أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن احتفالُنا هذا العام بيوم الوثيقة العربية ليؤكد على أهمية الأرشيف الوثائقي الذى يمثل جزءاً لا يتجزأ من الموروث الثقافي العربي وأحد مقومات الهوية الوطنية للأمة العربية، مؤكدا أن الحفاظ عليه مسئولية قومية.
وأضاف أبو الغيط خلال كلمته في الاحتفال بيوم الوثيقة العربية تحت عنوان "الأرشيفات العربية: الواقع والمأمول"، اليوم الاثنين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الجامعة العربية حرصت دوماً على تقديم الدعم السياسي والمعنوي اللازم لأرشفة الوثائق.
ولفت إلى أن الجامعة العربية وضعت استراتيجية عربية موحدة بالتعاون مع الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف، أقرها مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري عام 2016.
وأوضح أبو الغيط أن هذه الاستراتيجية اشتملت على ميثاقٍ عربي للأرشيف يهدف الى النهوض بهذا القطاع فى الدول العربية وتطويره مواكبةً للتقدم الجاري فى هذا المجال، وتضمنت الاستراتيجية كذلك الحث على اتباع سياساتٍ أرشيفية عربية موحدة، وتوسيع آفاق التعاون بين الدول العربية فى ميدان الأرشيف، مضيفا ولاسيما من خلال تبادل الخبرات والممارسات الناجحة، ونشر التوعية بأهمية الأرشيف ودوره فى المجتمع على المستويات العربية والاقليمية والدولية.
وأكد أبو الغيط أن الأرشيفات العربية، تُشكل بمفهومها الحضاري والثقافي وبمضمونها القومي العربي، واحدةً من أبرز التحديات التى تواجه العمل العربي المشترك فى ضوء ما تواجهه الأرشيفات العربية من محاولاتٍ لطمس هويتها وتزوير مضمونها التاريخي، اضافة الى تزوير وتشويه التراث الفكري للأمة العربية.
وتابع ولعل هذا اليوم يمثل فرصةً سانحةً لتسليط الضوء على ما تتعرض له ذاكرة الشعب الفلسطيني يومياً من استلاب واغتصاب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا على أنه الأمر الذي يتطلب جهداً استثنائياً من قِبل مجتمع الأرشيفين والوثائقيين في شتى أنحاء العالم للحفاظ على تلك الذاكرة الحية للشعب الفلسطيني.
توجه أبو الغيط بالتهنئة الى جمهورية السودان على النجاح الباهر الذى حققته الفعاليات الثقافية التى عُقدت فى مدينة بورسودان والتى اختيرت عاصمة للثقافة العربية لعام 2019، وقد أسهمت هذه الفعالية فى التأكيد على خصوصية وتميز المشروع الثقافي الوطني السوداني في المنطقتين العربية والأفريقية
ووجهة أبو الغيط أيضا بالتهنئة الى دولة فلسطين على اختيار مدينة بيت لحم عاصمة للثقافة العربية لعام 2020، متطلعا لأن يكون العام القادم فرصة لتسليط الضوء على وضع المدينة التى شهدت ميلاد المسيح عليه السلام وما يعانيه أهلها جراء الاحتلال والحصار والتذليل.