03 - 06 - 2025

محطــات| العجلة ليست من الشيطان!

محطــات| العجلة ليست من الشيطان!

* جميـل أن تكـون هناك مبـادرة تقودهـا وزارة التعليــم، للإستغنــاء عن ركــوب السيــارات، وأن يركب الطـالب والأستــاذ والمواطن بـدلا منهـــا العجلـة، فـإذا كان " أبو قردان " صديق الفـلاح، فالعجلـة أيضـا صديقة البيئة، فلا إحتراق بنزين ولا سولار ولا عـوادم تلـوث البيئـة!!
* وركـوب العجلـة فرصـة للعــودة إلى زمـن الرومانسيــة الجميــل، فكـل موظف يذهب إلى عمله يأخـذ زوجتــه خلفــه فى طريقـه، على طـريقـــة عبدالحليم وشادية فى معبودة الجماهير!!
* قد تكون صحـة الزوج غير مهيـأة لأن يمشى مسافــة طويلـــة بالعجلـة وصعود مرتفعـات وتخطى مطبــات، لكن بالتأكيــد ستكــون هنـاك فرصة يركن فيها المـوظف العجلــة على الرصيف، وينزل هــو وزوجته ويبتاع لهمـا  قرطـاس ترمس، ثـم يجلسـان على الرصيف يقـزقزان، ويتبادلان الغـرام فيقـول هـو "حاجة غريبه، الدنيا لها طعم جديد، أنا حاسس إن دا يوم عيـد"، وتقــول هى:" وأنا حاسـه الدنيا هربانه، ويانــا فى ليل كله سعـادة"  ولايقطـع عليهمـا لحظـة الغــرام سـوى مواطن يقتحم خلوتهما بعجلته لينبه الموظف أنه ينتظر وصوله المصلحة، لينهي له طلبه !!
* هذه المبـادرة قد تعطى فرصـة لوزارة التعليـم أن تعيـد النظر فى نوعية الدراســـة والتعليـم حسب متطلبات المبــادرة، فالجامعــات تلقى كل عــام بالعديــد من الخريجين دون فرصـــة عمــل، الأمــر الذى قد يجعل وزارة التعليم تقــوم بتدريس مــادة أصــول النفخ، بـدلا من إستحـواذ الشرطــة وحدها على النفخ !!
* فركوب العجــل يلزمــه توفير أدوات النفــخ واللحـــام، وعــودة مهنــة العجـــلاتى التى إختفت، وستـــدّرِس الجامعــات ذلك، حتى يكون بجانب مهنة الطبيب والمعلم والمهندس، مهنة عجـلاتى بشهـادة!!
* ولاتحتــاج العجلــة إلى مساحة فى الرَكن مثـل السيارة، والعيون تتجه إلى جامعة جنـوب الوادى التى تبلغ مساحتها حوالى 100 فـدان، لتكون حقل التجربة، فالجنوب دائما هو حقل التجــارب، فى الوقت الذى أصبح فيه خاليـا من حقول الزراعة، بعد أن زادت تكاليف الميكنة الزراعية!!
* أما ان المبــادرة جاءت بعد أن ركب السيسى عجلة، وقاد طلبة الكليــة الحربيـة من قبل فى سبـاق، فالمبادرات دائمـا تكون فكـرة الرؤساء التى يقدمونها للشعب، فتلتقطها الحكومات وتعمل على تنفيذها!
* إركبـوا العجلـة الآن ، فالعجلـة ليست من الشيطـان، وإنما هى من عند السيسى، لعـل السيسى فى يـــوم من الأيــام يـركب أعلى بــرج الجزيــرة ويلقى بالغلاء، فتلتقط الحكومة الفكرة وتنادى بمبادرة تخفيض الأعباء!!
ــــــــــــــــــــــــــ
بهاء الدين حسن 

مقالات اخرى للكاتب

محطـات | لماذا السكوت ؟