28 - 03 - 2024

محطـــات| يـا طييييييب!!

محطـــات| يـا طييييييب!!

* لـم يكـن التصفيـق الحــاد الذى حظي بـه الدكتـور أحمـد الطيـب، شيـخ الأزهـر الشريف، أثنـاء رده على الدكتـور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعـة القاهـرة، فى المؤتمر العالمى الموسع الذى عقده الأزهر لبحث تجديد الفكر الإسلامى ، لأن الطيب، كما ذهب البعض فى تناولهم للموضوع على مواقع التواصل الإجتماعى "جاب الخشت لمس أكتاف"!!

* فهـذا التصفيـق الحــاد ماهـو إلا " تفريـغ " لحالــة من الكبت السياسى والشعـور بمحاولـة تهميش دور الأزهــر، بعد توغل النظام الحالي فى مؤسسات الدولة، ومحاولته السيطرة على الكثير من الجهات، ورد على حملات التشويـه التى يشنهـا البعض على الأزهـر ورجــال الأزهر، الأمر الذى جعل الحضـور من الأزهريين يـرون فى جرأة رد شيخ الأزهر، اليد التى صفعت نيابـة عنهم من يحـاول أن يقترب من الأزهـر ورجـال الأزهر ليس هـذا وحسب، بـل رأى جمهــور الأزهــر فى كــلام الطيب شفـاء لما يعتمل فى صدورهم!
* فالأزهـر لايريد موظفا يمشى تحت " باط " النظام وينفذ تعليماته، وقد رأى العامة من الأزهريين وغير الأزهريين فى شخص الطيب، مايستحق الإلتفـاف حولـه  كقامـة أزهريـة، فالأزهر يريد رمزا مستقلا يقوده، كما قاده من قبل أئمة أجلاء، كالشيخ محمد بن عبدالله الخراشى، الذى تولى مشيخة الأزهـر بين عامى «1090-1101هـ /1679-1690م»، وكان الحكـام يهابونـه لأنه كان قويــا فى الحق، 
وكان أي ظلـم أو مصيبـة تقع علي أي مصري، يهرع إليه وينادي قائلا " ياخرااااااشى"، فيخرج إليــه ويستمـع إلى شكـواه، ويأتي لــه بحقـه ويرفـع الظلم عنـه، حتى صارت كلمـة " ياخراشى" صرخــة كل مظلــوم
، فمـا أحوجنـا كمصريين وعالم إسلامىإلى من نهرع إليه ونصرخ "يا طيييييب"!
* فالطيب لم يعـد رمــزا دينيـا وحسب، بل صار رجل المواقف، فى زمن نـدر فيــه أن تجــد من يقف لنصـرة الحـق، أللهـم إلا من تجــده يقف فى إنتظـار مواصلة تقله إلى حيث يتجه فى موقف الميكروباص!
* هـذا الإلتفـاف يمكن إستثمـاره فى تجديد الفكر الإسلامى، بترك مساحة للأزهر يقود فيها حملة التجديد، بدلا من تركها للإعلاميين ودعاة الحداثة بعد أن ثبت أنه لايُفتى والأزهر فى مصر!
* الفرصـة الآن مواتيـة لأن يضـع النظـام يـده فى يــد الأزهر على طريقة "الشعب والشرطـة إيـد واحـدة فى مواجـة الإرهـاب" ، بصيغة "النظام والأزهر إيد واحدة فى مواجهة الفكر الظلامي"!

ــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
 

مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف





اعلان