أكد الدكتور محمد عبد السلام راشد، عميد معهد التعاون الزراعى بجامعة عين شمس، أن مشاكل الشباب يجب أن تحل بحنكة الأب وليس بالعقاب، وأكد أن حظر النقاب بالجامعات عديم الفائدة ويشغل الناس بلا مبرر، مطالبا الاهتمام بجوهر التعليم وليس بأموره الهامشية لأنه أساس كل تقدم.

والدكتور عبد السلام راشد أستاذ الوراثة الجزئية بكلية الزراعة في جامعة عين شمس، وقام بنشر العديد من الأبحاث العلمية فى مجال تخصصه، كما شغل منصب رئيس قسم الوراثة، وهو مستشار لهيئة الثروة السمكية، وعضو فى لجان الترقيات بمركز البحوث الزراعية،وأيضاً في المجلس الأعلي للجامعات. وهذا حوار خاص أجرته معه "المشهد"

* بداية ماهي الصعوبات التى تواجهك مع الطلاب داخل معهد التعاون الزراعى؟

- جميع المشاكل من السهل السيطرة عليها، لكن المشاكل الإدارية هى التى تغل يد المسؤول في إتخاذ أى قرار،وإذا عدنا لتاريخ هذا المعهد، سنكتشف انه تاريخ عريق ناصع البياض، فقد كان أساس تطوير الزراعة فى مصر، وعندما بدأ كانت الدراسة فيه باللغة الإنجليزية.

 المشاكل بسبب عدم وجود تنسيق، فعلى سبيل المثال أول ماشغلت منصب عميد المعهد واجهتنى مشكلة فى المديونات وببساطة شديدة قمت بحلها عن طريق الجدولة بترتيب ونظام، وذلك بمساعدة العاملين معى وهذا مانحتاجه. والمشكلة الحقيقية والرئيسية في أي مؤسسة تعليمية تكون مع الشباب لكنني أعامل الجميع كأولادى، وباب مكتبي مفتوح فى أى وقت لأي طالب.

* ماتعقيبك على من يقول أن إمتحانات جامعة عين شمس تكون أصعب من أى جامعة أخرى؟

- هذا الكلام غير مضبوط إطلاقاً، لكن جامعة عين شمس بها إنضباط فى التدريس، فلا يستطيع عضو هيئة تدريس التغيب عن محاضرته، تحدث المشكلة الحقيقية للطلاب بسبب غيابهم عن المحاضرات، وبالتالي إذا تضمن الامتحان سؤالا من داخل المحاضرة التي لم يحضرها، يقول ان الإمتحان صعب، ويكون الرد كيف يحصل زميل له على الإمتياز؟ بالتأكيد كان منضبطاً فى حضور المحاضرات.

 * هناك مشاكل فى جميع الجامعات سواء الحكومية أو الخاصة، وهناك بعض الجامعات أصبح فيها اتجار طلاب بالمخدرات وتعاطيها شيء عادى، فهل صادفتك حالات كهذه؟

- موضوع المخدرات منتشر، ولا أستطيع أن أنكر هذا، ولكن اذا تم التعامل فيه بحنكة الأب انتهت المشكلة، فعلى سبيل المثال العام الماضى تم عرض أكثر من 100 مجلس تأديب لطلاب يقومون بالتعاطي، ومنهم من يقوم بالاتجار، واذا طبقت القانون عليهم فسيكون الجزاء هو الفصل نهائياً، لكن اذا  حدث وقمت بفصله يمكن أن يتحول إلى شخص مجرم.

لذا أتعامل كأب، وأقوم بإستدعائه والجلوس معه بدل المرة ثلاث مرات، وبالفعل بيستجيب الطالب وهذا العام تكاد الحالات التى تم عرضها علي فى مجالس التأديب تكون نادرة، مجرد واحد أو أثنين فقط بعد استخدام أسلوب النصح.

كانت هناك حالات صارخة لفتيات يخفين مخدرات داخل حقائبهن، واذا قام أحد أفراد الأمن بتفتيشها تدعي الطالبة انه يتم التحرش بها، لذلك قمت بأخذ أسمائهن وتحدثت معهن وقلت إذا لم تقمن بحل تلك المشكلة بأنفسكم سيكون حلى لها فصلكن نهائياً من المعهد، وبالفعل إستجبن وأصبحت بعضهن من أفضل الطالبات بالمعهد.

 مشكلة هذا الجيل تتلخص فى التعليم، لو كان التعليم جيدا منذ الصغر حتى النهاية فكل مشاكل هذا الجيل ستنتهى،ومشكلة التعليم فى مصر لها أسباب مادية، بمعنى لايجوز أن يعطي المدرس دروسا خصوصية فإذا قام بذلك أصبح لايوجد تعليم، والمعالجة لابد أن تأتى من الدولة حتى تنشيء جيلا يستطيع الإرتقاء بنفسه وبالمجتمع، فإذا قمنا بالقضاء على الدروس الخصوصية سنعمل على حل مشكلة التعليم ونقوم بإخراج جيل رائع.

* فى الفترة الأخيرة قام البرلمان بمناقشة وإخراج قوانين خاصة بالجامعات المصرية كيف ترى ذلك؟

- قبل اتخاذ أى قرار أو مناقشة تشريع في البرلمان يجب أن يعرض أولاً على العمداء ورؤساء الأقسام بالجامعات، ومع الأسف هذا لا يحدث فى جميع الحالات، فلا يعقل ان تتم مناقشة ارتداء شاب لبنطلون مقطع داخل البرلمان، واذا تحدثت عن رأىى الشخصي لا أمانع أن يرتدى الطالب مايشاء ، شريطة أن تكون لديه أخلاق، أيضاً مشكلة النقاب، أرى اننا نشغل أنفسنا بأشياء تافهه، نقوم بمحاربة النقاب ونترك من يخرجون شبه عراه ولا نقوم بمحاسبتهم، كل ذلك حرية شخصية،وهناك قضايا أهم من مناقشة النقاب والبنطلون المقطع، وفى النهاية القضاء قال كلمته بخصوص إرتداء النقاب وقراره يحترم ويتم تطبيقه.
------------------------
حوار- بسمة رمضان