21 - 07 - 2025

مدرجات "خاوية".. ومنافسة "غائبة".. وقوانين بـ"الألوان".. الكرة المصرية في "خبر كان"

مدرجات

- غياب الجماهير وراء خسارة البطولات القارية
- مسابقة "البطل الأوحد" لا تفرز لاعبين جيدين
- اللوائح المنظمة في خدمة قطبي الكرة المصرية
- المنتخب والبطولات الأفريقية وراء عدم انتظام المسابقة
- تضارب المصالح و"السبوبة" وراء فشل اتحاد الكرة

لأسباب مختلفة، مُنعت جماهير الكرة في مصر، منذ ما يقرب من ثماني سنوات، من الدخول إلى الملاعب، من بينها إثارة الشغب في المدرجات، بالإضافة لخدش الحياء بترديد الألفاظ الخارجة، كما تعد تهمة التعصب، أبرز الاتهامات التي تواجهها جماهير الكرة المصرية.

والنتيجة، ملاعب يظهر فيها اللاعبون مثل الأشباح، لا صوت يعلو على أصواتهم، مباريات تجري بدون حماس، يتنافسون من أجل لاشيء. ولعل أبرز السلبيات التي صاحبت غياب الجماهير عن الملاعب، النتائج السلبية التي لحقت بالمنتخبات والأندية المصرية عند أداء مباريات خارج الديار، خلال السنوات الأخيرة، خاصة عند مواجهة منافس يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، وهنا تتملك الرهبة اللاعبين.

أحمد حسن قائد منتخب مصرالسابق، يرى أن الفوز بالمباريات خارج الديار يحتاج إلى مقومات عديدة، من بينها القدرة على تحمل الضغوط ومواجهة جماهير الخصم، وهو ما يغيب عن الجيل الحالي، الذي لم يعتد اللعب أمام أعداد كبيرة من الجماهير، والتعرض لضغوط الآلاف منهم. كما أن الحماس والأداء القوي مستمد دائما من الجماهير.

ويشير حسن، إلى أن شخصية اللاعبين، يتم بناؤها بالضغوط التي يتم التعرض إليها من الجماهير، سواء كانت إيجابية أو سلبية، من خلال هتافات جماهير ناديه أو المنافس، متابعًا: مع الاعتياد على التعرض لتلك الضغوط، يصبح الأمر ليس غريبًا عن اللاعب، وتنمو عقليته، ولكن في ظل غياب الجمهور، يظل أمر تحقيق بطولات على المستوى القاري، معقدًا.

لوائح بـ"الألوان"

مع بداية الموسم الحالي استبشر الكثيرون خيرًا، في انتظام جدول الدوري الممتاز، خاصة وأنه من المفترض أنه يتم إداراته بضمانة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي عين مجلسا مؤقتا يدير شؤون اللعبة في مصر، حتى انتخاب أخر، ولكن ليس الأمر دائما كما يتمنى المتابعون، فالأسباب التي تجعل حلم انتظام الدوري مستحيلا عديدة:

في الدوريات الأخرى الناجحة، يتم وضع الأهداف المراد تحقيقها،وفقًا لمخطط وضعه مختصون وخبراء، تلقوا الدراسة والخبرات اللازمة ليتحملواالمسؤولية.. لن نذهب لسنوات بعيدة، فالموسم الحالي، شهد تأجيل أكثر من مباراة مع بداية الدوري، لعل أبرزها مباراة القمة بين الأهلي والزمالك، وأخرها مباراتي أنبي والمصري، دون أسباب ملموسة، تم وضع أسباب التأجيل في القوالب المعتادة، مثل الدواعي الأمنية، وضغط المباريات وتضاربها مع البطولة الأفريقية للأندية،

المتابعون للكرة المصرية، يعلمون جيدًا مدى تحكم الألوان في إدارة اللعبة الشعبية الأولى في مصر، ما بين الأحمر والأبيض، يتم توجيه اللوائح، بعكس ما يتم في جميع الدوريات الأخرى، أمام النظام والقانون لا فرق بين ناد وآخر، ولا توجد مبررات للمساس بنظام المسابقة.

من أجل أفريقيا

في مصر لن تجد أي مسؤول على دراية بمواعيد بطولة كأس مصر، متى تبدأ ومتى تنتهي،وبالرغم من قيد 30 لاعبًا في قائمة كل فريق، إلا أن أغلب الأندية ترفض أداء البطولة بدون الدوليين.. 

التخبط ومخالفة نظام المسابقة، لا يقتصر فقط على الانتماءات، ولا البطولات الأفريقية، كذلك يظل المنتخب الوطني أزمة مكررة وراء تأجيل المسابقة، فبالرغم من تحديد مواعيد لبطولة أفريقيا وكأس العالم، وفقًا للأجندة الدولية، التي يضعها الاتحاد الدولي قبل بداية الموسم، تجد المدير الفني للمنتخب يطالب بمعكسر للمنتخب يتراوح من أسبوع إلى شهر، وبالتالي تأجيل 3 أو 4 أسابيع في الدوري.

دوري بدون منافسة

الموسم الحالي (2019/2020)، وبعد مرور 12 أسبوعا فقط، يتحدث الجميع عن حسم لقب الدوري للنادي الأهلي.. يحدث ذلك في مصر فقط، تجد ناديا واحدا يحصل على بطولة الدوري دائما وأبدًا، سواء كان مستواه الفني قويا، أو ضعيفا، في الدوري المصري لكرة القدم، ستجد أحد الأندية حصد بطولات تزيد على كل البطولات التي حققتها باقي الفرق المصرية مجتمعة، بما فيها التي تلعب حاليًا بالدوري الممتاز، والتي هبطت لدوري المظاليم.

خلال مسيرته حقق النادي الأهلي،85 بطولة محلية مابين الدوري وكأس مصر، وكأس السوبر المحلى، فيماحققت باقي الأندية مجتمعة بما فيهم المنافس الأقرب الزمالك 75 بطولة متنوعة.

"السبوبة" تحكم

لن تجد في أغلب تلك الدول مجالس إدارات الاتحادات والأندية، يعملون في وسائل الإعلام، ينتقدون أخطاءهم، ويهاجمون أنفسهم، وكذلك يضعون الحلول للمسؤولين، وهم في الحقيقة يحدثون أنفسهم.

في الصباح نائب رئيس اتحاد الكرة، وفي المساء ناقد ومذيع رياضي، يخالف اللوائح نهارًا، وينتقدها ليلًا، الأمر لا يقتصر على المناصب العليا، فأغلب أعضاء المجلس السابق لاتحاد الكرة، كانوا يجمعون بين منصبهم في إدارة الكرة المصرية، وانتقادها في البرامج الرياضية سواء على الفضائيات، أو الردايو، وكذلك الصحافة.

كان البعض يظن أن استقالة اتحاد الكرة السابق، ستكون بداية لانتفاضة رياضية ضد الجمع بين المناصب، وتضارب المصالح، إلا أن الإعلامي ومقدم البرامج الرياضية ونائب رئيس اتحاد الكرة المقال، أحمدشوبير، أعلن عن نيته خوض انتخابات اتحاد الكرة على منصب الرئيس.. ويبقى السؤال هل سيترك أي شخص ينتوي تولي المسؤولية منصبا آخر يتضارب مع المسؤولية التي يتولاها؟.

والنتيجة..

جميع تلك الأسباب، وغيرها، كانت سببًا في تراجع مستوى الكرة المصرية، وغياب التهافت الجماهيري عليها، وتحديدًا العالم الخارجي، سواء عربيًا أو عالميًا.

"الدوري لم يفرز لاعبا دوليا جديدا".. هكذا لخص حسام البدري المدير الفني للمنتخب الوطني، رؤيته لمسابقة الدوري المصري، الذي يجمع 18 فريقًا، كل منها يمتلك 30 لاعبا، كما آبدى قلقه من عدم توافر لاعبين في مراكز مختلفة يحتاجها المنتخب.

الناقد الرياضي كمال محمود، تساءل بدوره عن الكيفية التي يمكن من خلالها أن تأتي بعناصر جيدة تفيد المنتخب الوطني، في ظل مسابقة الدوري التي وصفها بـ"الضعيفة"، ولايفرز لاعبًا صالحًا لارتداء قميص المنتخب إلا نادرًا.

"لا لوم على مدرب المنتخب لأنه مظلوم بسبب أن الدوري، لا يستطيع إخراج لاعبين جيدين ومؤثرين يمكنهم إفادة المنتخب".. هكذا يرى أسامة نبيه، المدرب المساعد للمنتخب الوطني السابق، مشيرًا إلى أن الأسباب عديدة، لعل أبرزها، غياب الجماهير، وعدم انتظام المسابقة.

وعن الأسباب التي أظهرت النادي الأهلي بمستوى ضعيف في بطولة أفريقيا، جعله مهددًا بالخروج من دور المجموعات، مقارنة بالمستوى القوي الذي يظهر به في الدوري المصري، يرى المديرالفني للنادي الأهلى، رينيه فايلر، أنه لايمكن مقارنة الدوري المصري، ببطولة أبطال أفريقيا، التي تشهد منافسة قوية من أقوى الأندية في القارة، بعكس المسابقة المحلية.

عزوف متوقع

ومن خلال مدرجات مواقع التواصل الاجتماعي، يرى حساب يحمل اسم "أبو علي"، أنه خلال وقت ليس بالكثير، لن يكون هناك جمهور "زملكاوي وأهلاوي"، بل سيتحول الأمر إلى "ليفربولي، برشلوني، ومدريدي".

ويتفق معه عدد من رواد موقع "تويتر"، على أن مصر أصبحت لا تمارس كرة قدم حقيقية، مثل مايرونه في الدول الأخرى، وأقربها العربية مثل تونس والمغرب، مبررين ذلك، بأن ما يروه حاليًا: " لاهو دوري، ولا دي كرة".
---------------------
تقرير - محمود عدوي
من المشهد الأسبوعي