طالب أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الإعلام العربي أن يقطع الطريق على منصات أخرى تقتات على القضيا العربية، وتحركها وتتلاعب بها لأغراض لا تخدم سوى مصالح أطراف بعينها، ليس من بينهم الفلسطينيون أو العرب، إن فلسطين قضية عربية، وستبقى كذلك إلى أن تُقام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية بإذن الله وإنه من دواعي السرور لنا جميعاً أن تُعقد اليوم احتفالية جائزة التميز الإعلامي تحت شعار جاء في وقته هو: "القدس في عيون الإعلام".
وأكد أبو الغيط، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الإعلام العرب الدورة العادية "50" اليوم الأربعاء بفندق الماسة ، أن رسالة الإعلام العربي يحب أن تهدف الى ترسيخ المواطنة وتعزيز الانتماء الى الدولة الوطنية الحاضنة لكافة مواطنيها، وبث الفكر المستنير والإسهام الفعال في بناء الانسان العربي الجديد بنشر الثقافة والمعرفة والتعليم المستمر.
وتابع: إن رسالة الإعلام العربي في عصر يتسم بالاضطرابات المتلاحقة والتغيرات المتسارعة ينبغي أن تصل إلى الفئات المستهدفة، واضحة وقوية وبسيطة في آن معاً، وإلا تركت هذه الفئات نهباً للمتلاعبين بالعقول، وفريسة للمتاجرين بمصائر الشعوب، وعدد الرسائل التي يجب أن يحملها الإعلام العربي للجمهور:
- إن الرسالة الأولى لإعلامنا العربي هي ترسيخ المواطنة وتعزيز الانتماء إلى الدولة الوطنية الحاضنة لكافة مواطنيها، بلا تفرقة أو تمييز على أساس الدين أو الطائفة أو العرق، وبما يُرسخ لمبادئ وقيم جوهرية في الوجدان العام وعلى رأسها التسامح وسيادة القانون، مضيفا أن هذه المواطنة هي الضامن لوحدة المجتمعات، والحامي لها من عواصف التفتت، وثمة أجيال جديدة لابد أن تصلها رسالة المواطنة والهوية الوطنية الجامعة بلغة تفهمها وتتفاعل معها، وتقتنع بها.
والرسالة الأخرى التي يتعين على إعلامنا العربي إيصالها بأكبر قدر من المسئولية والكفاءة تتعلق بقضايا الأمة، التي لا يصح أن ينصرف عنها شباب الأمة، وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية التي نحملها معنا من جيل إلى جيل وليس صحيحاً أن الأجيال الجديدة أقل حماساً أو انتماء لهذه القضية العربية المركزية، بل هم متعطشون لمتابعة ما يجري بشأنها والدفاع عنها.
أما الرسالة الثالثة التي أرى أن يُعنى بها الإعلام العربي، فتتمثل في بث الفكر المستنير، والإسهام الفعّال في بناء الإنسان العربي الجديد بنشر الثقافة والمعرفة والتعليم المستمر، إذ لا زال الإعلاميُمثل السلاح الأمضى في مواجهة الفكر الظلامي المتطرف الذي يوفر البيئة المثلى لنمو الإرهاب والعنف.. إن المعركة التي يخوضها الإعلام العربي بالكلمة، لا تقل في خطورتها وأثرها عن تلك التي يخوضها الجنود بالسلاح، فقد تمثل كلمة استنارة واعتدال الفرق بين مشروع مواطن يؤمن بوطنه وإنسانيته ومشروع إرهابي لا يعرف سوى القتل والدم.
وأكد أن ما يرغب فيه دعاة الظلام هو أن تصمت كل المنابر فلا تنطق سوى منصاتهم المسمومة، وما يقضي على هذه القوى حقاً هو أن يتعرض الناس لأفكار مختلفة، وآراء متنوعة، وأن تشيع المعرفة والوعي بينهم، وكلما ازداد هذا التنوع في الأفكار والانفتاح على الثقافات الإنسانية المختلفة، كلما بارت بضاعة أنصار التطرف والانغلاق، ولم يجدوا سبيلاً لنشر أفكارهم المنغلقة المضادة للإنسانية والعقل والدين.
وقال أبو الغيط في رسالة لمجلس وزراء الإعلام العرب، :أتمنى النجاح لأعمال مجلسكم الذي يتضمن عدداً من الموضوعات الهامة من بينها ميثاق الشرف الإعلامي، ودور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب وغيرها.
وأشار إلى ضرورة دعم خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، فما زلنا عاجزين إلى اليوم عن التحدث إلى الآخر بصوت يقنعه، ولغة تقترب من عقله ووعيه، ورسالة قادرة على النفاذ إلى ضميره، قائلا: مازال خطابنا مع الخارج صدى لحوارنا مع أنفسنا، وما نحتاج إليه حقاً هو تعزيز وتطوير الرؤية الاستراتيجية والخطة الشاملة للعمل الإعلامي العربي بالخارج حتى يعمل الجميع في إطارها، فتنتظم الجهود في مسار واحد.. وتصل رسالتنا بصورة فعّالة وبلغة يفهمها الآخر ويتفاعل معها.