18 - 09 - 2024

محطــــات| الساكت والمعتدى والمصالح

محطــــات| الساكت والمعتدى والمصالح

* هـل سيلقى أردوغان مصير صدام حسين، سؤال تبادر إلى ذهني، بعد أن تركت أمريكـا الساحــة لأردوغـان وأخلّت بوعودهــا للأكــراد، ليقتحم شمال شرق سوريا، ويجتاح أراضيها؟!

* فالمعروف أن أمريكـا لايغمض لها جفن إذا رأت بقعة على وجه الأرض من ورائها فائدة، فهل لم تجد أمريكا فائدة من وراء سوريا؟

* فعندما إحتل صدام حسين الكويت، كانت ترى أن الخير فى الخليج، وأن القوة فى العراق، فتركت صدام يجتـاح الكويت لتتدخل فى اللحظة الحاسمة لاستنـزاف خيرات الخليج من ناحيـــة، ومن ناحيــة أخـرى لتدمير قــوة العـراق!!

* فرأت فى غرور صدام حسين وتماديـــه فى الضـلال الطريق الذى يمهد لها الوصـول لأطماعها، والثغرة التى تدخل من خلالها الخليج وتنهل من خيراتــه، وتكون ذريعتها فى التخلص من آلة العـراق العسكريـة، والتى دفعت صدام حسين ليصـرح بأنـه يستطيـع مـد جسر حربي من بغداد حتى إسرائيل !!

* فمثلما كانت الكويت الفـخ الذى كســرت من خلالــه أمريكا شوكة صدام حسين، فهل تعتبر أمريكا سوريــا الفخ الذى سوف تكسر من خلاله أنف أردوغـان؟

* أم أنه هناك حسابـات أخــرى تحكمها المصالح، رأت أمـريكـا أن تفسح للشريك الخفي المجال، أو أن العمالة المستترة هى ماجعلت أمريكا تغض البصر عن اجتيـاح أردوغان لشمال شرق سوريا، هذه العمالة التى أشار إليها بشـار الأسد من قبـل، وقال أن تركيـا تريد نشر الفوضى فى سوريا لإسقاط النظــام؟!

* إن أمريكـا على الرغـم من أنهـا كشفت فى مــواقف عـديـدة عن وجهها القبيــح، إلا أنها حريصــة كل الحرص على ألا تلــوث يدها بالدماء، فى الوقت الذى تجد فيه من يقوم نيابـة عنها بدور السفاح!

* فهـل وجدت أمريكـا فى أردوغـان من يحقق لهـا أحلامها فى ظل أطماع  تركيــا التى لم تكن وليدة اليوم، فأطماع المد التركى وحلم السيطرة على شمال شـرق سوريا متجذرة فى التاريخ، وخصوصا ضـد الأكـراد! 

* فلا ننسى نضال سلطـان باشا الأطرش (جد فريد الأطرش) الذى تصدى لهذه الأطمــاع فى العصر الحديث، ولكن مازال حلم السيطرة يراود تركيا خوفــا من إستقلال الأكــراد، البـالــغ عددهم ثلاثــة ملايين داخــل سوريا الأمـر الذى قد يدعـو أكراد تركيا الذى يصل عددهم إلى مابين 15 و 17 مليون نسمة إلى المطالبة بالإستقلال!.
* فإذا صح كـلام بشـار الأسد عن عمالـة أردوغان لأمريكا، فليس أمامنا إلا أن نسأل: ما الثمن ؟

* من الواضح أن الصفقة التى تـم عقدها بعد الحرب العالمية الثانية، بين إيران والعراق بمساعدة الإنجليز، للقضــاء على الأكراد، تعود من جديد لتكون هذه المرة بين تركيا وأمريكا!!

* أما إذا كان إتهام بشار مجـرد هذيــان لمريض يصــارع الموت من أجل البقــاء، فإن عجلــة التاريـخ لن تتـوقف عن الدوران السريــع، حتى إذا وصلت إلى النهايـة تكشفت الحقائق وبانت الدسائس، وهل أمريكا أعطت المعــول لأردوغان ليحفر قبره بيده، ويلقى مصير صـدام حسيـن، أم أن المصالح أقـوى من أن ينقلب الساكت على المعتدى!!
-----------------------
بقلم: بهاء الدين حسن 
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف