26 - 04 - 2024

عائدون إلى الجحيم: رصاص ليبيا أرحم من جوع مصر

عائدون إلى الجحيم: رصاص ليبيا أرحم من جوع مصر

مصريون يصرون على الفرار من رفع الدعم وغلاء الأسعار

مواطنون: نتوقع رجعونا فى "كفن".. و"لقمة العيش عايزة كده"

عمرو: "هقعد هنا هموت من الجوع هروح ليبيا هموت بالرصاص"

جمعة: "لو الحياة فى ليبيا صعبة مش هتكون أصعب من مصر"

مبيض محارة: "كان عندى متعلقات.. وفى مصر ليس لدى شئ"

تحول حلم العمال المصريين في ليبيا من مجرد سعي إلي الرزق إلى واقع مؤلم فرض عليهم جبرًا، في ظل الأجواء المتقلبة التي تمر بها البلدين من إنفلات أمني واسع في ليبيا، وضيق للرزق في مصر، وقلة الحيلة في توفير قوت اليوم الذي اعتبره كثيرون منهم أشد قسوة من الرعب الذي يلاقونه في ليبيا يوميًا،..

وليبيا التي يلجأ اليها المصريون بحثا عن تأمين مستقبل أولادهم وما يحدث يوميًا من اشتباكات مسلحة بين المليشيات المتناحرة دفع مجموعات من المصريين للهرب من جحيم الحرب هناك، لكن على الزاوية الأخرى من الرؤية رصدنا إصرار قطاعات عريضة من المصريين على البقاء في ليبيا رغم ظروف الحالكة هناك،

يروى جمعة رجب حسن، 28 عامًا، المنيا، أحد العائدين من ليبيا مع ما يقرب من 50 مواطن آخر: "أنا بقالي 10 سنين بسافر ليبيا، أعرف ناس كتير هناك أكتر من  المصريين، علاقتي بهم تعدت نطاق العمل، وما نعاني منه نحن من ويلات الإنفلات الأمني هم أيضا يعانون منه، ووجودي بين أعداد كبيرة من المصريين في ليبيا في منطقة محددة لنا في أحواش خاصة بنا، تجعلنا في مأمن عن الإنفلات بعض الشئ، وليس في أمان تام، حيث أن مجرد السير في شوارع ليبيا المفتوحة يعد خطرًا شديدًا، ولكن - قضا أخف من قضا".

ويؤكد أكثر من 50 مواطن من قرية قفادة، المنيا، والتى يعمل أهلها بمهنة النجارة وحدادة المسلح، وبعض المهن التى دائما ما تكون مطلوبة فى ليبيا، أنهم يعدون أنفسهم للسفر رة أخرى إلى ليبيا رغم الظروف الأمنية هناك، بالرغم من احتمالية رجوعهم إلى  مصر فى كفن، حسب وصفهم، مبررين ذلك بأن "لقمة العيش عايزة كدة".

"قضا أخف من قضا" قالها عمرو محمد محمد، 25 سنة، فى مستهل حديثه عن تجربته  في ليبيا،  والتي يستعد للعودة إليها قائلا: "هقعد هنا هموت من الجوع هروح ليبيا هموت بالرصاص"، مؤكدا أنه لا يستطيع توفير قوت يومه هو وأسرته، مشيرًا إلى أن مستقبله متوقف على العودة إلى ليبيا، لتوفير المال له ولأسرته.

وعن كيفية العودة من ليبيا فى ظل الأحداث الحالية التى تشهدها البلاد من حرب داخلية بين أطراف مسلحة،: "استقل جمعة السيارة ومعه 10 أفرد شاهدوا الموت والعذاب على آيدى الجماعات المسلحة، بعد أخذ جميع أغراضهم واموالهم، عبر البوابات الوهمية المنتشرة على طول الطريق، ويقودها جماعات مسلحة فى زى عسكرى يجمعون متعلقات المصريين بالقوة".

وتابع جمعة: "حياتى في مصر تتوقف تمامًا بعد نفاذ ما جمعه خلال رحلته الأخيرة إلى ليبيا"، مشيرًا إلى أن التفكير فى العودة من جديد إلى ليبيا، لا تستغرق أكثر من 6 شهور فى مصر، مؤكدا: "لو الحياة فى ليبيا صعبة مش هتكون أصعب من مصر".

وعن سبب الإصرار فى العودة مرة أخرى إلى ليبيا، يقول: " أنا شاب عندى 28 سنة بدون عمل ولا مورد رزق، وهو حال عدد كبير من الشباب فى مصر، عاطلين، ومنهم من يريد الزواج وآخرين لديهم آسر، ولكن دون قوت يومى يغطى مصاريف الأسرة، لذلك فضلت الذهاب إلى جحيم ورصاص ليبيا، أحسن ما أموت من الجوع هنا".

من أجل مستقبل أفضل لابناءه، ومعيشة تليق بأسرته، سافر محمود توفيق، مبيض محارة، إلى ليبيا، من أجل الرزق الأوسع، ولكن مع حد الاشتباكات هناك قرر العودة إلى مصر، ومع تدنى ظروفه المادية بعد مكوثه أكثر عدة شهور فى مصر، قام بنقل أولاده إلى مدارس حكومية بدلًا من الخاصة، وقرر العودة من جديد إلى ليبيا ومواجهة الرصاص، من اجل حياة أفضل لابناءه وللهروب من "أزمة الوقود، والزحام، وغلاء الأسعار، والبطالة.. وغيرها".

وأضاف "توفيق" متهكمًا : "بالرغم من الإستيلاء علي كل متعلقاتي خلال مروري من مدينة بنى غازى إلى مطار البرقة، والتى تعد أكبر المدن التى شهدت أعمال عنف وتخريب من الجماعات المسلحة، ولكن الذي ساعدني في العودة إلي مصر رجل ليبي قام بحجر تذكر الطيارة على حسابه الخاص، وهو ما يؤكد أن قرار عودتي إلى ليبيا صحيح"، على الأقل كان لدي متعلقات، أما الآن ليس لدى أى شئ في مصر"، موضحا أن المصري دائما حقوقه مهدرة وضائعة.

وأكد توفيق أنه فى ظل غياب دور القنصلية المصرية وعدم القدرة على إعادة المصريين الذين ماتوا، يظهر مدى تاكسل المسئولين واستهتارهم بالمواطن المصرى، مشيرا إلى أنه تعرض للذل والمهانة على آيدى الجماعات الإرهابية بداية من خروجه من بنى غازى مرورًا بمطار البرق، بعد حبسه وتخييره، بين الموت  بالسكين أو ضربًا بالرصاص أو الشنق، وكان ذلك فى أحد البوبات الوهمية بين مدينة بنى غازى ومطار البرق.






اعلان