23 - 04 - 2024

مهزلة في بعض أقسام الأدب بالجامعات

مهزلة في بعض أقسام الأدب بالجامعات

وصل الفشل والفساد في أقسام الأدب بالجامعات المصرية (ليس كلها بالطبع) إلى أنه في أقل من 6 شهور، تناقش رسالتان علميتان في شعر رجل الأعمال الكويتي عبد العزيز البابطين. 

أقول لكم بصدق أنا أحب هذا الرجل على ما يقدم من خدمات للثقافة والشعر العربي، وأنا سمعته بنفسي وهو يقول إنه متطفل على الشعر وأنه محب للشعر وليس بشاعر، ولم أر فيه إلا تواضعا (شهادة لله).. ولكن تصورا أن هذا الرجل المتواضع الجميل بشهادة الكل تناقش أكثر من 6 رسائل علمية في الجامعات المصرية في شعره (ديوانان) الذي لا يختلف اثنان على بساطتهما البادية (لأكون مؤدبًا)، هذا الرجل أصبح أكثر شاعر عربي تخصص رسائل دكتوراه وماجستير تناقش أعماله في السنوات الماضية في الجامعات المصرية، فيما لم تخصص رسالة واحدة حول شعره في بلده. 

حقيقة أنا أبرئ الرجل وأؤكد تورط رجاله في مصر، الذين فسدت أرواحهم وذممهم، في كل هذا الفساد... الذي تجاوز حدود الإفساد الثقافي بمنح جوائزه في إطار من الفساد الكبير (أنا أعرف تفاصيل مخجلة كثيرة ولن أكشف عنها لأنها عهود) إلى مرحلة إفساد الذمم وإفساد الأكاديمية المصرية.. وإلا قولوا لنا كيف سمح بتخصيص 6 رسائل علمية في شعر "بسيط" دون أن تكون وراءه أي خبرات جمالية أو تجربة فيما تهمل مئات التجارب الحقيقية (الوقائع منشورة في الصحف ومعلنة وبينهما رسالتان في جامعة الإسكندرية)، ومع ذلك أقول إن مؤسسته حرة في منح من ترى جوائزها وانا تجامل هذا وذاك... ولكن هل الجامعة التى تقوم بأموال الشعب حرة؟

 ليست حرة، وعلى المثقفين الشرفاء الوقوف وقفة كرامة ضد هذا الإهدار لكرامة أحد أهم الحصون الثقافية المتمثلة في أقسام الآداب في الجامعات المصرية... كفى شراء ذمم الناس... ولتذهب هذه الجوائز التافهة التى تجعل الكثيرين ينبطحون إلى الجحيم... إن لنا ضمائر وكرامة تمنعنا أن نسكت عن مثل هذا الفساد والإفساد، وإلا سنكون مشاركين فيه بصمتنا ومتواطئين. والحمد الله أننا نجد قوت يومنا ونفوسنا سوية ولا نحتاج لأحد وهذه من نعم الله علينا.

ملاحظة: بالتأكيد أقول بكل صدق إن هناك عملا جادا في الكثير من أقسام الأدب في مصر التى تقدم جديدا، أخص قسمي الأدب بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وقسم الأدب بآداب القاهرة، وقريبا حضرت رسالة علمية مهمة في قسم الأدب في كلية دار العلوم تناولت بالدراسة أعمال السيرة النسائية قدمتها الباحثة نعمة عاشور.
--------------------------------
بقلم: عبد الرحمن مقلد

مقالات اخرى للكاتب

الدور الوطني للقيادة المصرية في ليبيا





اعلان