اندهشت ولو ان الاندهاش هذه الأيام أصبح شيئا طبيعيا؛ من إعلان حولوه لأغنية وطنية يحمل اسم "أنا ابن مصر أنا ضد الكسر"؛ ومصدر اندهاشى هو أن الإعلان استعرض فى مادته الفيلمية التى تصاحبه عددا من رموز مصر العظام؛ بداية من الفراعنة وانت طالع مرورا بالفنانين والرياضيين والرؤساء وعمنا نجيب محفوظ وكمان طلعت باشا حرب؛ ثم ظهر مبارك من بين تلك الرموز ببذلته العسكرية؟!
سر اندهاشى أن الرجل تم خلعه بثورة شعبية شهد لها العالم بشعوبه وقادته، بأنها كانت من أعظم وأرقى ثوراته ولو كره الكارهون! ثم أنه ادين هو ورفاقه وأولاده بتهم تمس الشرف وبالفساد وتم الحكم عليه فى بعضها هو وأولاده بالسجن النهائي؟! وفوق ذلك فمو مدان أمام الشعب والتاريخ بتهم أدبية لا تحكم بها محاكم ولاقضاة؛ خاصة بالفقر والعوز والفساد الذى جعل ناس فوق الناس وخلق طبقة من المنتفعين والمتنطعين والفسدة جثمت على صدور البلاد والعباد لـ٣٠ سنة بزيها؟ ناهيك عن المبيدات المسرطنة والعمولات والسمسرة والبجاحة التى جعلت أحد أركان حكمه يقولك: الفساد فى البلد للركب وهو منه لم يكن بعيدا!
التاريخ لايكذب ولا يتجمل ياسادة والناس إن نسيت او تعمدت أن تتناسى؛ فاهمة الفولة كويس وهارشة القصد جيدا؛ قالنظام لم يرحل حتى يعود مرة أخرى؛ ورموزه مازالوا يتسحبون للعودة لمناصبهم وكراسيهم؛ ويساعدهم فى ذلك بعض رحال الأمال الفسدة وبعض رجالات الإعلام من نفس العينة ؛ بدعاوى ن ٢٥ يناير لم تكن ثورة وأنها نكسة ووكسة، وبأن الثوار إما عملاء او مرتزقة أو آكلين من على كل الموائد، أو أن سبب ما نحن فيه من وكسة وتدهور بسبب نكسجية يناير؟! وبـن يناير أخرت مصر لـ٥٠ سنة قدام؟! والحقيقة أن الفسدة مثل المراة اللى لامؤاخذة عندما تلومها او توبخها بما هى عليه؛ ترفع صوتها عليك وتتبجح بافظع الشتايم؛ لتلهيك وتجيب اللى فيها فيك !
---------------------------------
بقام: خالد حمزة
