24 - 04 - 2024

كلام والسلام| ده بقى.. عند أم ينى ولا أم ترتر؟!

كلام والسلام| ده بقى.. عند أم ينى ولا أم ترتر؟!

اللى عند الحكومة ما يضيعش؟! مقولة بيضحكوا بيها علي وعليك، ورغم تكرارها فأنا وأنت لا نتعظ أبدا. ودايما نقول: عفا الله عما سلف والطيب أحسن. والمقولة ذكرتنى بقصة اثنتان من الحريم فى تاريخ مصر. من اللى بياكلوا مال النبى زى المثل ما بيقول.أولهما الست أم ينى  اللى أتولدت فى عهد السلطان حسين كامل وبالتحديد عام 1916؛ فى حى اللبان بالإسكندرية وكان أسمها ناتايا اندريا نيكولاس من أصل يونانى؛ ونشأت بين أهل الحى الطيبين وأحبتهم وأحبوها؛ وتزوجت من الشاب اليونانى قسطنطين مانولى موظف بشركة الكهرباء والثلج بالإسكندرية؛ وأنجبت منه طفلها الأول ينى عام 1938 مع بداية عهد الملك فاروق الأول. وفى عام 1939 أندلعت الحرب العالمية الثانية، وسافر قسطنطين للمشاركة فيها، حيث قُتل وأصابت الفاجعة زوجته التى كانت تعيش دون مورد دخل. وكانت  الست نتاليا مغرمة بأحدث صيحات الموضة،  فقررت العمل كخياطة، وبسرعة ذاعت شهرتها فى جميع الطبقات المصرية والأجنبية باسم "أم ينى الخياطة". وأصبحت الخياطة رقم واحد فى مصر خلال أربعينيات القرن الماضى، وكانت النساء يأتين إليها من جميع أنحاء المملكة. وبعد قيام ثورة يوليو؛ أسرعت الجاليات الأجنبية بالفرار من مصر دون سابق ترتيب. وهنا سافرت أم ينى بشكل مفاجئ دون إخبار زبائنها؛ ودون تسليمهم بضائعهم لديها.

 ومن هذا اليوم، كان كل من له شغل عند أم ينى راح عليه! وانتشرت القصة بين الناس، وتداولت من وقتها جملة "عند أم يانى"، كناية عن أنك لن تحصل على حقك ومن الأفضل أن تنساه.

وثانيتهما هى: "أم ترتر" واسمها الحقيقى نفوسة، وكانت تسكن فى حارة بحى كرموز؛ ومعروف عنها أنها من النساء اللاتى يتطاولن على الجميع. بلسانها الطويل وشخصيتها القوية. وكما يقال فرش الملاية؟ وكانت امرأة لا تخاف أحدا وست بيت شاطرة، وأنجبت إسماعيل وإبراهيم ونبوية ترتر، واشتهرت بهذا الاسم لأنها كانت "عايقة"؛ ترتدى الجلاليب والمناديل المزينة بالترتر لذلك أطلق عليها "أم ترتر"، أما زوجها فكان يدعى المعلم علوان أبو اسماعيل ويعمل عربجى حنطور.

 ويقال إن أم ترتر كانت تملك فوق السطح عشة كبيرة لتربية الفراخ والبط. وعندما كانت ديوك الجيران تنط على سطح أم ترتر؛ كانت تفقد ولا يكون لها أثر. وعلى الفور تذبحه وتقدمه لزوجها على العشاء. وكانت تقوم بإخفاء أثر الديك، وعند سؤال الجيران عن الديك المفقود؛ يتم الرد بصوت منخفض: عند أم ترتر ربنا يعوض عليكم؟

وصحيح وحسب القصتين.. فإن اللى عند أم ترتر واللا أم ينى بيضيع؟! إلا أن ضياع ثمن فستان، أو ديك أو فرخة لاحول لها ولا قوة؛ أمر مقدور عليه؛ ولكن ما بالك بضياع حقك كمواطن تعيش فى بلد يهدر أبسط حقوقك مع مطلع صباح كل يوم. ويكتفى بمطالبتك ليل نهار بالمعلوم من فواتير مياه وكهرباء وغاز وضرايب والذى منه؟ وإن نبست بكلمة أو اعترضت فالعواقب وخيمة. وقد تنتهى بك فى ... واللا بلاش، أو مرميا لا قدر الله من باب أوتوبيس أو قطار على سرعة مية وأكتر؟! وقانا الله ووقاك من ألاعيب أم ينى وأم ترتر؟ ويجعل كلامنا خفيف عليهم جميعا !.
----------------------
بقلم : خالد حمزة 
من المشهد الأسبوعي    

 

مقالات اخرى للكاتب

كلام والسلام | ربع الساعة .. الآخير !





اعلان