراحة ترددت كثيرا فى كتابة بعض الملاحظات عن مسلسل الاختيار وقلت لنفسى كثيرا امشى جنب الحيط والباب اللى يجيلك منه الريح سده واستريح....ولكننى لم استطع مقاومة رغبتى الملحة فى الكتابة عن المسلسل وقلت لنفسى اننى اراهن على وعى الناس واراهنهم على قدرتهم على الفرقة بين الكاره والمحب..

ابادر واقول ان اداء كل المشاركين فى المسلسل كان اكثر من ممتاز ...وابادر بالتأكيد على ان المسلسل نجح فى ابراز سيرة ومسيرة بطل اسمه احمد المنسى بل اننى كتبت اثناء عرض المسلسل ان احمد المنسى بشخصيته الثرية وانسانيته العالية هو من كتب قصة وسيناريو وحوار مسلسل الاختيار...وابادر واقول ان المسلسل نجح نجاحا مبهرا فى تسليط الضوء على بطولات وتضحيات كتيبة من كتائب الجيش المصري وهى الكتيبة ١٠٣ صاعقة...

ولكن ولان الكمال لله وحده ارى ان المسلسل نجح فى القاء الضوء على بعض الجوانب واغفل جوانب اخري لم يتطرق لها...مثلا المسلسل ابرز الفهم الخاطئ للدين كسبب من اسباب التطرف والارهاب وظهور التكفيريين ولكن المسلسل لم يتطرق الى البعد الاجتماعى والاقتصادي للارهاب...ولم يتطرق المسلسل للظلم والفساد والواسطة كعوامل مساعدة فى الابتعاد عن جادة الطريق...المسلسل لم يتطرق الى احوال ابناء سيناء ومشكلاتهم الحقيقية مثل حق التملك والتنمية وفرص العمل وهنا لابد ان احيى اشادة المسلسل بدور ابناء سيناء فى حرب الاستنزاف  وحرب اكتوبر ١٩٧٣

ولابد ان اصارحكم بان الحلقة ٢٨ التى فجرت دموع عيون القلب جعلتنى اطرح بعض الاسئلة مثلا:

لماذا لم يتم وضع حواجز اسمنتية امام مقر كمين البرث كتلك التى نراها امام كل المبانى الهامة فى القاهرة وامام كل السفارات....الم تكن تلك الحواجز كفيلة باعاقة وصول سيارات الارهابيين المفخخة للكمين؟!

تساءلت الا يوجد حل للعبوات الناسفة المسئولة عن استشهاد معظم ابطالنا؟! الا يمكن استخدام روبوتات لتمشيط الطرق والمدقات قبل استخدامها من قبل قواتنا؟! الا يمكن استخدام الطائرات المسيرة كمحطات انذار مبكر للتحذير من تلك العبوات الناسفة والالغام ؟! الا يمكن الاستعانة برجال سلاح المهندسين لكشف الالغام والعبوات الناسفة؟! اسئلة هدفها الوحيد الحفاظ على ابطالنا الجنود والضباط وصف الضباط..

ولعل من المناسب ان اذكر الجميع اننى كنت يوما جنديا مجندا فى الجيش المصري شرفت بالخدمة فى لواء مدفعية مع ضباط وصف ضباط٩٩% منهم من ابطال حرب اكتوبر...ولعل من المناسب التذكير باننى منذ طفولتى وانا من المغرمين برجال الصاعقة فقد اسعدنى زمانى بجيرة بعض رجالها فى حى عابدين العريق وبالتحديد فى حارة السقايين ومنهم فوزى سليمان بطل مصر فى الملاكمة واحد ضباط الصاعقة وصلاح الايم صف الضابط بالصاعقة والمجند حسنى...كنت اسعد برؤيتهم بزيهم المموه وكنت اترقب الحديث عن بطولاتهم وتدريباتهم....

تحية لابطال الاختيار الحقيقيين والنجوم الذين جسدوا ادوراهم....وتحية لارواح شهدائنا الابرار الاحياء عند ربهم يرزقون.

-------------------

بقلم: عبدالغنى عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | ورحل الفتى علوان





اعلان