15 - 05 - 2025

كورونا والركود الاقتصادي، الصحة العالمية تحذر من تخفيف الحظر، والحكومات تعيد الحياة لطبيعتها

كورونا والركود الاقتصادي، الصحة العالمية تحذر من تخفيف الحظر، والحكومات تعيد الحياة لطبيعتها

عقب تخطي عدد المصابين بجائحة كورونا حد المليون ونصف مصاب في العالم، بات الاقتصاد العالمي على حافة أكبر ركود في التاريخ، وذلك وفق توقعات لمؤسسات تقيس المؤشرات الاقتصادية.

ووفق تعداد لوكالة فرانس برس، فقد جرى إحصاء ما لا يقل عن 1.502478 إصابة، بينها 87320 وفاة في 192 بلدا ومنطقة، في طليعتها الولايات المتحدة التي سجلت لليوم الثاني على التوالي نحو ألفي وفاة، في أسوأ حصيلة يومية في العالم منذ بدء انتشار الوباء، فيما تخطى عدد المتعافين من الإصابة بالفيروس حاجز الـ330 ألف شخص، بحسب منصة "ورلدو ميتر".

واحتلت الصين المركز الأول من حيث أكثر المتعافين، بـ77 ألفا و279 شخصا، تلتها إسبانيا بـ48 ألفا و21 شخصا، ثم ألمانيا بـ46 ألفا و300 شخص، وإيطاليا بـ26 ألفا و491 شخصا، والولايات المتحدة بـ22 ألفا و828 شخصا، وفرنسا بـ21 ألفا و254 شخصا.

وعلى أثر تلك الجائحة العالمية توقفت الحياة اليومية في كل أنحاء العالم، فبات نصف سكان العالم في الحجر المنزلي، فيما أعلنت منظمة التجارة العالمية أن "قطاعات كاملة من الاقتصادات الوطنية أغلقت أو تضررت بصورة مباشرة بوقف النشاط".

وتوقعت المنظمة الأربعاء أن "تنخفض التبادلات التجارية في 2020 بشكل حاد في جميع مناطق العالم، وفي كافة قطاعات الاقتصاد"، محذرة بأن تراجع النشاط قد يصل إلى "نسبة 32% أو أكثر"، وأضافت إن العالم قد يواجه "أكبر ركود اقتصادي أو تراجع نشهده في حياتنا".

ورأى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي أن الغموض الذي يلف المستقبل جراء الوباء يشكل خطرا كبيرا على الآفاق الاقتصادية في الولايات المتحدة، وفق محضر اجتماعه في منتصف مارس، لكنه اعتبر في ذلك الحين أن المفاعيل السلبية للأزمة قد لا تدوم طويلا مثل تبعات الأزمة المالية عام 2008.

ومن جهتها، حذّرت منظمة "أوكسفام" غير الحكومية في تقرير بعنوان "ثمن الكرامة" بأنّ نصف مليار شخص إضافي في العالم قد يصبحون تحت خط الفقر جرّاء تداعيات وباء كوفيد-19 إذا لم يتم الإسراع في تفعيل خطط لدعم الدول الأكثر فقرا.

وجاء في التقرير أنّ "هذا الأمر يمكن أن يعيد مكافحة الفقر على مستوى العالم عشر سنوات إلى الوراء، لا بل ثلاثين سنة في مناطق معينة مثل: أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

ففي الاتحاد الأوروبي، خلّفت أزمة كورونا انقساما، إذ فشل وزراء مالية دول الاتحاد في الاتفاق على خطة إنعاش لما بعد تفشي فيروس كورونا المستجد، ففيما دعا وزير الاقتصاد الإيطالي روبرتو غوالتييري إلى "التضامن والخيارات الشجاعة والمشتركة"، تمسكت المانيا وهولندا برفضهما إصدار سندات ديون عامة لامتصاص الصدمة.

أما في الولايات المتحدة، باشرت إدارة دونالد ترامب محادثات جديدة مع الكونغرس لصرف أموال إضافية قدرها 250 مليار دولار للحفاظ على الوظائف.

وفي بريطانيا، سجلت حصيلة يومية قياسية جديدة مع وفاة 938 شخصا خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من سبعة آلاف وفاة، فيما أعلن وزير المالية البريطاني أن حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون المصاب بوباء كوفيد-19 ”تحسنت“.

وبينما بدأت تدابير الحجر المنزلي تعطي ثمارها مع تراجع الضغط على المستشفيات لا سيما في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا، أعلنت النمسا الأربعاء جدولا زمنيا حذرا لتخفيف القيود المفروضة يبدأ بعد عيد الفصح مع إعادة فتح المتاجر الصغيرة، كما أعلنت الدنمارك والنرويج التي تعتمد ”شبه حجر منزلي“ عن مواعيد لاستئناف النشاط.

وفي المقابل، حذرت منظمة الصحة العالمية بأن أي تخفيف لتدابير الحجر المنزلي سابق لأوانه بالرغم من بعض المؤشرات الإيجابية.

ويختلف المشهد في الصين حيث هرع عشرات آلاف الركاب الأربعاء إلى محطات القطارات في ووهان بعد رفع الإغلاق المفروض منذ نهاية يناير على المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة والتي كانت البؤرة الأولى للوباء.

وتواجه الحصيلة الرسمية الصينية التي تكشف عن أكثر من 3300 وفاة، تشكيكا لا سيما من واشنطن التي تتهم بكين بتخفيض أرقامها ما ساهم في جعل دول أخرى تقلل من أهمية الخطر.