20 - 04 - 2024

مخيمات الروهينغا في بنغلاديش "كورونا يهدد بمجزرة جديدة وسط جهل كامل بما يحدث في العالم"

مخيمات الروهينغا في بنغلاديش

تستضيف مخيّمات الروهينغا، في جنوب بنغلاديش، أكثر من مليون لاجئ، الأمر الذي يثير قلقا مع اقتراب  فيروس كوفيد 19، والمعروف بـ"كورونا" من هذه المنطقة، ويحذر محمد جبير، أحد وجهاء الروهينغا، من كارثة في المخيم، ويقول: "نحن قلقون للغاية، إذا وصل الفيروس إلى هنا، فسينتشر كما حرائق الغابات".

وتعدّ ظروف معيشة الروهينغا بائسة، وهم أقلّية مسلمة هربوا من الاضطهاد في بورما المجاورة في خريف 2017، وتجمّعوا في هذا المخيّم الذي يعتبر أكبر مخيّم لللاجئين في العالم، وبالتالي أرضاً خصبة لأي مرض في ظلّ تفشّي فيروس كورونا المُستجد.

وفيما طالبت بلدان العالم من سكانها الحفاظ على مسافة آمنة فيما بينهم، إلا أن ذلك يبدو مستحيلا في مخيّم كوتوبالونغ الكبير، فبالكاد يبلغ عرض الأزقة الموحلة مترين ويزدحم فيها الناس باستمرار، ويؤكد بول بروكمان مدير منظّمة "أطباء بلا حدود" في بنغلادش: إن "التباعد الاجتماعي مستحيل عمليا، والسكّان الأكثر ضعفاً مثل الروهينغا سيتضرّرون كثيرا جراء كوفيد-19".

وتبلغ مساحة كلّ كوخ 10 أمتار مربّعة بالكاد، ويقيم فيه أحيانا 12 شخصاً مكدّسين فوق بعضهم البعض، وعبر عن ذلك أحد عمّال الإغاثة بالقول: "يمكن سماع صوت تنفّس الشخص المجاور"

أمّا الأقنعة الواقية التي باتت أساسية في العالم، فهي نادرة في هذه الرقعة من الأرض،  فيما المعقّمات اليدوية غير معروفة بالأساس، وحتّى الآن يوجد في بنغلادش نحو 49 إصابة مثبتة بالكورونا، فيما توفي 5 أشخاص في البلاد، لكن الخبراء يشكّكون بهذه الأرقام ويرجّحون أن تكون أعلى بكثير، نتيجة العدد القليل من الفحوص المخبرية التي أجريت في هذه الدولة الجنوب آسيوية البالغ عدد سكّانها 160 مليون نسمة.

وفي ذات السياق، فإن معظم الروهينغا لايعرف إلا القليل عن الوضع العالمي الحالي أو لا يعرفون شيئاً بتاتا، فقد قطعت بنغلايدش إمكانية الولوج إلى الإنترنت في المخيّمات منذ نهاية العام الماضي للسيطرة عليها بشكل أفضل، ويقول سيد الله أحد قادة المجتمع الروهينغي: "معظمنا لا يعرف ما هو هذا المرض، سمع الناس أنه يقتل الكثيرين، ليس لدينا إنترنت لنعرف ماذا يحدث"، ويضيف: "نحن نعتمد على الرحمة الإلهية".

ويشعر لقمان حكيم، 50 عاماً، اللاجئ في المخيّم، بالقلق بسبب غياب التدابير الوقائية من الفيروس، ويقول: "لقد حصلنا على الصابون وطُلِب منا أن نغسل أيدينا، فهل هذا كلّ ما في الأمر؟".

وقد ينقل العدوى إلى المخيم العاملون الكثر في المجال الإنساني الذين يسهمون في صمود مئات آلاف اللاجئين، فضلا عن العديد من الروهينغا الشتات الذين يأتون إليه، وفي ظلّ هذه الظروف، قلصت السلطات المحلّية من إمكانية وصول أشخاص من الخارج إلى المخيّم.

ويقول بيمول شاكما المسؤول في مفوضية اللاجئين في بنغلادش: "لقد قللنا من النشاطات الإنسانية في المخيّم، ولن تستمرّ سوى الأنشطة المتعلّقة بالغذاء والصحّة والمشاكل القانونية".

ويحاول الروهينغا الذين يعيشون في الخارج في بلدان متضرّرة من الكورونا تحذير أقاربهم في المخيّمات من خلال الاتصال بهم، لكن ثمة العديد من المغتربين الروهينغا عادوا من دون أن يتمّ فحصهم.

ويحذّر مجيب الله وهو ناشط من الروهينغا مقيم في أستراليا: "إذا كانوا يحملون الفيروس واختلطوا مع الحشود ستحصل مجزرة جديدة، وربّما أكبر بكثير مما حدث في العام 2017"، في إشارة إلى القمع الذي تعرّض له الروهينغا في بورما، ووصفه المحقّقون التابعون للأمم المتحدة بأنه إبادة جماعية".






اعلان