19 - 04 - 2024

شهادة على كواليس تصوير"خلّي بالك من زوزو" وانتفاضة 1972!

شهادة على كواليس تصوير

رأيتُ سعاد حسني في البلوزة الزرقاء "الكُحْلي" والبنطلون الجينز الأبيض، وحسن الإمام يُداعبُها ــ مُشجّعاً ــ ويضربُها على مؤخّرتها، مُمازحاً، ويقول ضاحكاً: أنا عايز أداء سوسو، معلش، نعيد من تاني..

ــ 1 ــ 

تقف "سعاد" وسط مجموعة الممثلين، تعدل من ربطة طرفي البلوزة السفليين، وتضغط في ربطهما، حتى تُحكمَ عُقدَتَهما، ثم تنظر إلى "العُقدة" التي توسطت أعلى منتصف البنطلون حول خصرها، وضعت سعاد ذراعيها حول وسطها، واقفة تترقّبُ تعليمات "مُخرج الروائع".

بين الممثلين، لمحتُ محمد متولي الذي كان يتحسّسُ طريقه إلى الشّهرة، بعد أن قام بدور مهم في مسرحية "البعضُ يأكلونها والعة"، حيث بدأت شُهرتُه في فرقة كلية الآداب المسرحية، وها هو يعود إلى كلية الآداب في أول أدواره السينمائية، وفي خطوة مهمة من خطواته نحو الشّهرة.. 

وقفت أرقب الأداء، والدماء تغلي في رأسي، متسائلاً عن السخرية التي سيتناول بها صناع هذا الفيلم الحركة الطلابية، ومترقبّا أحدا من كبار صُنّاعه ليسمعَ منّي ما يليق بما رأيتُه من "عبث"!

ــ 2 ــ 

دا كلام فارغ اللي بيحصل ده!

قلتُها مُعلنا عن رأيي، بين قليل من الطلبة وقفوا يتابعون المشهد مثلي، بصوت خافت إرضاءً لضميري، وبعيدا عن الصياح ربما مُتجنّباً أن أثير مشكلة!

هكذا قلتُها، عندما دخلت البهو الكبير في مدخل مبنى الكلية الرئيسي، ظهر أحد أيام يوليو 1972، لأجد عددا كبيرا من ممثلي الكومبارس، مستعدين لأداء تابوه راقص، يقفون على السُّلّم المؤدّي إلى مكتب عميد الكلية، ويحتل عدد منهم الممرّين أسفل السلم بين مُصَلّى الطلاب على اليمين، وعيادة الأسنان على الشمال، وأمام المدخل الكبير من الباب الرئيسي للكلية، وعلى جانبي السُّلّم أكثر من مجلة حائط، لا أزالُ أتذكّرُ عنوان إحداها "الدوراية"!! 

"الدوراية" ألهذه الدرجة يستهزئون بالحركة الطلابية؟ ولهذه الدرجة يُشمّرون عن سواعدهم لتشويه الطلاب؟ وبهذه السُّرعة يقومون بإنتاج فيلم يُسئ إلى الحركة الطلابية التي ثارت من أجل تحرير سيناء المحتلة، وتحريرا لإرادة المواطن وتحقيقا للديمقراطية؟

"الدوراية" ومجلات حائط بأسماء ساخرة و"تهكّميّة"، وكومبارس يمثلون طلابا وطالبات في كلية الآداب، بينهم سعاد حسني، في تابلوه راقص، ينتهي بهم رافعين سعاد فوق أيديهم، ثم ينزلون بها على الأرض.. 

ما هذا التهريج، ومن المسؤول عنه؟ 

كنت قادماً من المدينة الجامعية لطلاب جامعة القاهرة، في بين السرايات، متجها إلى كافيتيريا كلية الآداب، حيث طلب مني اتحاد طلبة الكلية الإشراف على الكافيتيريا في فترة الإجازة الصيفية، وكانت نتيجة الامتحانات قد ظهرت، وكنت على وشك تسليم حجرتي في المدينة الجامعية ومغادرتها، لأقضي فترة مع عائلتي في بنها، قبل التقدم لإدارة التجنيد بالزقازيق، للالتحاق بخدمة العلَم.

توقّفتُ مُنبهراً مما يحدث.. 

ووقفتُ أمام الاستعراض "الراقص" في بهو كلية الآداب ــ "الهوُل" كما كنا نسميه ــ متسائلاً: سعاد حسني ترقص مع الكومبارس في هذه السّاحة التي انطلقت منها أكبر مظاهرات كلية الآداب منذ إنشائها، مُتّجهة بآلاف الطلبة يوم السابع عشر من يناير 1972 إلى قاعة جمال عبدالناصر (قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة)، ليبدأ أشهر الاعتصامات في تاريخ الحركة الطلابية المصرية إلى الآن؟

وقفت حائراً لا أعرفُ ماذا أفعل مع هؤلاء السينمائيين الذين يسخرون من طلبة مصر، ويُسيئون إلى جامعاتها، وتركت "الدوراية" و"ماكيتات" مجلات حائط كانوا وضعوها ضمن "ديكورات" المشهد، ومكوّنات التابلوه الراقص، بينما كانت الدماءُ تغلي في رأسي، أبحث عمّن أفجّر فيه غضبي.

ــ 3 ــ 

ما إن جلست في الكافيتيريا، لبعض الوقت، حتى جاء حملةُ الكاميرات ومجموعة أخرى من "الكومبارس" يختلفون عن أولئك الذين اشتركوا في التابلوه الراقص

تركت مكاني مُتّجهاً إلى حيث كانوا يقفون على سلّم المكتبة المركزية للجامعة ومكتبة كلية الآداب، الكاميرات تتوسط الحديقة بين مبنى "التاريخ" ومبنى المكتبة، وأمام السلّم يقف حسن الإمام، وراءه مساعدُه أو مساعدوه ومدير التصوير أو الكاميرا مان وآخرون يتوسّطهُم علي بدرخان زوج سعاد حسني آنذاك، يرتدي قميصا صيفيا أزرق. ويبدو أن سعاد كانت قدمت أداءً لم يرضَ عنه مخرج "الروائع"، أو أنه كان يريد منها أن تقدمَ المشهدَ "على طريقته"!

أردت أن أفسدَ عليهم ما يصنعون، بسبب ما رأيتُه من استهزاء بما فعلناه وما تحرّكنا لأجله في "يناير" العظيم، ولكنني هنا وحدي من بين كل الرفقاء والمعنيّين بالأمر، وكل الجالسين هناك داخل الكافيتيريا أو خارجها لا يزيد عددُهُم على أصابع الكفّين، وهم وجوه لا أعرفها، ولا أستطيع أن أستقويَ بهم.

توقّف التصوير للحظات، تركت فيها مكاني، دون أن يلحظني مخرج الروائع، واقتربتُ من محمد متولّي "متوهّماً" أنني أحاول أن أستفزّه ــ لعله يستشعر فداحة ما يرتكبُ من "جريمة" ــ وأكثر توهّماً بأنني سأحرّضُ أحد عناصر الفيلم على "التمرّد"!!

قلتُ له: بعد "يأكلونها والعة"، تشارك في فيلم يسخر من زملائك ومن الحركة الطلابية؟!

جاء محمد متولّي من كلية "دار العلوم" ليشاركَ فريق التمثيل بكلية الآداب في مسرحية "البعض يأكلونها والعة"، من أشهر مسرحيات "المسرح السياسي" في ذلك الوقت، وكانت قد أحدثت ضجّة كبيرة بما قدمته من نقد لشرائح الانتهازيين عقب الهزيمة العسكرية في يونيو 1967، وقبيل حرب أكتوبر 1973، وكان متولّي يقضي الكثيرَ من وقته في كلية الآداب التي ارتبط بها خلال تلك الفترة، وارتبط بنا في معظم رحلاتنا ومعسكراتنا الصيفية.

أبداً، دا فيلم "تقدّمي" جدا!

ردّ متولي، قبل أن أقول له: تقدمي، و"بيهزّأ" الحركة الطلابية؟!!

إنت بتحكم ع الفيلم ليه، قبل ما تشوفه؟

قلت: الجواب بيبان من عنوانه، وعاملين مجلات حائط كلها بتضحك على مجلات الحائط بتاعتنا.. بقى فيه مجلة حائط اسمها "الدوراية"؟!

كان حسن الإمام قد بدأ ينتبه إلى حوار "عنصره" مع ذلك الذي أقحم نفسَه على المشهد، ليشغله عن الاستعداد للقطة التالية، ويبدو أن متولي لمحه، فراح يبتعدُ عنّي، متشاغلاً بالاستعداد لعمله!

ــ 4 ــ 

لمحت صلاح جاهين، قادماً من باب الكلية المفتوح على الساحة الكبيرة والمؤدّي إلى مبنى التاريخ، يقتربُ بخطوات بطيئة من جماعة الفيلم، فأسرعتُ نحوه تسبقني إليه كلماتي الغاضبة

مساء الخير، يا أستاذ صلاح.

ــ مساء النور.

إزّاي تشارك في فيلم زي ده، بيهاجم الحركة الطلابية؟

ــ بيهاجم الحركة الطلابية؟!

رد صلاح جاهين بسؤال متعجبًّاً من الشاب العشريني الذي لا يعرفه، فواصلتُ هجومي:

ــ وبيشوّه الحركة الطلابية، كمان!

ردّ الشاعر الكبير بهدوء:

ــ إنتَ شُفت الفيلم؟

ــ الجواب بيبان من عنوانه.

ــ إزّاي بقى؟!

سألني صلاح جاهين، بابتسامة طيّبة لا تُخفي اندهاشه من غضبي.

ــ شُفت مشاهد بيصوّروها، وعاملين ماكيتات لمجلات حائط أساميها كلها سخرية و"تهزيء" للطلبة.

ــ طب، مش تستنّى لما تشوف الفيلم كله، وبعدين تحكم عليه.

لا أعرفُ من أين جاء هؤلاء الطلاب والطالبات، فقد كانوا يجلسون في كافيتيريا الكليّة، لا يزيد عددهم على أصابع اليدين، وإنما نظرت حولي لأجد عددا كبيرا منهم ربما كانوا يتابعون شاعر العامية الكبير، وقد رأوه في مبنى الكليّة، فجاؤوا وراءه إلى حيث كان يقف يتحدث معي، أمام مبنى قسم التاريخ،  فراحوا تتعالى أصواتُهُم على "الديالوج" الذي كان دائرا بيننا، بعضُهُم يريد أن يشارك في الحوار، بعضُهُم ينتقد، وبعضُهُم يهاجم، وآخرون جاؤووا مرحبين، أو يسعون إلى مصافحة الشاعر الكبير، أو يأخذون "توقيعه" على "أوتوجرافاتهم"، لكنني لم أعرف كيف انتهت الضوضاءُ التي جاءت معهم، ولم تستغرق وقتاً، إذ استأذن جاهين، وانصرف إلى حيث وقفت سعاد في وسط الحديقة التي تتوسّطُ مبنى "التاريخ" ومبنى "المكتبات"، والأستاذ المخرج وعلي بدرخان ومجموعة الممثّلين والمصوّرين و"الميشانيست".

ذهبتُ إلى الكافيتيريا، وانتحيتُ بكرسي جانباً، أفكر كيف أتحيّن فرصة أخرى، لإفساد مُخطّط تشويه الحركة الطلابية، بعد أن علمتُ أنه لا يزالُ هناك مشاهد سوف يقومون بتصويرها في الأيام القادمة!

على أي حال، فقد سمعتُ بالضجّة "الجماهيرية" التي أحدثها "خلّي بالك من زوزو"، فذهبتُ ــ في إحدى إجازاتي "الميري" من وحدتي العسكرية، في أعقاب حرب أكتوبر ــ لأشاهد الفيلم، في سينما "مصر" في بنها، ولكي أرى بشكل خاص اللقطات والمشاهد التي سبق أن شاهدتُها من قبل، في الفيلم الذي ضرب أرقاماً قياسية، وتفوق على ما سبقه من أفلام السينما المصرية، بعد أن تواصل عرضُه في دور السينما بأنحاء مصر، لأكثر من 52 أسبوعاً متّصلاً!

وشاهدت الفيلم مرّتين في إجازة واحدة!

ــ 5 ــ 

الفيلم الذي تم تصويره في صيف 1972، وعُرض في دور السينما المصرية في 1973، واستمر عرضه إلى 1974 لأكثر من سنة، من قصة وسيناريو وحوار صلاح جاهين، وإخراج حسن الإمام، وإنتاج تاكفور أنطونيان.

القصة اجتماعية بسيطة، كلها تحتوي على عناصر "فيلم" حسن الإمام و"خلطته" الميلودراميّة المميّزة، كتب أغانيه صلاح جاهين، وفيه رقصت سعاد وغنّت، بكت وأبكتنا، ضحكت وأضحكتنا، ورقصت قلوبنا معها وغنّت، وابتهجنا.. 

لكنني رأيتُ محيي إسماعيل في دور ذلك الطالب "المتشنّج" ــ جمعاء! ــ الذي رأينا منه في أبناء جيلنا، نماذج تمشي بيننا على استحياء، ربما في خجل، وربما في خوف، فقد كانوا قليلين جدا، يتوارون من الطلاب والطالبات، وكان صوتُهُم ضعيفاً خافتاً لا يكادُ يُبين، قبل أن يحتضنهم السادات، ويشجعهم، ويوعز إلى صفيّه محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط الأسبق، ليقيم لهم المعسكرات الجامعة لتياراتهم وأفكارهم، ويقويهم، لينتشروا بعد ذلك في كافة جامعات مصر، وليفرضوا سيطرتهم وسطوتهم على الحركة الطلابية، لا معترضين أو مُحتجّين بالكلمة المتشنّجة البلهاء، "جمعاء"!، بل بالعِصِي الغليظة والشوم، وبالسكاكين أحيانا، ودائما بالجنازير، فأغلقوا مسارح الجامعات، ومنعوا فيها الغناء، وحرّموا الموسيقى، وصادروا الندوات والمؤتمرات، وأوقفوا الرحلات منعاً لاختلاط البنين بالبنات، ووقفوا ضد كل نشاط "ترفيهي" أو "ترويحي" أو للتسلية، وفتحوا بابا واسعا لم يستطع أحد ــ حتى اللحظة ــ أن يغلقه، بتغليب "الفتوى" على "القانون"، وإقحامهم للمُفتين في كل شأن من شؤون الناس، وفي كل أمر من أمور حياتنا!           

ــ 6 ــ 

كان محيي إسماعيل في فيلم "خلّي بالك من زوزو" نموذجا لحركة الطلاب، بمختلف مستوياتها وأفكارها وتياراتها، أكثر مما كان "رمزا" لتيار فكري بعينه استشرى في حياتنا الجامعية، قبل أن ينتشر كالوباء، ليحصدَ كل ما حققته مصر من تقدم في الفكر الاجتماعي والسياسي قبل يوليو، وما حققته من تقدم على أكثر من صعيد بعد يوليو.. 

ربما كان هذا ما استفزّني من لقطات شاهدتها وأثارت لديّ "هواجس" ربما لم يُبدّدْها ظهور محيي إسماعيل "وحيدا" يرمز لوجود طلابي مُضحك وعابث، مثير للسخرية والاستهزاء، دون "الضد" الذي تظهر به محاسنُ الأشياء!

ولعله كان "الهامش" المسموح به آنذاك، فأنا لا علمَ لي بكواليس الرقابة، وما حدث من عرض على الرقابة، وما قالت به لجنة الرقابة على المصنفات الفنية، لكنّ الوجه الغالبَ والتيار الأقوى السائد في الجامعة ــ حتى لحظة تصوير الفيلم ــ لم يظهر في مقابل "جمعاء"، ليظل محي إسماعيل "النموذج" الحيّ الباقي من الحركة الطلابية المصرية في سبعينيات حسن الإمام، فيما غاب النموذج الآخر الذي قاد المظاهرات والاعتصام الشهير الذي خلّده أمل دنقل في "كعكته الحجرية"، وخلّده أحمد فؤاد نجم في قصيدته "أوراق من ملف تحقيق" المشهورة بـ "إنت شيوعي؟"، وخلّده زين العابدين فؤاد في "اتجمّعوا العشّاق"، و"إحنا زيّ ما احنا يا فبراير".

وعلى الرغم من كل ذلك، يبقى للشاعر المصري الكبير، صلاح جاهين والمخرج حسن الإمام وصُنّاع فيلم "خلّي بالك من زوزو"، جُرأة الكشف والبوح والفضح والتعرية، وأنهم لاحظوا منذ وقت مبكّر جدا خطورة ما نبّهونا إليه، وحذّرونا منه، ذلك الذي سخرنا منه للحظات في مشاهد فيلم، فإذا به يتحول ــ في نبوءة شاعر ومُخرج ــ إلى كابوس يجثم فوق صدر مصر، ويُخيم على "عقلها" إلى اليوم، ويشدها إلى الماضي السحيق بقيود لا تملك منها إلى اليوم فكاكا، ولا تستطيع منها هربا!!                

ــ 7 ــ 

رقصت سعاد وغنّت وبكت ثم ضحكت، في فيلم كان علامة لانتهاء عصر ومرحلة، وإيذانا بقدوم عصر ومرحلة

بكت فأبكتنا ولا نزال نبكيها ونبكي معها سنوات كان "عقلُ" مصر فيها مُضيئا مُتفتّحا ومنفتحا على الدنيا بأسرها. ضحكت سعاد وأضحكتنا من قلوبنا، رقصت فرقصت لها ومعها قلوبنا، غنّت وغنينا معها ولها وبها، وانتشينا فرحا وبهجة!

رحمها الله، فربما كانت حياتُها "مأساة" من مآسي مصر النادرة، وربما كانت حياتها بالكامل ــ من أول سطر إلى النقطة في آخر السطور ــ إشارة تستدعينا أن نقف أمامها، نتأملها، نقرؤها، أو نعيد قراءتها، وربما كانت علامة أو رسالة لـ "حُلم" وجمال وفن وشباب وعصر تحولت قوته إلى ضعف هرب منه كثيرون في شوارع لندن، بدل أن يستنقذوا منه ما يستطيعون، بعد أن رأوها أقرب إلى التسوّل، هي التي كانت الدنيا "العربية" بأسرها لا تطمع أن تتسول منها كلمة،  بل نظرة أو ابتسامة، وقبل أن يروها جثة هامدة تحت البناية التي أقامت فيها في مدينة الضباب. رحمها الله، ورحم الله حسن الإمام، ورحم صلاح جاهين الذي شكّلت قصائدُه وأغانيه في "يوليو" وجدانَ جيلي "اليوليوي"، قبل أن يأتي "يونيو" بالهزيمة العسكرية التي كسرته وأصابته بالاكتئاب، وكسرتنا قبل أن تملأنا بالاحتجاج والثورة والغضب.
----------------------
بقلم: نحاس عبد الحميد راضي

مقالات اخرى للكاتب

شهادة على كواليس تصوير





اعلان