20 - 04 - 2024

"المشهد" في "اخناواي" مسقط رأس المهندس علي سالم المحتجز في قطر

"الجزيرة القطرية" تطالب بحريات الدول المحيطة وتلفق التهم لمهندس مصري
- تفاصيل اخر زياره لـ "علي سالم" إلى مصر، وأسرار اختفائه بعد 48 ساعة من تكريمه 
- السلطات القطرية تسمح له باجراء مكالمة هاتفية كل اسبوع مع والدته فقط.. ولزوجته زيارة أسبوعية داخل محبسه
- "ابو هشيمة": اذا كانت تهمة علي سالم"التخابر" هذا يعني ان القناة "مخابراتية" وليست رياضية !!
- قضية تسببت في تغريم "بي إن سبورت" مبلغ 700 مليون دولار قد تكون السبب

تناولت "المشهد" في عددها السابق مقالين عن المهندس علي سالم المحبوس في السجون القطرية بتهم واهمة، وفي هذا العدد نلتقي بأسرة المهندس علي سالم حيث انتقلت "المشهد" الى قرية اخناواي التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية والتقت أهله واصدقاءه وجيرانه لمعرفة كافة تفاصيل الواقعة من المقربين وكشف الحقيقة كما هي.

الحزن يخيم على أهالي قرية اخناواي بالكامل وليس اقارب المهندس علي سالم فقط وكلما جاءت سيرته امام احد مدح فيه وسب القناة والدولة التي ظلمته وتحتجزه حتى هذه اللحظات، حتى سائق الميكروباص والركاب انفجروا بالحديث عن القضية وامتد الحديث قرابة ساعتين ونصف كانت المسافة من طنطا الى القاهرة، يتحدثون وكلهم استغراب كيف يقدم للقناة والدولة كل هذا النجاح وتكون نهايته السجن، متوقعين أن يكون سجن علي سالم سياسي للضغط على القيادة المصرية للافراج عن مراسلها او شيء من هذا القبيل.

وكشفت منظمات حقوقية، في تقرير لها أن سالم كان أعلن عزمه العودة إلى مصر، وأن السبب الرئيسي في اختفائه يرجع إلى خشية حكومتها كشف أسرار جديدة عن ممارسات قطر تجاه الدول العربية او انشاء قنوات منافسة بالتعاون مع رجل الاعمال المصري أحمد ابو هشيمة.

ونقلت مؤسسة ماعت للسلام وحقوق الإنسان فيديو يوضح القصة بالكامل لاختفاء سالم.

في لقاء "المشهد" باقارب وجيران المهندس المحبوس قال احمد المرغني احد المقربين من المهندس علي سالم: انه ولد في قرية اخناواي التابعة لمركز طنطا عام 1965 وكان منذ طفولته متفوقا دراسيا ودخل كلية الهندسة جامعة الازهر وبعد التخرج تم تعيينه في التليفزيون المصري، موضحا انه في عام 1995 طلب حمد بن خليفة، أمير قطر السابق، بانتداب مهندسين متخصصين من المواهب ورشحته وزارة الاعلام المصرية للعمل في قطر وذهب وشارك في تأسيس قناة الجزيرة القطرية عام 1996 واهتم بعمله جدا لدرجة انه كانت اجازته لا يستغلها للراحة وكان يغادر قطر لمدة يوم واحد لزيارة والدته ويرجع مرة اخرى في ذات اليوم.

واضاف "المرغني" ان علي سالم اصطحب اسرته معه الى قطر ورزق باربعة أبناء، بنتين وولدين وتخرجت ابنته الكبيرة من كلية الطب وابنه كان متقدما لجامعة في كندا وأجل التقديم لظروف الوالد الحالية، ولديه ابناء اصغر في المرحلة الإعدادية.

ويضيف: بعد 24 عاما من الكفاح والنجاح، اختفى المهندس المصرى متوقعا ان تكون السلطات القطرية فور علمها بنية سالم العودة إلى مصر لفقت له عدة قضايا، منها الجاسوسية، منتصف يونيو الماضي، وأصدرت أمرا بمنعه من السفر إلى مصر واعتقاله، وعلى أثر ذلك اختفي سالم في مكان غير معلوم الى ان تم الإعلان عن احتجازه في احد البرامج القطرية.

وتقول "س .م" ابنة عم المهندس علي سالم  في تصريحات خاصة لـ"المشهد":اخر زياره له في مصر كانت شهر نوفمبر الماضي اي ما يقرب من سنة، وكعادته كان متعجلا العودة الى عمله لانه يحب عمله لأقصى درجة، وحينما كان يفاتحه أحد في أي حديث سياسي يخص علاقات مصر وقطر كان يجيب: انا بتاع رياضة وبشتغل في بي إن سبورت حاليا، وليس لي علاقة بالسياسة، كان يرفض الحوارات السياسية ويتجنبها. 

وتستنكر ابنة عمه القبض عليه وتوجيه تهم التجسس أو التعاون مع رجل الاعمال المصري أحمد ابو هشيمة مؤكدة أنه ليس بحاجة إلى أموال "ابو هشيمة" او غيره، مطالبة بالإفراج عن ابن عمها وإعادته إلى مصر.

وقال المهندس رمزي زوج شقيقة المهندس علي سالم  انه لم يكن "نسيبه" فقط بل زميل دراسة له، مضيفا أنه من أسرة "شبعانة" عندهم اراضي واملاك عديدة وليس محتاجا، وأخلاقه لا يمكن التشكيك فيها أبدا، والده كان محفظا للقران الكريم وعمه موجه في الازهر الشريف وعائلته لديها مدرسة كاملة انشئت لتحفيظ القران الكريم فقط ، موضحا انه خلال زيارة لعلي سالم إلى مصر في اجازة عيد الاضحى عام 2018، دخل ابنه المحب لكرة القدم في حوار مع علي سالم الذي أخذ يدافع عن قناة بي ان سبورت وخاصة في موقفها ضد اللاعب المصري احمد حسام ميدو.

ويقول احمد شبل، وهو موجه بالمدرسة النسيجية بادارة طنطا التعليمية وابن عم المهندس علي سالم لـ"المشهد": لم نعرف بخبر القبض عليه إلا من قناة الجزيرة نفسها بعد اختفائه بشهور، ولم يكن أحد يتوقع أن يحدث هذا معه، خاصة أنه قبل القبض عليه بيومين تم تكريمه كواحد من أبرز العاملين في الإعلام الرياضي بقطر لأنه مدير التشغيل في قنوات بي إن سبورت الرياضية.

 ويؤكد شبل أنه كان من اقرب الناس لعلي ولم يسمعه يتحدث أبدا في السياسة مع اقرب الناس اليه، واقسم "شبل" بالله انه، وهو دفعته وقريبه وصديقه، لم يكن يعرف انه مدير التشغيل بقناة بين سبورت إلا بعد القبض عليه، مؤكدا أنه من أسرة رفيعة المستوى "عينه مليانه" ولا يمكن ان يتقاضى مبلغا من رجل الأعمال أحمد ابو هشيمة مقابل تسريب معلومات عن قناة بي إن او غيرها.

وقال محمد دحروج، مدرس بإدارة طنطا التعليمية، أن المهندس علي سالم اختفى عدة شهور وزوجته نفسها، التي تقيم معه في قطر، لم تكن تعرف انه مقبوض عليه ولا كانت تتخيل ذلك، خاصة انه كان قد تم تكريمه قبلها بيومين، وفجأة أخبرنا الاصدقاء أن برنامج "ما خفي أعظم" تناول قضية المهندس علي سالم وأعلن القبض عليه بتهم واهية وباطلة.

ورفضت والدة المهندس علي سالم الحديث ولو بكلمة واحدة، واكتفت بالمكالمة الاسبوعية التي تطمئن بها على نجلها، واكد المقربون منها أنهم يخشون من ذهاب نظرها، من كثرة البكاء على ابنها، أما والده فتوفي منذ عام 1996.

دائم السفر

يقول محمد الرفاعي أحد جيرانه إن علي سالم يحب الاجتهاد والنجاح، وكونه يصل الى منصب مدير التشغيل في إحدى اكبر القنوات الرياضية في العالم، هذا ليس من فراغ.

وأوضح – نقلا عن احد الموظفين بالقناة – أن بي إن سبورت استعانت بأحد المهندسين الانجليز ليحل محل المهندس علي سالم، وخلال شهور بسيطة اكتشفت القناة ان سالم يوفر للقناة بضعة ملايين، وكان في أوقات يسافر في اليوم إلى اكثر من دولة ويغير ملابسه في الطائرة ليستفيد بعروض للقناة هنا وهناك حول العالم ولذلك تم تكريمه.

وقال عثمان عباس ان قناة الجزيرة لم تعرض في يوم من الايام مشكلة قطرية، إنما هي شغالة على الجوار واظهار مشاكلهم وتضخيمها، وحينما حاول "سالم" الابتعاد عنها وأسر للمقربين منه أنه ينوي الاستقرار بمصر، لفقوا له هذه التهم الكاذبه وظلموه "برغم انهم ليل ونهار دوشونا بالحريات والظلم والقمع والاعتقال والمسميات اللي اخترعوها ونشروها في العالم العربي".

من جهته قال رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة: إن اتهام علي سالم بالتخابر في دويلة قطر قمة في الإفلاس لأنه كان يعمل في مؤسسة مدنية وهي بي إن سبورت.

وأوضح أبو هشيمة اثناء ظهوره في احد البرامج أن الأمر بدأ عندما اذاعت القنوات المصرية تصفيات كأس العالم ومباريات عالمية، منوها: إلى ان قناة أون سبورت حققت نجاحا كبيرا في فترة وجيزة مما اثار غيرة قناة بي ان اسبوت القطرية.

وأشار أبو هشيمة، إلى أنه تعرف على المهندس علي سالم لخبرته في الإعلام وشارك في تأسيس الجزيرة، لكنه تعرض للخيانة وتم القاء القبض عليه ووُضعه في السجن، ويؤكد أنه بالفعل جلس مع علي سالم للاستفاده من خبراته والأمر كله احترافي وليس له علاقة بالتخابر لصالح مصر.

وردد أبو هشيمة: « الناس دي بتحقد وبتغير من الشعب المصري.. على سالم خدمهم 23 سنة وفي ثانية تم القاؤه في السجن بتهم غير حقيقية».

وأضاف: "تخابر عشان عقد عمل؟! عقد عمل يتحول إلى قضية تخابر، قناة (بي إن سبورت) مؤسسة مدنية تجارية، همَّه كده اعترفوا إنهم مؤسسة عسكرية مخابراتية".

وتابع: "أنا باشتغل بطريقة احترافية وباستعين بأفضل الكوادر البشرية في شغلي، وكنت عارف إن القنوات الرياضية هي قاطرة النهوض بمنظومة الإعلام ككل، وحاولت أقدم خدمة إعلامية رياضية مميزة للشعب المصري".

وأضاف إن "المهندس علي سالم، رجل من أهم الكوادر المصرية، تم انتدابه من التليفزيون المصري للمشاركة في إنشاء فضائية الجزيرة الرياضية، وعلى مدى 16 عامًا من التفاني في العمل أصبح أهم الكوادر في المحطة".

وأكمل: "إزاي بعد تكريمه بيومين تمت خيانته بهذا الشكل؟! الناس دي مالهاش أمان أو عزيز، ولديها حقد دفين"

وتابع: "كنا محتاجين بلات فورم (بوكس) يحوي مجموعة قنوات (بي إن سبورت) بجانب قناة ليفربول، بالتعاون مع شركة فرنسية بصورة قانونية وشرعية ودون قرصنة، واستعننا بعلي سالم؛ لخبرته في هذا المجال، وبالفعل قام بعمل دراسة لهذا المقترح في أثناء قضاء فترة إجازته في مصر"، مشيرًا إلى أن علي سالم كان حريصًا خلال قيامه بالدراسة على حقوق شبكة "الجزيرة"، والدراسة لم ترتقِ إلى مشروع.

وأوضح أبو هشيمة أن علي سالم كان حريصًا على حقوق "بي إن سبورت" وتحقيق أعلى عائد لها، وتعاون معنا بصورة شرعية، متسائلًا: "إيه خطورة الدراسة المقدمة من علي سالم ووليد عبد العزيز، هيَّ المنافسة عيب أو حرام؟!".

ونوه رجل الأعمال بأن سبب توجيه التهم إلى اثنين من المصريين كان ردًّا على الدعوى القضائية المصرية التي أقيمت ضد العقد الموقع مع شركة "لوجاردير" الفرنسية، بشأن احتكار بث البطولة الإفريقية لـ"الجزيرة الرياضية" لمدة 12 عامًا، والتي تم الفصل فيها بحكم قضائي ببطلان العقد وتغريم "بي إن سبورت" 700 مليون دولار، بجانب عقوبة على رئيس الاتحاد الإفريقي عيسى حياتو، بقيمة 70 مليون دولار؛ الأمر الذي اعتبرته "الجزيرة الرياضية" خسارة مالية كبرى لها تسبب فيها المهندس علي سالم.

ولفت أبو هشيمة إلى أن المحكمة السويسرية قامت بالتحقيق في تهمة فساد حول عقد تم توقيعه بين "فيفا" و"بي إن سبورت" يتهم جيرون فالكا، مدير التسويق بـ"فيفا"، بتلقِّي رشوة من رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، وشخصية سياسية رفيعة المستوى؛ للتوقيع لفضائية "بي إن سبورت" باحتكار الفعاليات الرياضية التي ينظمها "فيفا" وبثّها مقابل اشتراك، وشمل العقد كل الدول العربية ما عدا ثلاث دول بالمنطقة؛ هي: إسرائيل وإيران وتركيا.

وتابع رجل الأعمال: "إن فريقًا مصريًّا بريطانيًّا قانونيًّا بجانب منظمة العمل الدولية وعدد من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ستتقدم بدعوات ضد قطر وقناة (بي إن سبورت) للإفراج عن المتهمين"، مضيفًا: "كرامة المصريين في الخارج من كرامة 100 مليون مصري، وده ظلم بيّن.. (الجزيرة) عايزة تعمل استعمار رياضي سياسي للتأثير على الرأي العام العربي".

ووجَّه أبو هشيمة رسالة إلى المعتقلَين المصريَّين في قطر دون وجه حق، علي سالم ووليد عبد العزيز، قائلًا: "القيادة السياسية وكل مؤسسات الدولة والشعب المصري واقفين معكم، فكرامتكم من كرامتنا، فقد تعرضتم لظلم واضح رغم تاريخكم المشرف، وحقكم مش هيضيع".
----------------------------------
تحقيق - أحمد صلاح سلمان







اعلان