ربما لا يوجد رئيس أمريكى حظى بمجاملة ملوك وأمراء وشيوخ ورؤساء وقادة الدول العربية بمثل ما حظى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فكلهم أو معظهم مدوا له خيوط الود والاحترام وخفضوا له الجناح، بل إننا لا نبالغ اذا قلنا أن ترامب حظى بأكبر قدر من الدلع والطبطبة العربية فضلا عن الكرم المفرط ... وفاخر معظم القادة العرب بعلاقاتهم الطيبة مع ترامب واستقبالهم فى البيت الأبيض.. فماذا كانت النتيجة؟!
ترامب قابل الدلع العربى لجنابه بأكبر قدر من الصلف والصفاقة والاستهانة بالعالم العربى وقادته.. نقل السفارة الأمريكية فى إسرائيل للقدس وهو يراهن على أن العرب لا حول لهم ولا قوة.. مرور نقل السفارة الأمريكية للقدس دون أى رد فعل عربى شجع ترامب على تقديم مزيد من الهدايا لإسرائيل فاعلن أن مرتفعات الجولان السورية اراضى إسرائيلية.. ولأنه لم يتلق أى رد فعل عربى محترم فقد شجعه ذلك على إعلان مباركته للمستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، والتأكيد على توافقها مع القانون الدولى.
ترامب اعلن بوضوح ودون كسوف انه رائد سياسة حلب الدول العربية وبخاصة دول الخليج، وبعبارات بعيدة عن الدبلوماسية واللياقة رفع شعار أموالكم مقابل أمنكم، ادفعوا ادفعوا ادفعوا بالتى هى احسن والا سنمتنع عن حمايتكم ونترككم لمصيركم.
صمت ترامب صمت الموافق والمعجب تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة.. وتجاه الاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى والمقدسيين.. وأعلنها صريحة مدوية أنه إسرائيلى الهوى قلبا وقالبا مؤكدا أنه لو تم ازاحته من منصب رئيس امريكا سيتجاوز إلى إسرائيل ويفوز بمنصب رئيس حكومتها لثقته فى أنه يحظى بحب وتقدير الإسرائيليين الذين قدم لهم الكثير.
ترامب أيضا لم يخف إصراره وتعهده بالحفاظ على تفوق إسرائيل العسكرى على كل العالم العربى، هنا جاءت معارضة إدارته لصفقة طائرات سوخوي 35 التى طلبتها مصر من روسيا.. ووصل الموقف الأمريكى المعارض للصفقة إلى حد تهديد مصر بعقوبات تتعلق بالمعونة، ولم تتورع إدارة ترامب عن رهن موقفها من الوساطة فى سد النهضة بتخلى مصر عن صفقة السوخوي الروسية.
وللحق فأن الصلف الأمريكى يقابله ويوازيه مكر روسى فالمؤكد أننا قدمنا السبت والأحد وعجين الفلاحة لروسيا.. صفقات سلاح.. اتفاقات مليارية لإنشاء محطات نووية فى الضبعة.. فتح مطاراتنا لتفتيش الفرق الروسية للتأكد من سلامة ودقة الإجراءات الأمنية، ومع ذلك ما زالت روسيا تماطل وتراوغ وتؤجل استئناف الرحلات الجوية السياحية لمصر وبخاصة لشرم الشيخ والغردقة.
ترامب وقرناه وأنزلناه مكانا عليا فتمادى فى الاستهانة بنا.. وأكرمنا بوتين فبخل علينا.. استبدلنا التراحم بيننا كعرب بالشدة وأفضنا فى مجاملة ترامب وتدليله وصولا إلى خطوات تطبيعية واضحة مع حبيبة قلبه إسرائيل.. مطلوب نوبة صحيان عربية.
----------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج