كشف الباحثون الطبيون أعراضا جديدة للمصابين بفيروس كوفيد 19، الكعروف بـ"كورونا"، فبعد ما ظهر أمس مهاجمة الفيروس لعضلة القلب، ومن قبلها تسببه في فقدان حاستي الشم والتذوق، ناهيك عن الأعراض الأولى التي عرف بها كورونا مثل الحمى والسعال وضيق التنفس.

كشف الباحثون أخيرا مجموعة جديدة تضرب الجهاز العصبي، ولا سيما الدماغ، بحسب ما أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، وقالت الصحيفة إن "من بين الأعراض الجديدة لكورونا، الاضطرابات العصبية والسكتات والنوبات الدماغية"، مشيرة إلى أن هذه الأعراض ظهرت على مجموعة صغيرة من مرضى الفيروس.

وأضافت "نيويورك تايمز" أن "أطباء الأعصاب حول العالم يعتقدون أن هناك مجموعة فرعية صغيرة من مرضى كورونا باتوا يعانون اعتلالات في الدماغ".

وفي نهاية مارس الماضي قالت صحيفة صحيفة "نيويورك بوست" أن العلماء نجحوا في تحديد 8 سلالات على الأقل من فيروس كورونا الجديد، حيث تم إرسال أكثر من 2000 تسلسل وراثي للفيروس من المختبرات إلى قاعدة البيانات المفتوحة" Next Stain"، والتي تظهر أنه يتحور على الخرائط في الوقت الفعلي، وقال الباحثون إن البيانات، التي تشمل عينات من كل قارة باستثناء القارة القطبية الجنوبية، كشفت أن الفيروس يتحور في المتوسط كل 15 يوما، حسبما ذكرت "ناشيونال جيوغرافيك".

واستشهدت نيويورك تايمز، بحالة رجل يبلغ من العمر 74 عاما، وصل إلى مستشفى في ولاية فلوريدا مطلع مارس الماضي، وكان يعاني الحمى والسعال، وأظهر فحص الأشعة السينية أن المريض يعاني الالتهاب الرئوي الحاد، لكن الأطباء لم يروا حاجة في احتجازه بالمستشفى وأمروه بالعودة إلى منزله.

ولكن، في اليوم التالي اعتلت صحته وارتفعت درجة حرارته بشدة، فأعاده أفراد عائلته إلى المستشفى، حيث كان يعاني ضيقا في التنفس ولم يعد قادرا على نطق اسمه أو شرح ما حدثه معه، حيث أنه "فقد القدرة على الكلام، وكان يعاني أعراض مرض باركنسنون (الشلل الرعاش) ويحرك أطرافه بشكل متشنج، وبعدما اشتبه الأطباء بإصابته بفيروس كورونا، جرى إخضاعه لفحص أكد الأمر"، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية.

ومن هنا ربط الأطباء بين الفيروس وأعراض اضطراب الجهاز العصبي، التي باتت واضحة للغاية على الرجل المسن.

وقبل يومين، أبلغ الأطباء في ولاية ميتشيغان عن حالة مثيرة للقلق، لعاملة في قطاع الطيران في أواخر الخمسينيات من عمرها، وقال الأطباء إنها تعاني اضطرابات عصبية وتشكو صداعا حادا، وبالكاد استطاعت نطق اسمها وكلمات قليلة أخرى، وقلت نسبة استجابتها للمؤثرات الخارجية مع مرور الوقت.

وبعدما أجرى الأطباء مسحا لدماغها تبين وجود تورم غير طبيعي والتهابات في مناطق عدة به، وفي بعض المناطق ماتت خلايا دماغية، وشخص الأطباء الحالة بأن المريضة تعاني التهاب الدماغ الناخر الحاد، وهو التهاب ينجم عن إصابة الجسم بفيروس، ويعتبر واحدا من المضاعفات النادرة للإنفلونزا والالتهابات الفيروسية الأخرى.

وقالت الاختصاصية في طب الأعصاب إليسا فوري، إن هذه الحالات تشير إلى أن فيروس كورونا يمكن أن يغزو الدماغ مباشرة لدى بعض مصابيه، لكن ذلك في حالات نادرة.

وتتفق الحالات المبلغ عنها لاعتلالات الدماغ في الولايات المتحدة مع تقارير أخرى قدمها أطباء في إيطاليا وأنحاء أخرى حول العالم، مثل السكتات والالتهابات في الدماغ، وفي بعض الحالات، كان المرضى يعانون الهذيان حتى قبل الإصابة بالحمى ومضاعفات الجهاز التنفسي، بحسب ما يقول الطبيب الإيطالي إليساندور بادوفاني، الذي افتتح مستشفاه في جامعة بريشيا وحدة جديدة للمصابين بفيروس كورونا، الذين يعانون أمراضا عصبية.