11 - 05 - 2025

عجاجيات| وراء الشمس

عجاجيات| وراء الشمس

كثيرة هى أفلام السينما التى دارت حول الصراع بين الخير والشر والتى جاءت نهاية معظمها بانتصار الخير فى الثوانى الأخيرة بعد أن يكون الشر قد عربد وصال وجال طوال العرض.

وكثيرة هى افلام السينما التى دارت حول العلاقة بين الطاغية الجلاد وضحاياه ولعل(شيئ من الخوف) قصة ثروت أباظة وإخراج حسين كمال من أروع الافلام التى جسدت تلك العلاقة بأداء أكثر من رائع للنجم محمود مرسي (عتريس) والنجمة شادية (فؤادة) والعملاقين يحيى شاهين ومحمد توفيق والأستاذ المخرج الكبير أحمد توفيق(رشدي الذى تقمص شخصية الطاغية عتريس فنال علقة ساخنة).

وأعتقد أن الدهاشنة لو كان بها استاد أو ملعب كرة قدم لجعل حسين كمال الجماهير تهتف داخل الاستاد (جواز عتريس من فؤادة باطل) و (كفى طغيانا يا عتريس) وأحسب أن عتريس ورجاله ما كانوا ليستطيعوا الوقوف فى وجه الجماهير الهادرة الغاضبة التى فاض بها الكيل.

ولعل من أهم افلام السينما المصرية التى جسدت نفوذ وطغيان وانحراف بعض الأجهزة أفلام (زوجة رجل مهم) بطولة الرائع أحمد زكى وميرفت أمين، وفيلم (الكرنك) بطولة كمال الشناوى ونور الشريف وفريد شوقى وسعاد حسنى ومحمد صبحى وشويكار وتحية كاريوكا، وفيلم (طائر الليل الحزين) الذى شهد مبارزة تمثيلية وحوارية بين طاغية على رأس جهاز سيادي (عادل ادهم) ورئيس نيابة يدافع عن الحق والعدل (محمود مرسى).

وبالصدفة البحتة وانا أزور موقع اليو تيوب وقعت على الفيلم الأهم والأخطر وهو (وراء الشمس) إخراج محمد راضى، والذى جمع له كوكبة قل أن تجتمع فى فيلم، شكري سرحان ورشدي أباظة ومحمود المليجى وصلاح منصور وصلاح نظمى وأحمد زكى ومحمد صبحى ومحيى إسماعيل والسيد راضى وعلى الشريف وزين العشماوي ونادية لطفى وهياتم ومنى جبر.. الفيلم صرخة ضد الطغيان والظلم والاعتقالات العشوائية والاتهامات سابقة التجهيز.. ويختتم الفيلم بمشاهدة دامية وصرخة الأستاذ الجامعى المعتقل (شكري سرحان) كفاية دم كفاية دم.. الدم ده فى رقبتكم كلكم.. وصرخة الصول عبدالحق (محمود المليجى) للجعفري (رشدى أباظة الذى جسد دور الطاغية) كفاية يا كافر.. ولقطة النهاية حملت العبارة التالية (أيها السادة انتبهوا جميعا حتى لا تحدث هذه الجريمة مرة أخرى.. إمضاء محمد راضى) ولو قدر لى ان ارد على تلك العبارة الأمنية، لقلت: عذراً أستاذ محمد راضي، الجريمة تكررت وستتكرر منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فالطغاة يتلذذون بطغيانهم ويحسبون أنهم يحسنون صنعا.
-------------------
بقلم: عبدالغني عجاج
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو