هجوم كبير شنّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على السفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروك، بعد تسريب مذكرات أرسلها السفير إلى مسؤولين في لندن، وصف ترامب خلالها بأنّه "يفتقر إلى الكفاءة"، لتظهر أزمة بين واشنطن ولندن منتهية بإعلان وزارة الخارجية البريطانية استقالة سفيرها فى امريكا، وفقا لـ"رويترز".
سفير بريطانيا المستقيل في واشنطن: ممارسة مهامي أصبحت صعبة
ومع الاستقالة تقدم السفير البريطاني برسالة إلى النائب الدائم لوزارة الخارجية البريطانية سيمون ماكدونالد، وتضمنت: "منذ تسريب الوثائق الرسمية من السفارة، كانت هناك العديد من التكهنات المختلفة بشأن منصبي وطول فترة بقائي في هذا المنصب، أريد وضع حد لهذه المضاربات. الوضع الحالي يجعل من المستحيل بالنسبة لي الاستمرار في أداء عملي كما أري"، وفقا لـ"سبوتنيك".
بدأت الأزمة بالتسريبات التي نشرت في "ديلي ميل" البريطانية عن انتقاد الإدارة الأمريكية
ترجع بداية الأزمة بين الرئيس الأمريكي والسفير البريطاني، حين نشرت صحيفة "ذي ميل أونلاين" البريطانية الأحد الماضي مذكرات دبلوماسية لـ"كيم"، ذكر خلالها أنّ البيت الأبيض يعاني من "خلل جسيم" وانقسام تحت قيادة دونالد ترامب.
وقال السفير البريطاني في المذكرات المسربة: "لا نعتقد حقا أنّ تلك الإدارة ستصبح بشكل فعلي أكثر طبيعية وأقل اختلالا في الأداء، وأقل تقلبا وتقديما لسلوك لا يمكن توقعه، وأقل انقساما بين الفصائل المتنافسة، وأقل حمقا في الناحية الدبلوماسية"، كما تشكك فيما إذا كان البيت الأبيض، في ظل الإدارة الحالية، "سيبدو بالكفاءة المطلوبة" في أداء مهامه.
ترامب يصف "بريكست" بالفوضى ويعلن عدم تعامله مع سفير بريطانيا
وعقب تسريب المذكرات انتقد ترامب طريقة تعامل رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، في أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" ووصفها بـ"الفوضى"، كما أشار إلى أنّ أمريكا لن تتعامل مع السفير البريطاني في البلاد، وفقا لموقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وغرّد ترامب عبر حسابه على "تويتر": "كنت مهتما للغاية بطريقة تعامل بريطانيا ورئيسة الوزراء تريزا ماي مع البريكست، أي فوضى صنعتها هي وممثليها، قلت لها كيف يمكنها أن تنهي الأمر، لكنها قررت المضي في طريق آخر"، مضيفا "أنا لا أعرف السفير، نحن لن نتعامل معه بعد الآن"، وتابع في تغريدة أخرى: "الخبر الجيد بالنسبة للمملكة المتحدة هو أنّه في القريب العاجل سيكون هناك رئيسا جديدا للوزراء".
وفي إطار تعليقات ترامب عبر حسابه على "تويتر"، أكدت ماي في بيان لها أنّ لديها "ثقة تامة" بسفير المملكة المتحدة الذي انتقد إدارة ترامب في رسائل البريد الإلكتروني التي سربت، لكنها لا تتفق مع تقييمه، بينما قال وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيج: "لا يمكن تغيير سفير بناء على طلب دولة مضيفة"، وفقا لتصريحات لـ"بي بي سي "، موضحا أنّ وظيفة السفير إعطاء تقييم أمين لما يحدث في هذه الدولة.
السفير البريطاني تولى منصبه في أمريكا 2016 وهو من السفراء المخضرمين
وعن السفير البريطاني الذي تسبب في الأزمة الدبلوماسية بين أمريكا وبريطانيا، فهو "كيم داروك" البالغ من العمر 65 عاما، وهو من السفراء المخضرمين في السلك الدبلوماسي، ويمتد تاريخه المهني لأكثر من 4 عقود، إذ التحق بالسلك الدبلوماسي في العام 1977 بعد تخرجه من جامعة دارم، في قسم علم الحيوان.
وشغل داروك منصب مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء، في الفترة من يناير 2012 إلى سبتمبر 2015، وقاد فريق الأمن القومي في قضايا مثل صعود "داعش" في العراق وسوريا، والتدخل الروسي في أوكرانيا، و"التهديد النووي الإيراني" وانهيار السلطة في ليبيا، وقبل تولي منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة في يناير 2016، شغل منصب سكرتير الأمن القومي لرئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون لمدة عام واحد.