إذا كان الأول من مايو المقبل يذكرنا بعيد العمال و"المنحة ياريس" ودجاجة تبيض خطبا، فإنه في نفس الوقت يجب أن يذكرنا بالفرص الضائعة في الكرة والسياسة.. في الساحرة المستديرة يهدر أهل القمة المحترمين الفرصة وراء الفرصة للتدخل في تعديل مسار العلاقات المتردية بين الأهلي والزمالك بالضغط الأدبي والوطني على مجلسي إدارة الناديين والخطيب ومرتضى منصور.. صحيح أن هناك ميراث تنافسي فيه خصومة وغيرة وعداء وخيانة أحيانا إلا أنه لا يليق بالسادة المحترمين الذين يمثلون غالبية النخبة من أعضاء الناديين، ومنهم قامات لها تاريخ ومواقف في أمور الأخلاق والمبادىء وشرف المنافسة، لا يليق بهؤلاء االذين يمثلون "كريمة" الجمعية العمومية للناديين الكبيرين أن يقفوا صامتين أو بتعبير أخواننا في السودان "يسكت ساكت" على مشاهد مخجلة في "خناقة" الأهلي والزمالك.. لا نطلب من نخب الناديين الكبيرين أن يكونوا "حمامة سلام" بين أهل القمة، إنما التقدم بطلب عقد جمعية عمومية طارئة من أجل وضع كود أخلاقي وتربوى في لائحتي العمل بقطاع كرة القدم، يتضمن عقوبة إجبارية يفرضها مجلس الإدارة على أي لاعب أو مدرب أو إداري أو إعلامي في قناتي الناديين يخرج عن المألوف ولا يحترم الأعراف والتقاليد التي نتمسك بها في الأخلاق خصوصا.. هذا دور هام يجب على قادة الرأي داخل الناديين أن يقوموا به ويفتحوا حوارا واسعا مع زملائهم أعضاء الجمعية العمومية لوضع صيغة قانونية تعيد مسار التنافس بين الأهلي والزمالك إلى مربع الاحترام الذي لا يسىء لصورة المواطن المصري عموما أمام العالم من حولنا الذي يتابع كل صغيرة وكبيرة في كرة القدم المصرية.. دعوا ما في القلب في حاله، ولا تتدخلوا في المشاعر، بل ولا تتمردوا على التاريخ الطويل من التنافس والثأر والغيرة، لا تفعلوا ذلك، إنما انتهزوا فرصة الأول من مايو المقبل، يوم مبارة الذهاب في نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا بين الناديين وفريقي الرجاء والوداد بالدار البيضاء في الضغط على الخطيب ومرتضى من أجل تأجير طائرة واحدة للفريقين يوم 1 مايو للسفر إلى المغرب معا.
السفرعلى طائرة واحدة قد يحقق فائدة مالية للغريمين التقليديين بتخفيض تكاليف استئجار طائرة لكل فريق، على طريقة المثل الشعبي: "القفة أم ودنين يشيلها اثنين".. إلا أن الفائدة الأهم قضاء لاعبي وإداريي الفريقين نحو 5 ساعات معا على الطائرة يمكن استغلالها والإعداد لها في وضع برنامج ترفيهي لا يخلو من المسابقات الخفيفة بين الفريقين مرة، وبين فريقين مختلطين مرات ومرات يشارك فيها كل أفراد البعثتين، الأمر الذي يعيد الود والدفء بين المعسكرين ويدعم جهود النخبة المحترمة في الناديين خلال معركة إعادة المسار الرياضي إلى مربع الاحترام الذي كان عليه الكبيران.
الهروب من المسئولية الاجتماعية، ربما يكون اختيارا شخصيا لأي منا ، لكن كيانين رياضيين كبيرين كالأهلي والزمالك لا يليق بهما الهروب من المسؤولية الاجتماعية والتربوية تجاه شباب مصر، وعلى "كريمة" الأهلي والزمالك أن تؤدي واجبها الاجتماعي ولا تضيع الفرصة التي لن تتكرر من حيث التوقيت والموضوع وتتقدم بمشروع "كود اخلاقي وتربوي" يجبر المسئولون في الناديين على احترام المكانة والدور والتاريخ.. وقبل كل ذلك احترام وطننا مصر.
-----------------------------
بقلم: أحمد عادل هاشم