26 - 04 - 2024

آخرهن هالة فاخر وصابرين .. قصة 15 فنانة مع الحجاب، لماذا ارتدينه ولم خلعنه؟

 آخرهن هالة فاخر وصابرين .. قصة 15 فنانة مع الحجاب، لماذا ارتدينه ولم خلعنه؟

أسباب متباينة بينها المرض وزلزال 92 وفيديوهات مسيئة
- وليد هندي : جهات تمول من أجل سرقة الريادة والقضاء علي القوي الناعمة 
- علاء الغندور: تراكمات نفسية وتجارب حياتية تختلف من شخص لأخر
- جمال فرويز: خطة ممنهجة لتدمير الهوية المصرية لكنها لم تفلح
- هالة منصور: خطة دعائية أو ترويجية للبقاء في بؤرة الضوء 
- أحمد سعد الدين:الفنانة شادية هي الأفضل والفن متجدد ومستمر ولن يتوقف علي أحد
- سامي أيوب: من يحيد عن الطريق الصحيح هو الخاسر         

ارتداء الفنانات للحجاب ثم خلعه، واعتزال بعضهن قبل أن يعدن مرة أخرى أحدث جدلا شعبيا بين مؤيد ومعارض، فما هي دوافع الفنانات للحجاب وهل كانت هناك جهات ترعي هذه الظاهرة وتقدم لهن امتيازات للتعويض عن الشهرة وأموال الفن؟ وهل خسر الفن بحجاب الفنانات أم هن اللاتي خسرن؟ وهل أدي حجاب الفنانات إلي انتشار الحجاب في المجتمع باعتبارهن قدوة؟

أسئلة تحاول المشهد الإجابة عنها 

بعضهن قرر ارتداء الحجاب، وبينهن من اختارت البعد عن الأضواء بعد ارتدائه وأخريات استكملن أعمالهن الفنية سواء فى الغناء أو التمثيل دون أن يمثل الحجاب عائقا.

من النجمات من لم يلتزمن بقرار الحجاب طويلاً، ليعدن من جديد بعد خلعه في جرأة شديدة، باعتباره كان عائقا لظهورهن على شاشات التليفزيون وتحت الأضواء.

هجوم شديد تعرضت له النجمتان شهيرة وسهير رمزي، اللتين أكدتا وقت إرتداء الحجاب في تسيعينات القرن الماضي، أنه لا رجوع عن القرار، وأن كلاً منهما ستعتزل الفن نهائياً. نفس الأمر حدث مع النجمة هالة فاخر التي ظهرت مؤخرا بفستان مكشوف الصدر!

شهيرة، زوجة الفنان محمود ياسين التي اعتزلت عام 1992، عادت لتثير الجدل عام 2013، لدى ظهورها بقبعة حمراء تظهر عن أجزاء من شعرها، وإن نفت وقتها خلع الحجاب، غير أنها ظهرت، بدون حجاب في عزاء الفنانة كريمة مختار، التي رحلت في 12 يناير الماضي.

رغم خلع الحجاب كانت شهيرة الأكثر صموداً أمام قرار اعتزالها، وبدأت تظهر مؤخرا دون حجاب والتقطت صورة لها بأحد الاحتفالات الخيرية.

سهير رمزي 

كانت سهير رمزي، الأقل صبراً في الاستمرار على قرار الاعتزال عقب الحجاب، فظهرت به فنياً لأول مرة في مسلسل "حبيب الروح" وأعقبه "قصر العشاق" وكان عدم نجاح العملين وراء تراجعها مرة أخرى عن قرار العودة للتمثيل.

لم تصمد أيضا في الاستمرار بالحجاب فظهرت في أكثر من مناسبة دون غطاء رأسها، ثم ظهرت بشكل رسمي مع شهيرة في حفل خيري، وتم التقاط صور مع مصمم الأزياء هاني البحيري وتسريبها بعد ذلك لتثير كثيراً من علامات الاستفهام لدى الجمهور، وقامت شهيرة بالتبرير نيابة عنها قائلة "كنا في حفل خيري للنساء فقط"

صابرين

مؤخرا ظهرت الممثلة صابرين (52 عاما) عبر حسابها على "إنستجرام" بخصلات شعر صبغته بالأصفر الفاتح، دون مكياج تماما. لكنها واجهت كثيرا من ردود الفعل السلبية، وقليل من الأصوات طالبت بالهدوء.

صابرين خلعت الحجاب بعد نحو 18 عاما من ارتدائه، يبدو الأمر عاديا، ونابعا من قرار شخصي اتخذته فنانة محبوبة ومهدت له كثيرا بطرق شتى، فلماذا كل هذه الضجة، ولماذا يتكرر نفس السيناريو مع تخلي كل فنانة عن الحجاب، رغم تعدد الحالات في السنوات الثلاث الأخيرة؟ 

صابرين التي كررت قصة ارتداء الحجاب وخلعه، شبيهة بأغلب زميلاتها مثل سهير رمزي وشهيرة وعبير صبري وشاهيناز وحلا شيحة وغادة عادل، وكثيرات غيرهن، حجاب واعتزال للعمل الفني، ثم عودة تدريجية للأضواء والبدء في تقديم أعمال فنية بالحجاب، ثم خلعه نهائيا.

تصر صابرين على أنها كانت محتشمة وليست محجبة، وكثيرا ماظهرت مرتدية غطاء رأس بسيط يظهر أغلب شعرها، كما تفرّدت بفكرة الشعر المستعار، حيث كانت ترتديه في أغلب أعمالها الفنية، وسط استهجان كثيرين ولكنها تمسكت بقرارها، وها هي تخلعه بشكل كامل ولن تعود بحاجة إلى "الباروكة" في أدوارها، ولكن الانتقادات تتوالى لدرجة أنها أطلت باكية وهي تتحدث عن ردود الفعل السلبية التي تصل حد السب والقذف، وذلك في مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب في برنامجه "الحكاية" عبر شاشة "mbc مصر".

أسباب متباينة

شاهيناز مطربة حققت نجاحا كبيرا في مدة قصيرة، بدأت مشوارها الغنائي بأغنية "قولي قولي" ثم انتجت الشركة المنتجة لبرنامج ستار ميكر أولى البوماتها (على إيه) ليحقق نجاحا كبيرا عام 2003، ثم انتقلت إلى شركة روتانا لتنتج لها ألبومين (احب اعيشلك)2005 و(جوة قلبي)2006.

وفي مارس 2008 قررت شاهيناز اعتزال الغناء نهائيا، وارتداء الحجاب، غير انها عادت في عام 2016 الى الفن وقررت خلعه.

في يوم 21 مارس 2002، قررت الفنانة عبير صبري - فجأة وبدون مقدمات - ارتداء الحجاب، وعزمت على أن يكون يوم 31 مارس من العام نفسه هو آخر أيام سفورها، ولكنها كانت مرتبطة بأعمال فنية عديدة منها مسرحية "دو ري مي فاصوليا" مع الفنان سمير غانم ومجموعة من النجوم، ما اضطرها إلى مصارحتهم بحقيقة قرارها. بعد ارتدائه قدمت عددا من البرامج الدينية، ولكنها خلعته عام 2010، قائلة إنها شعرت براحة نفسية بعد خلعه، وأنها تخلت عنه من أجل العمل، حيث لم يكن تعرض عليها أي أعمال فنية وهي محجبة!.

هناك ممثلات وإعلاميات أقل شهرة خضن نفس التجربة، منهن نورهان التي اختفت عن الأضواء لفترة، بدعوى الاهتمام بعائلتها ثم ظهرت وهي ترتدي الحجاب، إلا أنها بعد الانفصال عن زوجها عادت للتمثيل من جديد دون حجاب. كذلك موناليزا التي بدأت العمل الفني 1997، وبدأت تشق طريق النجاح في فيلم" همام في أمستردام"عام 1999، ولكنها في 2002 أعلنت اعتزال الفن، وغيرت ديانتها إلى الإسلام وارتدت الحجاب، ولكن في نهاية عام 2014 ظهرت في لقاء تلفزيوني دون حجاب وقررت العودة للتمثيل. كذلك الإعلامية بسمة وهبة، فاجأت الجميع بارتداء الحجاب، لكنها تراجعت عن قرارها بعد فترة وقامت بخلعه بعد ذلك. كذلك فاجأت الفنانة إيمان العاصي، جمهورها بقرار الاعتزال وارتداء الحجاب بعد نجاحها في مسلسل “حضرة المتّهم أبي” إلا أنها تراجعت عن القرار وعادت للفن دون حجاب.

نفس الأمر تكرر مع سوسن بدر فقد ارتدت الحجاب لعامين قبل أن تعود لخلعه، وتحدثت سوسن سابقا عن تجربتها، فأكدت أنها قررت ارتداء الحجاب عقب زلزال 1992 حين أدركت أنها لا تعرف الكثير عن دينها، وظلت لعامين تقرأ وتتأمل، واكتشفت أن هناك واجبات على العبد القيام بها، لكنها تركت الحجاب لإحساسها بعدم قدرتها على ارتدائه، مؤكدة أن الأهم تغير سلوك الفرد وليس ملبسه.

عفاف رشاد ودينا

كذلك تخلت الفنانة عفاف رشاد عن الحجاب، بعد عامين من ارتدائه،  وظهرت في مايو عام 2016 بدونه في فعالية فنية بنادي سموحة، وخاضت التجربة الفنانة دينا بعد تعرضها لأزمة شخصية تمثلت في انتشار مقاطع فيديو مسيئة لها بعد زواجها غير المعلن برجل الأعمال حسام أبو الفتوح، فقررت ارتداء الحجاب وتأدية فريضة الحج، ولكنها تخلت عنه بعد ثلاثة أشهر فقط وعادت للرقص مرة أخرى.

غادة وميرنا وشريهان

بعد زواجها من المنتج والمخرج مجدي الهواري عام 1997، احتجبت الفنانة غادة عادل الحجاب بضغط من زوجها بعد مطالبتها بعدم التمثيل سوى في أعماله فقط، وهو ما أثار غضبها فاتخذت قرارًا بالحجاب والاعتزال، ولكنها تخلت عنه عام 2003، وعادت للتمثيل مرة أخرى دون حجاب، ورفضت التحدث عن ذلك قائلة “لا أسمح لأحد بالتدخل في شئوني"

أما الفنانة الراحلة “ميرنا المهندس” أعلنت بعد إصابتها بمرض السرطان في عام 2002 اعتزال الفن وارتداء الحجاب، إلا أنها قررت العودة مرة أخرى للتمثيل بدون حجاب بعد تحسن حالتها الصحية، وأكدت أنه ليس من حق أي شخص محاسبتها، وأنها تواظب على فروض الصلاة، وأن علاقتها بالله شيء خاص بها، ورحلت ميرنا في 5 أغسطس عام 2015 متأثرةً بمرضها.

وكانت حالة الجدل التي أثارتها الفنانة حلا شيحا، عقب خلعها الحجاب وإعلانها العودة للحياة الفنية، الأكثر تعقيداً وتجاوزت الحد حتى وصلت حد الأزمة ما أجبر حلا على توضيح موقفها.

وحين أعلنت حلا اعتزالها، قررت مغادرة القاهرة والسفر إلى كندا مع طليقها وأبنائها، وأعلنت أن صلتها بالفن انقطعت ولن تعود له مرة أخرى، ليفاجأ الجمهور بخلعها للحجاب، وإعلانها العودة للعمل الفني من جديد.

تنضم للقائمة أيضاً الفنانة شريهان، والتي ارتدت الحجاب فترة طويلة عقب تماثلها للشفاء، وأعلنت أن لا رجعة فيه، ثم فوجيء الجمهور بخلعها للحجاب، وإعلانها العودة للساحة الفنية مع شركة العدل جروب من خلال مسرحية استعراضية.

في محاولة لتفسير الدوافع استضافت المشهد عدة آراء..

يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي : إن لبس الحجاب هو اقتناع شخصي، وليس من حق أي شخص أن يفرض علي أي انسان الدين أو الملة، وكثير من الفتيات الصغيرات بصفة عامة أجبرن علي إرتداء الحجاب، ولكن حدثت هوجة في وقت معين أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، وبعض الفنانات ارتدين الحجاب كنوع من الدعاية لبعض الجهات. أما عن التمويل فقد تكون أموال بترولية معروفة وكان غرضها أن يقال أن الفنانات ذهبن للإسلام أو الحجاب 

وأشار فرويز أنه كانت هناك محاولة لتغيير الهوية المصرية، وإحداث مزج ثقافي بين الثقافة المصرية وثقافات الدول البترولية وفق خطة ممنهجة.

وأوضح أن الفن لن يتأثر باعتزال فنان أو حجاب فنانة من عدمه، وبعضهن فعلن ذلك بهدف التكسب المادي أو نتيجة اقتناع لحظي سرعان مايزول، والدليل أن أغلبهن خلعن الحجاب بعد ذلك.

ويتابع فرويز: هذه الموجة نجحت في فترة من الفترات أن تجعل الحجاب أو النقاب في القري أو بعض المدن ثقافة سائدة وليس تدينا. 

ويقول الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية: إن حجاب الفنانات ظاهرة مستحدثة ودخيلة علي المجتمع المصري من ثلاثين عاما مضت، وقبلها عندما كانت الفنانة تعتزل الفن تنسحب بهدوء، لكن ظاهرة الحجاب وجدت بدوافع نفسية واجتماعية وثقافية مختلفة وأحيانا كانت الدوافع صحية وسياسية واقتصادية. 

يتابع هندي: مصر في وقت معين كان لها الريادة في المجتمع العربي، وعندما أصبحت دول محيطة تملك الأموال، بدأت تبحث عن مكانة وتحاول القضاء علي  مراكز القوي الناعمة من خلال استقطاب الفنانات وتوظيفهن لنشر الفكر الوهابي مقابل منحهن أموالا كثيرة بعد أن يكون المدخل إليهن أن الفن حرام. وبعض الفنانات وجدن أن الحجاب سيجلب ثراء إقتصاديا يفوق مكاسب الفن. 

وأشار هندي أنبعض جماعات تكفير المجتمع، بدأت بتكفير الفن ولذلك كانت بعض الفنانات ترددن عبارة "أنا شيخي قال لي اتحجبي"  وشيخها وسيط لمن يدفع الأموال، ويركز على فنانات من متوسطي الذكاء وقادمات من بيئات اجتماعية تسهل السيطرة عليهن. 

كان هناك دافع الإغراء المادي وأيضا الصراع القيمي وإضطراب الهوية الناجم عن اختلاق صراع بين الدين والفن واعتبارهما خطان متوازيان لايلتقيان أبدا، ولكن هناك استثناءات، فالفنانة شادية عندما ارتدت الحجاب، عرض عليها مبلغ كبير لتتبرأ من أعمالها الفنية وتشتريها وتحرقها ولكنها رفضت، وقالت: "الفن الذي أديته كان بصدق مثلما أنا ذاهبة إلى طاعة ربنا بصدق" 

يضيف هندي: بعض الفنانات أصبن بتشوش فكري وخلط معرفي وإضطراب في الإدراك وأخريات أصبن بالخوف من فقدان الجاذبية الجسدية نتيجة تقدم العمر أو التعرض لحادث، ومنهن من يعانين من فوبيا الأمراض المستعصية والتي تغير طبيعة الجسم وشكله، مثل الإصابة بالسرطان (منهن الفنانة هالة فؤاد)، هناك أيضا من يعانين اضطرابا نفسيا يجعل صاحبته تظل تفكر في الموت وتنشغل بلحظات الاحتضار، أو بسبب موت المقربين مثل الأم أو الأب أو الأخ ، ومنهن الباحثات عن الشهرة بعدما تكون الاضواء انحسرت عنها نتيجة السن، أو يكن أنصاف مشاهير أو عديمي موهبة وليس مرغوبا فيهن، وفي هذه الحالة أما يعتزلن أو يلجأن إلى الحجاب لإثارة الجدل حولهن من جديد. ومنهن من يفتقدن الشعور بالأمان النفسي فيلجأن إلى الحجاب ليحظين بالاهتمام ودعم الآخرين.

ويوضح أن الفن لن يخسر، كما أن الإسلام باق وسيظل، لكن بعض الراقصات وجدوا أن القماشة التي يضعنها علي الوسط ستكون أكثر كسبا حين يضعنها على الرأس،  بعضهن أقمن ندوات ولقاءات وأجرين حوارات صحفية في حين أن الله في القلب وليس بالتواجد علي صفحات الصحف. 

الدكتور سامي أيوب يقول: يفترض أن الفنان أو الفنانة يحسب ما إن كان تصرفه يسيء لمكانته الاجتماعية ام لا؟ والأهم أن يرضى عنا الله وليس البشر، وأي شخص يحيد عن الطريق الصحيح هو الخاسر، والطريق نفسه لن يخسر، فالإنسان هو المشكلة. 

الدكتور علاء الغندور استشاري العلاج السلوكي والتحليل والتأهيل النفسي يقول: كل إنسان له بصمة شخصية ولديه تراكمات نفسية وتجارب حياتية تختلف من شخص لآخر، ولا يصح أن أحكم بالمظهر الخارجي دون تعايش مع ظروف الشخص الحياتية. 

كمعالج نفسي عندما تأتيني حالة للكشف، أحلل نفسيا شخصيته وظرفه الحياتية ومعاناته، قبل تشخيص الحالة، الشيء نفسه يحدث للسيدات اللاتي خلعن الحجاب أو غيرن من طريقة حياتهن. 

يضيف الغندور: هناك من لبست الحجاب عن إيمان، لكن الإنسان يقابل فتيات تلبسن الحجاب وتفعلن كل مايغضب الله، وهنا أتساءل: ما فائدة لبس الحجاب إن ضاع الالتزام بتعاليم الله. 

هناك من ترتدي الحجاب لمكاسب مادية أوعينية وعندما تنتهي تعود كما كانت، وهناك من تخوض تجربة حياة المحجبات لتعرف ماهو المختلف، وبعد ذلك تكتشف أنها مقيدة وفقدت حريتها التي كانت تتمتع بها وتحس أنها مكبوتة، خاصة ان المنتقبات أو المحجبات ممنوع دخولهن بعض الأماكن. 

وبعد كراهية الناس لسلوك بعض الجماعات التي تمارس الإرهاب، بدأت تنظر للمنقبات تحديدا بشكل سيء ومهين خصوصا أن بعض المحجبات يسئن للحجاب، هذه النظرة العامة تجعل الفنانات اللاتي تعودن على الانفتاح ينفرن ولا يستطعن التكيف، وبناء عليه يحاولن التحرر من الحجاب، في نفس الوقت هناك من لديه إيمان قوي ومتصالح مع نفسه، لن يتحرر من الحجاب.

وتقول الدكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع إن الجمهور بدأ يستوعب ويفرّق جيدا بين المتاجرة بالدين من قبل جهة أو تيار، وبين التدين الحقيقي الذي لا يتمثل في مجرد المظهر.

وتتابع: كثيرات ارتدين الحجاب لأغراض غير دينية، قد يكون السبب هو الضغط الاجتماعي أو الخوف من الاختلاف أو بهدف مجاراة الموضة وبالطبع هناك من ارتدينه كنوع من الالتزام الديني، والفنانات مثلهن مثل باقي نساء وفتيات المجتمع.. وبالتالي بعد تراجع التيارات المستغلة للدين اتضحت الظاهرة على حقيقتها.

وتعتبر الحجاب ظاهرة اجتماعية، وليس من حق أحد أن يحجر على حرية النساء في ارتداء الحجاب أو خلعه لأنه حريتها الشخصية، ولكننا فقط نحاول تحليل التلقي المجتمعي لهذا التصرف.. حيث هناك مبالغة في رد الفعل وقسوة شديدة، تصاحب ارتداء أو خلع الفنانات الحجاب، فهناك التهاني المتوالية من قبل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ارتداء الحجاب مثلما حدث مع المطربة اللبنانية أمل حجازي وغيرها، والسخط عند خلعه مثلما حدث مع صابرين وسهير رمزي وشهيرة وقبلهن بعام حلا شيحة.

ولكن هل تستطيع الفنانات العائدات بعد الحجاب دوما استئناف نشاطهن الفني بسهولة أم أن الأمر يكون صعبا؟ 

على الأغلب الأمر مرهون بمدى اجتهاد الفنانة نفسها، فمثلا سهير رمزي لم تقدم سوى عملين فقط منذ تراجعها عن الاعتزال وتخفيف حجابها مرورا بخلعه تماما، كذلك المطربة شاهيناز بات ظهورها الفني قليلا بعد تخبطها وترددها في العودة من الاعتزال أكثر من مرة، أما صابرين فهي من الأساس لم تعتزل سوى فترة قصيرة وبعدها عادت إلى عملها بشكل صريح وقدمت أدوارا مميزة وخلعها للحجاب يعتبر تحصيل حاصل خصوصا وأنها كانت لا تجد مشكلة في ارتداء "الباروكة" في الأعمال التي تتطلب ظهورها من دون حجاب.

وأشارت الدكتورة هالة منصور أن بعض النجمات يحرصن على إثارة الجدل حولهن ويبادرن أيضا بالظهور الفوري عبر الشاشات وإلقاء التصريحات والمداخلات وكأنها خطة دعائية أو ترويجية ليبقين في بؤرة الضوء وبالتالي تتوالى العروض عليهن.

وتتابع منصور:"هن المستفيدات من الضجة على السوشيال ميديا لأنها أداة من أدوات عملهن، فمثلما ارتدت رانيا يوسف فستانا مكشوفا وظلت في بؤرة الضوء وسعت لإثارة الجدل، تخلع أخريات الحجاب لأسباب شبيهة لرفع معدلات الشهرة وعموما المحاكمات المجتمعية للملابس أمر مرفوض لأنها قرار خاص وشخصي ومن حق الفنانة كغيرها ارتداء الحجاب أو خلعه دون أن تعلق لها المشانق.

ظاهرة قديمة

يقول أحمد سعد الدين الناقد الفني إن ظاهرة خلع الحجاب ليست وليدة اللحظة، فهي موجودة منذ الثمانينيات كما في حالة الفنانة شيرين سيف النصر. وهناك كثيرات استمر حجابهن لفترة طويلة مثل سهير رمزي وشهيرة لأسباب، ولكن لو تساءلنا من هي أفضل فنانة أستطاعت أن تكمل حياتها للنهاية وكان قرار إعتزالها لارجعة فيه، فهي الفنانة شادية لأنها اعتزلت الحياة، ولم تتحدث بالسلب ولا بالإيجاب عن الوسط.

والفنانة يمكن أن تكون مؤثرة، لأنها من الرموز في المجتمع ولكن لا أعتقد أن الفتيات تتحجبن لأن فنانة ارتدت الحجاب. حلا شيحا مثلا ظلت محجبة 12 سنة، ثم خلعت الحجاب.. هل تحجبت فتيات بسببها؟ بالتأكيد لا.

ويضيف: في يوم من الأيام اعتزلت فاتن حمامة وسافر عمر الشريف للخارج، ولكن الفن أستمر كما هو ومازال موجودا فهو متجدد ومستمر ولن يتوقف علي أحد.
-------------------------
تحقيق: آمال عبدالله 






اعلان