في اطار نموذج محاكاة منتدي شباب العالم للإتحاد من اجل المتوسط، قال الباحث الإقتصادي محمد محمود عبد الرحيم، ان الإتحاد من أجل المتوسط هو منظمة حكومية دولية تضم 43 بلداً من أوروبا وحوض البحر المتوسط، وتم تدشين الاتحاد في يوليو 2008 في باريس في قمة عقدت من أجل المتوسط بهدف تعزيز الشراكة الأورومتوسطية التي تبلورت في اعلان للشراكة بين دول حوض البحر المتوسط عام 1995 و اللغات الرسمية للاتحاد هي الإنجليزية والعربية والفرنسية
واضاف ان إعلان برشلونة 1995 قائم علي عدة عناصر مشتركة الحوار السياسي والأمني من أجل إقامة منطقة مشتركة للسلام والاستقرارو الشراكة الاقتصادية والمالية والإنشاء التدريجي لمنطقة تجارة حرة، من أجل إقامة ازدهار مشترك ودعم عملية التحول الاقتصادي في الدول المشاركة الشراكة الاجتماعية والثقافية والبشرية لتشجيع التفاهم بين الشعوب والثقافات، واحتفل الشركاء بالعقد الأول للشراكة في 2005 في مدينة برشلونة، وأقروا خطة عمل للسّنوات الخمس القادمة
وأكد انه في شهر نوفمبر 2008، عقد اجتماع وزاري في مرسيليا وانبثق منه اتفاق على جعل مقر الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة وفي الفترة الممتدة بين عامي 2008 و2012، اضطلعت فرنسا ومصر بالرئاسة المشتركة للاتحاد من أجل المتوسط.
و بالنسبة لمصر الاتحاد هو امتداد طبيعي وجغرافي وحضاري لمصر وحلقة وصل مهمة في تعامل مصر مع الاتحاد الاوروبي حيث يعد نقطة التقاء واتصال حضاري حيث يعد حوض البحر المتوسط من المناطق الاكثر اثراء حضاري في العالم من حيث التنوع الحضاري والثقافي وجود دول تمثل الحضارة العربية والاسلامية والاوروبية ودول في القارة الافريقية والاسيوية والاوروبية اقتصادياً الاتحاد يضم دول الاتحاد الاوروبي ودول من الاتحاد الافريقي وهو ما يشكل خطوة هامة نحو التنسيق بين بلدن دول حوض البحر المتوسط
واستطرد قائلآ:" يمكن لمصر أن تستفيد من خلال الصّندوق الائتماني الأوروبي للطّوارئ من أجل وبالفعل حصلت مصر علي قرض من أجل الأسباب الجذرية للهجرة غير المشروعة والنازحين فى منطقة شمال أفريقيا، بتكلفة إجمالية 63 مليونا و 600 ألف يورو وبصورة عامة تم رصد مبلغ 807 مليون يورو في إطار نافذة شمال افريقيا
كما أن هناك مشروع الانتقال الطّاقي المخوّل للتّخفيف في المنطقة المتوسطيّة لتقديم أفضل الممارسات لترشيد استعمال الانظمة الصناعية ذات الاستهلاك الطّاقي الكبير من خلال المساهمة في تحسين أمن الامداد بالطّاقة ودفع أنشطة التّخفيف من مفعول تغيّر المناخ والنّهوض بمصادر الطّاقة المتجدّدة وكفاءة الطّاقة" .
كما يمكن لدول الاتحاد الافريقي ومصر الاستفادة من آلية الشراكة وسياسة الجوارالقدر الأكبر من المساعدات التقنية والمالية، فيما يوفر البنك الأوروبي للاستثمار القروض عبر آلية الاستثمار الأورومتوسطية إضافة إلى المعونات التي تقدمها البلدان الأعضاء على الصعيد الثنائي كما يمكن تنسيق كافة القضايا السياسية والاقتصادية بين الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي من خلال الشراكة المتوسطية .
كما يمكن أن تستفيد مصر من التنسيق بقضايا تغير المناخ والتي تهدد الاسكندرية والدلتا كما يمكن ايجاد حلول والعمل علي المحافظة البيئية والبيولوجية في البحر المتوسط في اطار المفوضية الأوروبية حيث اطلق الاتحاد الاوروبي ما يُعرف بـ”الصفقة الأوروبية الخضراء”، وهي عبارة عن مقترحات للدول الأعضاء للتصدي للتغير المناخي والتوصل إلى اقتصاد خال من الكربون بحلول 2050 وفي هذا الاطار قام الاتحاد من أجل المتوسط بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة باعداد دراسة، قامت بها مجموعة من العلماء من المنطقة، حول مدى تأثر حوض البحر الأبيض المتوسط بآثار تغير المناخ، والتي أكدت الدراسة أن منطقة المتوسط هي أكثر مناطق العالم تأثرًا بعد القطب الشمالي بظاهرة الاحتباس الحراري، كما يتضح من مجمل الدراسة أنه ما لم تُتخذ دول المنطقة الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والتوافق على عدم زيادة درجات الحرارة بأكثر من 1.5 درجة، فسيكون هناك عدة آثار ومن ضمنها إمكانية ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل يؤثر على كل المدن الساحلية المطلة على البحر المتوسط.
و الاتحاد الاوروبي يهتم بالشراكة المتوسطية من أجل معالجة مسألة الهجرة الغير شرعية من خلال إستراتيجية طموحة تأخذ في الاعتبار فوائد الهجرة لكافة الشركاء على تأمين خدمات التعليم الأساسي وتعميمها، والتعاون مع الشركاء من أجل الارتقاء بمستوى التعليم والصحة
