أهم نصيحة لشباب المحامين تعلمتها من خلال رحلة طويلة مع القانون، أن خسارة جوله للمحامى الشاب لا تعنى خسارة المعركه أبدا.
بشكل عام، من المؤكد وجود رغبه لدى المحامى فى اختصار الوقت للوصول إلى الحقيقة، ولكن من الوارد أن يصادف بعض العثرات تتيجة نقص الخبرة، فخساره المحامى لجولة تضعه فى أحد خيارين: - إما اليأس، أو أن يتعامل من منطلق أن السهم يرجع إلى الوراء لينطلق.. ومن المؤكد أن توافر عنصر الخبرة سوف يؤدى إلى تفادى هذه العثرات بقدر الامكان.
كما أن هناك نصيحة أخرى لا تقل أهمية عن النصيحة الأولى، على المحامى الاهتمام بجميع القضايا بمقدار متساو، فكل شخص قضيته تعنى بالنسبة له مسألة حياة أو موت، ولذلك.. طالما ارتضى المحامي قبول قضية معينة، فعليه تحمل المسئولية كاملة، فجميع القضايا يجب أن تكون أمامه سواسية، سواء كانت لغنى أو فقير ، جناية كانت أو جنحة، قضية أسرة أو سبا وقذفا، أو اى قضية أخرى، إذ يجب ان تكون جميع القضايا أمامه على نفس الأهمية، وأن يعلم يقينا أن كل قضية مهمة لصاحبها.
والنصيحة الأهم على الإطلاق هى القراءة، لأنى للأسف.. لاحظت أن شباب المحامين يلجأون فى الوقت الحالى للطريق الأسهل، وهو أن يسأل دون بحث أو اطلاع، فى حين أن أبجديات نجاح المحامى واختلافه عن غيره، البحث والاطلاع والقراءة.. وهذا ما تعلمته أثناء عملى بالقضاء، حيث تربيت على أنه حتى أكبر وأعظم القضاة يقرأون يوميا، من بداية حياتهم المهنية حتى نهايتها، فالمحامى يستقطع من وقته الشخصى في القراءة ليوفر وقت موكله فى المحكمة.
-------------------
بقلم: المستشار هيثم عباس*
* مستشار بمحكمة الإستئناف سابقآ والمحامى بالنقض والإداريه العليا حاليآ