26 - 04 - 2024

برلماني مقرب من النظام لـ "المشهد": لا همّ للمعارضة سوى "السيطرة على الحكم بقوة السلاح"

برلماني مقرب من النظام لـ

- الفصائل المدعومة من تركيا تريد دستورًا طائفيًا تقسيميًا
- العمل السياسي الداخلي "يسير بشكل جيد".. وتقدمات عسكرية متواصلة
- التدخل الروسي "واضح ونزيه وشريف".. وواشنطن "سرقت سوريا"
- تركيا أثبتت أنها لا يمكن إلا أن تكون خصمًا حقيقًا للعرب
- دول مناوئة للسلطة عدّلت موقفها مؤخرًا.. ونعمل على صياغة علاقات جديدة

تنظر الحكومة السورية إلى المعارضة باعتبارها معارضات متعددة الولاءات، وهي المسؤولة عن ما جزء كبير مما آلت إليه الأوضاع (سياسيًا وعسكريًا) خلال السنوات التسع الماضية. وعلى النقيض تنظر المعارضة للسلطة على أنها السبب وراء جر سوريا لمستنقع الفوضى والإرهاب واستباحتها بتدخلات خارجية.

في هذا الحوار،  يلقي برلماني وسياسي سوري بارز، الضوء على رؤية النظام السوري لما آلت إليه الأوضاع بعد تسع سنوات من الأزمة، محللًا أبرز الفرص والتحديات التي تقف أمام سوريا، ففي الوقت الذي وصف فيه الوضع السياسي بالمتأزم، فهو يعتقد أن التقدمات العسكرية "إيجابية" بشكل كبير، لاسيما بعد نجاح قوات الجيش العربي السوري في تحرير المزيد من الأراضي، ولم يتبقَ لها سوى إدلب، والتي بعد أن تفرغ منها سوف تتجه إلى مناطق الأكراد.

يقول البرلماني السوري المقرب من الحكومة، شريف شحادة، في حديثه مع "المشهد" عبر الهاتف، في تحليله للوضع الراهن، إن "الأمور ماتزال يُعمل عليها من خلال صياغة دستور جديد لسوريا، ومازال العمل مستمرًا في جنيف على ذلك، لكن هناك عرقلة من المعارضة السورية التي تدعمها تركيا، والتي تريد ألا يحدث تعديل دستوري أو غيره، بل تريد السيطرة على الحكم بقوة السلاح.. سوريا تريد دستوريًا يناسب شعبها، وهم (أي المعارضة) يريدون دستورًا طائفيًا تقسيميًا مناطقيًا، ومن ثم الأمور غير واضحة".

ويلفت شحادة إلى أن "العمل السياسي الداخلي في سوريا حكومة وبرلمانًا، يسير بشكل جيد، وكذلك يتم العمل على صياغة علاقات جديدة مع دول كثيرة وقفت ضد سوريا ودول كثيرة وقفت مع سوريا في تصديها للعدوان العسكري عليها".

أما الأمور العسكرية، فينظر إليها شحادة على أنها "ماتزال تسير بشكل جيد؛فهناك تحرير لمزيد من الأراضي السورية حتى الآن (..) دمشق كانت محاصرة وريف دمشق كان مليئًا بالمجموعات الإرهابية بشكل لا يمكن وصفه، واستطاعت الحكومة بمساعدة القوى الرديفة التي تساندها (إيران وحزب الله وروسيا) طرد هؤلاء من ريف دمشق ثم حلب وصولًا إلى ما نحن عليه الآن في إدلب".

وأضاف البرلماني السوري بأن "التطورات العسكرية أعتقد أنها تسير لمصلحة الحكومة السورية بعد تحرير كثير من الأراضي.. بينما ثمة مشكلة لازلنا نعاني منها لم يفهمها الأكراد السوريون، هي أن جزءًا من الأراضي السورية مُسيطر عليه من قبل الأكراد وهم يريدون بعلاقة ما مع الولايات المتحدة إقامة دويلات طائفية انفصالية في الشمال، وهذا لا يمكن السماح به تحت أي ظرف من الظروف، وأعتقد أن الأكراد سوف يدركون متأخرين أن الولايات المتحدة لا يمكن الاعتماد عليها، وستبيعهم عندما تتم تسوية كبرى مع روسيا"، لافتًا إلى أن الحكومة السورية فتحت الباب للحوار مع الأكراد، والاستماع لمطالبهم بشرط ألا يكون موضوع التقسيم واردًا.

وفنّد السياسي السوري، في معرض حواره مع "المشهد"، الدور الذي لعبته القوى الإقليمية والدولية في الملف السوري خلال التسع سنوات الماضية منذ مارس 2011 وحتى الآن. والبداية مع الدور الروسي، الذي وصفه بأنه "دور بناء وجيد وأسهم كثيرًا في القضاء على المجموعات الإرهابية إلى جانب الجيش العربي السوري.. والموقف الروسي واضح وصريح ونزيه في رفض ما تمليه الولايات المتحدة في مجلس الأمن، واستخدمت روسيا الفيتو مرارًا وتكرارًا إلى جانب الصين، وهو دور لن ينساه الشعب السوري، من الناحيتين السياسية والعسكرية".

واعتبر شحادة أن "الحكومة السورية عندما دعت روسيا لمساعدتها، كان ذلك لأنها تدرك أن العمل الإرهابي سيشمل كل المنطقة وصولًا إلى روسيا نفسها؛ لذلك كان الموقف الروسي موقفًا واضحًا وصريحًا، وأعتقد أن ذلك الموقف دفع المنطقة نحو الخلاص من المجموعات الإرهابية، التي كان همها الوحيد السيطرة على المنطقة وتقسيمها إلى دويلات إسلامية".

أما عن الدور الإيراني في سوريا، فينظر إليه شحادة على أنه "كان واضحًا وصريحًا منذ البداية وحتى الآن، في دعم الحكومة السورية"، مشيرًا إلى أن طهران ساعدت سوريا في إرسال مستشارين عسكريين ودفعت أيضًا بالوضع الاقتصادي السوري نحو الأمام (..) كما دعت تركيا إلى أن تدخل في حوار مع الحكومة السورية، وأنه لا يمكن تقسيم سوريا أو الاعتداء على سيادتها".

وعلى النقيض من ذلك، لعبت تركيا دورًا سلبيًا، يقول عنه شحادة: "لقد أخطأنا سابقًا عندما فتحنا العلاقات مع تركيا، كان يجب علينا أن نعود للتاريخ لندرك أن تركيا دولة استعمارية تريد احتلال مزيد من الأراضي العربية، لاسيما في سوريا والعراق.. تركيا أثبتت أنها لا يمكن إلا أن تكون خصمًا حقيقًا للعرب، ومهددًا للأمن القومي العربي، وهو ما رأيناه في تهديدها لسوريا ومصر وإرسالها المرتزقة إلى ليبيا.. هي من أدخلت السلاح والإرهابيين إلى سوريا، في موقف عدائي للأمة العربية".

وكذلك ينظر البرلماني السوري إلى الدور الأميركي باعتباره "ضد سوريا على طول الخط"، مدللًا على ذلك بأن "الولايات المتحدة اتخذت قرارات عدة في مجلس الأمن ضد سوريا، وتحركت بمساعدة مسلحين من بينهم جبهة النصرة داخل سوريا.. وسرقت النفط والقطن والقمح السوري، وأرسلت سفنها وطائراتها لاستهداف سوريا".

وعربيًا، يعتقد السياسي السوري المقرب من الحكومة، أن هناك دولًا عربيًا لعبت دورًا سلبيًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، ولا تزال تقوم بذلك الدور، ومنها من تراجعت عنه. ويشير إلى أن أكثر الدول العربية التي كان -ومازال- دورها سلبيًا على الإطلاق هي "قطر" التي أقرّت بتمويل المجموعات الإرهابية داخل سوريا بـ 173 مليار دولار. بينما من أهم الدول صاحبة الموقف الجيد إزاء سوريا كانت مصر.

----------------------

شريف شحادة:
صحافي سوري بارز من مواليد العام 1963 عين عضواً بمجلس الشعب في العام 2012 مقرب من الحكومة السورية 







اعلان