16 - 04 - 2024

كورونا بين الحقيقة والوهم

كورونا بين الحقيقة والوهم

الحقيقة أننا لا نستطيع القول بأن كورونا وهم أو أنه فيروس ضمن الحرب البيلوجية وخرج عن السيطرة.. كل تلك تكهنات تدعمها نظرية المؤامرة التي أصبحت تسيطر على العقل الجمعي لمعظم شعوب العالم.. وهي حقيقة لا أنكرها، فالعالم بالفعل يدار بالمؤامرات. 

ولكن من الممكن أن نقول أن كورورنا فيروس خطير لدرجة ما، وأضيفت إليه بعض التأثيرات الإعلامية من قبل الأنظمة التي تدير العالم والتي لا تعرف إلا تحقيق المصلحة والاستفادة قدر المستطاع، وأيضا التقطت الخيط جميع الأنظمة الأخرى لنفس الغرض، خاصة أن العديد منها كان يواجه مشاكل داخلية كبيرة وبالتحديد منطقة الشرق الأوسط، حيث تمكنت تلك الأنظمة من استعادة السيطرة بشكل كبير تحت شعار لا صوت يعلو فوق صوت كورونا. 

ذلك فضلا عن الأرباح الطائلة التي حققتها ومازالت شركات صناعة الكمامات والمطهرات العالمية والمحلية والتي كانت سلعتهم هي الأكثر كسادا في العالم، ذلك فضلا عن كعكة اللقاح الذي من المفترض أن يقضي على الفيروس والتي يدور حولها الآن الصراع الخفي بين الصين وأمريكا وحلفائهما، فلا يمكن لأمريكا أن تقبل الهزيمة في هذا الصراع لأمرين: - الأول هو مكانتها في ريادة العالم بجميع المجالات - والثاني مادي بحت، حيث أن ذلك اللقاح بمثابة كنز لمن يعلن عنه ويستطيع ترويجه.

 والصين أيضا ليست بهذا الضعف الذي يجعلها تقف مكتوفة الأيدي خاصة وأنها مكتشفة الفيروس وترى أن من حقها إنتاج اللقاح الخاص به، ولكنها تعي تماما أن ذلك إن تم فلا يمكن إعتماده كدواء عالمي بعيدا عن  أمريكا. 

أما الخاسر والمتضرر هنا وكالعادة هم البسطاء الذين توقفت أرزاقهم وأصبح الكثير منهم لا يجد قوت يومه بسبب الإجراءات الوقائية المتبعة في جميع الدول التي ظهر فيها الفيروس.. فهم مطالبون بالبقاء في بيوتهم للحفاظ على حياتهم حال تعرض أحدهم للإصابة، وهنا يكون الموت محتملا، وبالطبع لا شيئ أغلى من حياة الإنسان.. ولكن الجوع موت مؤكد خاصة وأن بيوتهم التي يطالبون بالبقاء فيها وعدم الخروج منها، خاوية لا يوجد بها طعام ولا شراب لأنهم يعيشون يوما بيوم.

 لذلك نجد كثيرين يخرجون ليس للتنزه كما يروج البعض ممن لا يشعرون بمعاناة الناس، ولكن بحثا عن لقمة العيش المحفوفة بالمخاطر، والتي أصبحت غاية في الصعوبة في ظل هذه الأوضاع التي لم يشهدها أحد ممن يعيشون على ظهر الكوكب من قبل، وربما لم يشهدها الكوكب نفسه.. حيث لا يعرف أبدا أن العالم كله واجه تهديدا واحدا في نفس الوقت ولم يفرق ذلك التهديد بين قوي وضعيف أو غني وفقير.

 في جميع الأحوال نحن نعيش فترة استثنائية في تاريخ الإنسانية بالطبع لن يكون قبلها كبعدها أبدا.
-------------------
بقلم: السعيد حمدي

مقالات اخرى للكاتب

محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي قطاع غزة





اعلان