19 - 04 - 2024

مهنة الصحافة في خطر حقيقي

مهنة الصحافة في خطر حقيقي

شكرا لكل الزملاء والزميلات الذين طلبوا مني الرد على حملات تشويه طالتني، مع عدد من زملائي أعضاء مجلس النقابة، خلال الأيام الأخيرة في عدد من الصحف والمواقع.. ولكن أصدقكم أنني اخترت دائما ،على مدار تجربتي النقابية، عدم الرد على أي هجوم يستهدفني ما دمت مقتنعا إنه هجوم شخصي وليس انتقادا موضوعيا.. وكانت قناعتي دائما أن القيام بدوري بصدق، كعضو مجلس نقابة منتخب، هو الذي سيكشف إن كان هذا الانتقاد صادقا أم لا.. 

تجربتي على مدار أكثر من عامين، كعضو بمجلس نقابتكم العريقة كانت كاشفة، بالنسبة لي على الأقل، أن دفاعي عن المهنة التي هي الآن في خطر فادح يهدد وجودها، وعن الصحافة وحريتها، وعن الزملاء وحقهم في حياة كريمة وقلم حر هم السبب الحقيقي في أي هجوم أتعرض له، وهو شرف لو تعلمون عظيم.. 

هذا الهجوم الذي يهدف لتخويفي وإسكات صوتي المنحاز للزملاء أعضاء الجمعية العمومية هو فرصة طيبة لإعلان الخطوات التي أجهزها لعرضها على مجلس النقابة والزملاء أعضاء الجمعية العمومية خلال الفترة المقبلة، فتقديري أن هناك أخطار وجودية تهدد المهنة ذاتها وعلينا التحرك سريعا في محاولة لإنقاذها من هذه الأخطار: 

١- سأعيد طرح موضوع أجور الصحفيين، وسأبدأ بمراجعة كل الخطوات التي قطعتها المجالس السابقة لنستطيع أن نبني عليها، فجميعنا يعلم التردي الرهيب في أجور الصحفيين، وجميعنا يدرك مساحة المعاناة التي يعيش فيها الزملاء لا سيما شباب الصحفيين، وأظن أن هذا الملف هو الأهم والأولى من ردود على انتقادات بائسة وشخصية.. 

٢- سأطرح على مجلس النقابة ضرورة مراجعة كل النصوص القانونية التي تجيز الحبس في قضايا النشر، والعودة لمشروع القانون الذي أعده صحفيون وقانونيون منذ عدة سنوات لإلغاء كافة المواد التي تجيز الحبس، وسأطلب من المجلس البدء في التفاوض مع الحكومة والبرلمان لإنجاز خطوات في هذا الاتجاه.. 

٣- سأستكمل الجهد الذي بدأته بدعم من الزملاء الصحفيين منذ فترة في الملاحقة القانونية للكيانات الوهمية التي تحمل أسماء صحفية، فهي خطر كبير على المهنة وعلى النقابة.. 

٤- سأستكمل العمل في لجنة الحريات التي أتشرف برئاستها من أجل هامش حريات أوسع، للصحافة، والإفراج عن الزملاء المحبوسين في قضايا النشر والرأي، وتنظيم مؤتمر "حرية الصحافة بين الواقع والمأمول" في أقرب وقت ممكن.. 

أعتقد أن هذا هو الرد العملي على أي هجوم ضدي، فالموضوع ليس شخصيا بل يرتبط ارتباطا وثيقا بالمهنة ومستقبلها وقدرتنا على رد الخطر الذي يستهدفنا جميعا..
------------------
عمرو بدر
عضو مجلس نقابة الصحفيين

مقالات اخرى للكاتب

نقابة الصحفيين.. المبنى والمعنى





اعلان