19 - 04 - 2024

رساله مؤثره للغايه من زوجه الرائد "باسم فكرى" شهيد الداخليه بقنا

رساله مؤثره للغايه من  زوجه الرائد

نشرت الدكتوره ساره محمد رشاد الخطيب زوجة الشهيد الرائد باسم فكرى رئيس مباحث قوص الذى استشهد يوم الخميس الماضى بعد تبادل اطلاق الرصاص مع عناصر خارجة عن القانون . تفاصيل مؤثرة على صفحتها الشخصية ننقلها لكم كما كتبتها:

قاالت الدكتوره ساره على صفحتها ظننت أن الدنيا تبسمت لي بمجيئك لي , لكن للاسف , الفرحة غالية الفرحة نادرة ...نفس المشهد يتكرر بعد ١٥ عاما

المرة الأولي مع اهلي، والدي نقيب محامين قنا و البحر الاحمر بعد انقلاب سيارتنا في طريقنا للاقصر ، صعوبة إنقاذهم ،لم ينج من الحادث سوي انا واختي لم استطع الذهاب للمستشفي (مستشفي قفط )لرؤيتهم ف المشرحة ،قلبي لم يطاوعني اري ابي و امي و ميرنا و عبدالرحمن و عبدالله .. و لم اصدق وفاتهم من الأصل .

صممنا علي استكمال دراسة الطب (كنا لازلنا ف العام الأول و الثاني ) بناء علي رغبة ابي رحمه الله ، لكم أن تتخيلوا ظروف الحياة التي تخبطت بها بنتان لمدة عشرة سنين متواصلة لن اتكلم عن احساس الفقد و المرارة و الخذلان من اقرب الناس التي جعلتك حتي تفقد ثقتك في نقاء الحياة..

حتي التقينا انا و باسم في أول فبراير ٢٠١٤ ، لم ننس أبداً هذا التاريخ انا و باسم ، وجدت به من النقاء و الطيبة و الحنية و الشهامة و الحب الطيب النقي مالم اكن اتوقع ان هذه الاشياء موجودة في هذا الزمن ، لم يكن كأي ظابط شرطة من طيبته المفرطة ، دخلنا في سلسلة من المشاكل لم تنتهي بسبب المحيطين بنا و مع ذلك تمسك كل منا بالآخر و كأن كل من حولنا يستكثر علينا الفرحة معا، يعلم الله أن ماحدث كاد أن يقصم ضهري ، لولا ثبات باسم و ابتسامته الطيبة التي جعلت كل شيء يمر ، تزوجنا ف ٥/٣/٢٠١٥ بعد ما اخترنا و حددنا الفرح اكتشفنا الشبه بين هذا التاريخ و تاريخ الحادث منذ ١٠ سنوات في تاريخ ٣/٥/٢٠٠٥ , ف ظننت أن الدنيا تصالحني .

طبيعي كان هناك العديد من الازمات مثل أي بيت بس كانت بتتحل ، رجل مصلي ملتزم بقراءة ورد يومي بعد كل صلاة ، كثير الاستغفار و الذكر ، حنون لاقصي درجة علي ابنه سليم يتعامل معه بعقلية الطفل و هو في الأصل باسم طفل ،مرت السنين و انا أعتقد أن الحياة صالحتني به و لكن للاسف لم تستمر فرحتي طويلا ليتكرر نفس المشهد حين جائتني مكالمة تليفونية أن زوجي فمستشفي قفط ،ف الثامنة مساء ، لم ادري كيف ذهبت هناك و انا في قمة انهياري ، لأجد أنه استشهد ، كم كان المشهد قاسياّ صممت أن لا اتركه حتي أشاهده ، لن اخاف مرة أخري من إلقاء نظرة الوداع علي اقرب الناس لي ، قبلت يده الشريفة الطاهرة و وجدته متبسماً و كأنما ادي كامل واجبه و رسالته ف الحياة.. الحياة لا تترك الطيبين الطاهرين طويلاّ .... لكني كنت أحتاجك يا باسم. لما تركتني وحدي مرة اخر ، كنت لي نعم الحبيب و الزوج و الضهر و السند ..

وداعاّ يا حبيبي ، وداعاّ يا رفيقي






اعلان