شرفت بإدارة ندوة بنقابة الصحفيين مع الزميلة الصحفية نور الهدى زكى بحضور عدد من الشخصيات العامة من علماء اساتذة جامعات ومثقفين ووزراء سابقين ونواب وصحفيين فى مقدمتهم الدكتورة هدى عبد الناصر والدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتور حسام عيسى والدكتور عاصم الدسوقى والاستاذ محمد الخولى وكمال ابوعيطه والنائب احمد طنطاوى والزملاء الصحفيين عبد الحليم قنديل وعبد الله السناوى وايمان رسلان و د. مسعد سيد عويس و مقرر لجنة الشئون العربية والخارجية الزميل محمد  سعد عبد الحفيظ وعدد من اعضاء لجنة الأداء النقابى

موضوع الندوة وضيفها الرئيسى الدكتور على الحفناوى نجل الوطنى الكبير الدكتور مصطفى الحفناوى صاحب الدور والجهد العظيم فى تأميم القناة، حيث عرض د. على كتابه المدعم بالوثائق عن مذكرات والده وخلفيات تأميم قناة السويس .. ومن  اهم ما جاء فى الندوة:

قصة الحفناوى من اقوى قصص الكفاح و القصص الوطنية التى تماثل قصص الجاسوسية ولكن لصالح بلده، فهو الذى كافح من الصغر ليتفوق على أقرانه الأثرياء ويفوز بالمركز الاوال فى كافة مراحل التعليم، ويسافر الى فرنسا ليدرس بالجامعة هناك، وعندما فطن لعدم خروج فرنسا وانجلترا مع انتهاء مدة قناة السويس خاصة مع اعمال التوسعات التى يجرونها فى القناة، وكانوا يجهزون مشروعا لاستمرار هيمنتهم من خلال تدويل القناة وتبعيتها للامم المتحدة وبالتالى عدم عودتها الى مصر، اخذ فى التقرب من مكتبهم بباريس واقناعهم انه يحضر رسالة دكتوراه وظنوا انه سيساعدهم فى خطتهم وما يضمرونه مستقبلا، وكان يختلس بعض المستندات ويخفيها فى بطانة بدلته معرضا نفسه لاشد المخاطر، وتمكن من الحصول على العقد الاصلى للقناة وهو مختلف عن العقد الذى يظهرونه وهو عقد مزور بينما العقد الاصلى ينص على ان قناة السويس شركة مساهمة مصرية ومقرها الاسكندرية وبالتالى قابلة للتأميم.

الحفناوى أسس جريدة عن القناة فطلب منه عبد الناصر اغلاقها وعدم الكلام عن القناة لحين الانتهاء من اتفاقية الجلاء، وبالفعل تم اغلاق الجريدة، واستدعاه عبد الناصر بمنزله لبحث الناحية القانونية.. وقرر عبدالناصر تاميم القناة والاتفاق على تحرك القوات لاغلاق المكاتب مع ذكره فى الخطاب كلمة ديليسبس.. ومن الطريف ان لشركة القناة فرع بجاردن سيتى كان غير معروف للكافة واخبر الحفناوى عبد الناصر ووعده بارسال قوة شرطة، وذهب الحفناوى للمقر ووجد رئيس المقر وزوجته ولم يجد الشرطة فأخبره بالتأميم وثار الرجل ثم جاءت الشرطة لتشميع المقر.

وقال د. على الحفناوى: إن من أول أهداف الحملة الفرنسية قناة السويس بتكليف من نابليون والبحث عن شخصية ليكون مركز الثقل فى مصر وليس اسطنبول لاستكشاف القوى المختلفة العثمانية والمماليك والخلافات الداخلية وله كلمة مسموعة فكان تأييدهم لمجىء محمد على فارسل السفير لاقناع السلطان بتولى محمد على .. ثم جاء ديليسبس وعمل فى شئونه الخاصة واقترب من سعيد  لينفذ مشروع القناة، وعندما اشترى دزرائيلى (اليهودى الصهيونى ) اسهم القناة قال الآن فقط بريطانيا البلد التى لا تغيب عنها الشمس، وما كتبه الحفناوى صدر فى كتاب وقت معاهدة 36 وتمت مصادرة الكتاب وحبسه، وفى عام 1951 طلب النحاس الكتاب، وكانت المشكلة كيفية اخراج 88 الف جندى من منطقة القناة 

ليس مذكرات بل ملحمة وطنية

وهذا مضمون عدد من المداخلات المهمة

- د حسام عيسى: تاريخ مصر الحديث هو تاريخ القناة، وتاريخ القناة هو تاريخ الصراع فى مصر، ودفعت مصر ثمن صراع الفرنسيين والانجليز، كما دفعت وقت عبد الناصر لانها كانت فى الطريق الى البترول.

- الدكتورة هدى عبد الناصر والتى تبذل جهدا وطنيا عظيما لتوثيق فترة حكم والدها الزعيم جمال عبد الناصر اهتمت بالحديث عن توثيق اعمال السخرة واعداد المصريين الذين تعرضوا للتعذيب ولقوا حتفهم فى حفر القناة.. كما اشادت بالكتاب وما به من قصة كفاح وجهد وطنى موثق

- الدكتور عاصم مرزوق استعرض تاريخ الصراع بين الاستعمار والحركة الوطنية فى مصر والتى حمل رايتها اجيال متعاقبة وشخصيات وطنية قدموا اسمى معانى الواجب ومن بينهم الدكتور الحفناوى والرئيس جمال عبد الناصر، وقصة القنال ملحمة تاريخية

- د. على الغتيت : الخديو اسماعيل اعترض على السخرة فى حفر القناة فطالبوه بمبالغ اضافية فزادت المديونية .. وطالب بتعويض عن ما تعرض له المصريون  وضرورة تحريك القضية امام المحاكم الدولية.

- د. عواطف عبد الرحمن: سقطة هيكل فى تجاهل الحفناوى صاحب الجهد والدور الكبير ووصفه بانه محام شاب، علما بأن الاهرام فى هذا الوقت كانت صفحاته مفتوحه، وللاسف كان اهتمام هيكل ببناء امبراطورية لاسمه، وطالبت الدكتور عواطف بتدريس كتاب د الحفناوى فى المدارس الاعدادى والثانوى.

- أيد د على الغتيت ما ذكرته د. عواطف بمثال آخر بأنه نبه هيكل الى ما ذكره من أخطاء قانونية عن حالة فرض خروج الفرنسيين والانجليز من القناة ولكن هيكل لم يستجب للتصحيح رغم اتصاله به وهو ما اضطره لنشر مقال بالاهرام فى 6 مارس 2008

- المفكر القومى محمد الخولى تحدث عن معركة التاميم وتداعياتها وتمكن عبد الناصر من إدخال السوفييت كقوة دولية ثم دول عدم الانحياز.. كما طالب فى ختام كلمته باالتصدى لمحاولات عودة تمثال ديليسبس بمدخل القناة.

- النائب احمد طنطاوى: يوجد قانون مقدم للمجلس من عام 2010 يسمح للقطاع الخاص بالتشغيل والصيانة وغيرها فى اى مرفق من مرافق الدولة، والآن أى شىء قابل للبيع ولو بأسماء مختلفة من خصخصة ومشاركة وغيرها، وأنه سأل مستشارى مجلس الدولة خشية الاستناد لهذا القانون فى نقل تشغيل القناة للقطاع الخاص، فكيف نستطيع تحصين القناة فهى ليست مرفقا بل ضمير الشعب المصرى وجزء من تاريخه وثوابته.

- عبد الحليم قنديل : لقاء الحفناوى بعبد الناصر لقاء وطنيين وقصة الحفناوى تستحق فيلما تسجيليا وهو ما طالب به د مسعد عويس كما طالب بتدريس الكتاب للطلاب وكذلك التصدى لعودة تمثال ديليسبس

- واضافت الزميلة إيمان رسلان مطالبتها بتدريس ايضا لطلاب الجامعات، وان جهود الأفراد تحدث تغييرا ما  وعرضت رسلان لعدد رائع لمجلة المصور فى ذكرى مرور 150 سنة للقناة.

- كمال أبو عيطة: لا بد من التأكيد على الرموز التى اعطت للوطن ولم تحصل على تكريم مناسب ومستحق، وما قامت به نقابة الصحفيين اليوم هو طاقة للنورمثلما كانت من قبل تجمع الوطنيين فى كل القضايا الوطنية، والدولة ليست كراسى وظيفية بل هى مؤسسات من نقابات وأحزاب وإعلام وقضاء وغيرها ، والسخرة لا تتعلق بغياب الاجر بل فى عدم وجود أجر عادل.

اخيرا ما جاء بالندوة  فخر للنقابة وإعادة لاحياء دورها الرائد فى عرض القضايا الوطنية، وهو جهد يستحق كل من تعاون فيه ويحسب لنور الهدى زكى وعلى القماش ومحمد سعد عبد الحفيظ مقرر لجنة الشئون العربية والخارجية وتقديم الندوة بما يليق بمكانها في القاعة الكبرى بالنقابة وهو ما نأمل التعاون فى تكراره فى ندوات وطنية أخرى.
--------------------
بقلم : على القماش