مدد يارسول الله، مدد يا حبيب الله، مدد يا من ارسلك الله رحمة للعالمين، مدد يا شفيعنا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، مدد يا من أسري به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى سدرة المنتهى، مدد يا من بك بشر الله السماء فزينت وتضوعت مسكا بك الغبراء، مدد يا من اذا سخوت بلغت بالجود المدي وفعلت ما لا تفعل الأنواء، مدد يا من اذا عفوت فقادرا ومقدرا لا يستهين بعفوك الجهلاء، مدد يا من اذا رحمت فأنت أم أو أب هذان فى الدنيا هما الرحماء، مدد يا من اذا غضبت فإنما هى غضبة فى الحق لا ضغن ولا بغضاء، مدد يامن اذا خطبت فللمنابر هزة وللقلوب بكاء، مدد يا من اذا أخذت العهد أو اعطيته فجميع عهدك ذمة ووفاء.
مدد يا رسول الله يا من امتدت رحمته لكل مخلوقات الله من طير وحيوان ونبات، مدد يا من أمرت جنودك لا تقطعوا شجرة، مدد يا من قلت إمرأة دخلت النار فى هرة حبستها لا هى اطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض.
مدد يا من قلت الناس سواسية كأسنان المشط، فأرسيت مبادئ المواطنة والمساواة أمام القانون، مدد يا من قلت لحبيبك أسامة بن زيد عندما تشفع للمرأة المخزومية التى سرقت: أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة، إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها.
مدد يا رسول الله، يا من جعلت الكفاءة معيار الإختيار لتولى الوظائف العامة.. مدد يا من قلت للصحابى الجليل أبو ذر الغفاري عندما طلب الولاية: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذى عليه فيها.
مدد يا من أعطيت الإنسانية والقادة والرؤساء أبلغ الدروس فى كيفية التعامل مع منتقديهم ومعارضيهم وخصومهم بل وحتى من آذوهم.. فأنت يا حبيب الله من رفضت أن يطبق الملك الأخشبين أو الجبلين على أهل الطائف، الذين اهانوك وطاردوك، وقلت لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله.. وانت يا رحمة الله المهداة من قلت يوم الفتح لمن حاربوك وآذوك: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
مدد يا حبيب الله يامن رفضت أن تعيش عيشة الملوك والقياصرة والسلاطين، فعشت فى بيت بسيط ونمت على الحصير، وكنت فى مهنة أهلك يدك بيدهم تساعدهم.. مدد يا من كنت قرآنا يمشى على الأرض.
مدد يا من يصلى ويسلم عليك فى كل ثانية ما تعاقب الليل والنهار، آلاف المحبين لك والعارفين لفضلك يا خير خلق الله كلهم.. اللهم صل وسلم وبارك عليك يا حبيبى يا رسول الله.. طبت حيا وميتا يا من نطمع فى مرافقتك فى جنات النعيم.. أبا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد أن لى انتسابا.
-------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي
